مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 ثلاثة علي الطريق

 

العارف

 

محمود جلال العارف
........................

السؤال الذي يفرض نفسه الآن ما هي الاحتمالات المختلفة لنهاية ما تشهده الساحة المصرية من شد وجذب وتضاغطات وتخلخلات بصفة يومية ، محاولة اقتحام أقسام شرطة بل واقتحام بعضها بالفعل ، اقتحام دواوين حكومية بالمحافظات المختلفة ، قتلي و جرحي ومفقودين بصفة أسبوعية ، استخدام عنف متبادل بين بعض الأفراد وأفراد الشرطة ، عصيان مدني في بور سعيد ، مؤسسة الرئاسة في حالة تخبط عنيف تقيل احد مستشاريها وتوجه له تهم ثم تتراجع عن ذلك ثم تعاود مرة أخري اتهامه بشكل غير مباشر ، تصريحات رئاسية علي مقاس نظام مبارك تماما من حيث إظهار الدنيا ربيع والجو بديع ، معارضة متآكلة متخبطة متضاربة التصريحات ترتكب أفعال مضادة لما يقولونه ، تصريحات غريبة وبها إشارات واضحة من القوات المسلحة عن دورها خلال تلك الفترة ، إشاعات عن اقالة السيسي وزير الدفاع ، محاولة بعض الأشخاص ببورسعيد عمل توكيلات للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد ، بل مطالبة بعض القوي التي تسمي نفسها سياسية وتفترض وجود أرضية لها بالشارع القوات المسلحة بالتدخل ، حكومة الولد المبتسم علي طول واعتقد أنها حكومة في بلد غير مصر فعملهم علي ارض الواقع لا يتناسب مع الأحداث الجارية فالناس الكادحة لهم طلبات في الغرب ونجد الحكومة تعمل في الشرق حكومة في وادي وشعب في وادي اخر ، اتهامات بالسعي نحو أخونة الدولة للسيطرة علي مفاصلها ، خروج معظم النظام السابق من محبسهم ، إعلام اصفر اللون في معظم الأوقات ، احتياطي نقدي يتآكل ، حالة تزمر داخل نفوس أبناء الشعب نتيجة لسوء الأحوال المحيطة بهم ، اعتراض علي أحكام القضاء ، نائب عام يتهم بأنه نائب عام للإخوان ، مؤسسات لم يتم حدوث تغيير حقيقي فيها مازال رجال النظام الفاسد السابق يمسكون بها ، فساد مستشري في كل أنحاء البلاد ، طوابير سولار وبنزين وعيش ، أزمة أخلاق حقيقية يعانيها الشارع المصري فمثلا عمال يقتحمون مصنعا مطالبين بأرباح العام القادم ، إعتصامات إضرابات مبررة وغير مبررة ، ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق وتآكل الدخل للآسرة المصرية نتيجة لذلك ، مشاكل مع دول حوض النيل حول حصص المياه لا يهتم بها احد ، وضع غير مفهوم بسيناء ، كل ما سبق وان عرضته يجعنا نفكر أن هذا الوضع تقع مسئولياته علي عاتق ثلاث ، مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين ومؤيديها من الأحزاب المتحالفة معها ، جبهة الإنقاذ بمختلف أحزابها وتياراتها المختلفة ، القوات المسلحة ، فالأطراف الثلاثة هم مسئولين بشكل مباشر عن الوضع الراهن ، فالقوات المسلحة عقب توليها مسئولية إدارة شئون البلاد بعد تنحي مبارك عن الحكم مجبرا أدارت البلاد بشكل سيء للغاية ، فإجراء انتخابات قبل وضع دستور للبلاد كان مسارا خاطئا كذلك استجابة القوات المسلحة للطلبات الثورية بعض ضغط من الشارع مثل محاكمة مبارك أوجد حالة من عدم الثقة والارتباك لدي عقلية المواطن المصري الباحث عن غد أفضل ، ناهيك عن الإعلان الدستوري والإعلان الدستوري المكمل ، الإخوان المسلمين سرعان ما تركوا الميدان (جبل أحد) وذهبوا لجمع الغنائم علي الرغم من حقيقة أن دخولهم الميدان جاء بعد تأكدهم من دهس القطار لعصر مبارك ونظامه يوم 28يناير ، وتخديرهم للتيارات المختلفة بقولهم بأنهم يسعون لعمل قائمة موحدة للانتخابات البرلمانية التي أعقبت الثورة في الوقت ذاته كانوا يعدون المسرح الانتخابي لقوائمهم الاخوانية ، تأكيدهم عدم التقدم بمرشح لرئاسة الجمهورية بل تأكيدهم عدم تأييدهم لأي مرشح إسلامي يتقدم للانتخابات مع تحفظي الشخصي علي التصنيف بكلمة مرشح إسلامي أو مدني ثم يتقدمون باثنين من المرشحين للرئاسة ، فضهم للاعتصام بالقوة أمام قصر الاتحادية وكأنهم هم المسئولين عن حماية النظام أي كأنهم حرس ثوري (الباستيج) ، اتهامهم للآخرين بالخيانة والعمالة ، إصدار قرارات رئاسية بالدعوة للانتخابات ومن قبلها الدعوة للاستفتاء علي الدستور بالإضافة للإعلان الدستوري الذي سبق ذلك ثم دعوتهم للقوي السياسية للحوار !!؟؟. جبة الإنقاذ تدعي أنها تقف ضد أخونة الدولة وديكتاتورية النظام ...الخ ، علي الرغم من أنهم مسئولين بشكل مباشر عن ذلك بعدم توحيد صفوفهم في الانتخابات الرئاسية السابقة واتفاقهم علي مرشح واحد ، ومن وجهة نظري انه بداخل الجبهة أناس وطنيون حتى النخاع ويسعون إلي الصالح العام للبلاد ولكن تضم الجبهة بعض من ذوي المصالح الخاصة وبعض ممن تتشابك مصالحهم مع النظام السابق ومن هم مستفيدون من حالة الفوضى التي نمر بها. خلاصة القول لن يقبل الشعب طويلا بمحاولة إعادة تغييبه أو فرض وصاية عليه أو التحدث باسمه من الثلاث لاعبين علي مسرح الأحداث فلا عودة لحكم المؤسسة العسكرية للأبد ، نعم مع ضرورة حفظ الأمن القومي وعدم انجراف البلاد للهاوية وأهمية الدور الذي تلعبه القوات المسلحة من أجل ذلك فكلنا ثقة في رجالها الشرفاء فقد يحدث تدخل لهم في وقت معين شريطة التزامهم بتسليم الدولة للحكم المدني ، مؤسسة الرئاسة لابد أن تسمع نبض الشارع ، أين مرسي من تطهير مؤسسات الدولة فبعد رحيل المشير طنطاوي والفريق عنان وإنهاء ازدواج السلطة كانت البلد مهيأة تماما لرحيل النائب العام السابق ومحافظ البنك المركزي ، والإطاحة بالفاسدين بمؤسسات الدولة ، والذي لا افهمه لماذا تأخر مرسي في رحيل النائب العام السابق وانتظر حتى تمكن النظام القديم والمغرضين من إعادة ترتيب الأوراق والظهور بقوة علي مسرح الأحداث . أما بخصوص جبهة الإنقاذ فعليها توحيد صفوفها والتوقف عن تضارب التصريحات بها وإعداد ورقة عمل حقيقية تراعي فيها الظروف المتدهورة بالبلاد الاقتصادية والأمنية والاخلاقية ، وان يكون هدفها الأساسي هو خلق دولة ديموقراطية حقيقية قائمة علي تداول الحكم واحترام الصندوق.
وأخيرا لا أريد أن أكون متشائما ...وأدعو الله أن يهدينا جميعا وأن نغلب المصلحة العليا للبلاد علي مصالحنا كأفراد أو جماعات أو مؤسسات.

محمود جلال العارف
Melaref2002@yahoo.com
01063424168
مركز البحوث الإقليمي بسوهاج


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية