مستقبل مصر في ظل التخوين واثارة البلبلة واقصاء الاخر
 | |
العارف | |
بقلم: دكتور محمود جلال العارف
.............................
في البداية لابد أن نلقي الضوء علي جولة الإعادة من انتخابات رئاسة الجمهورية في مصر وحدوث توترات لدي الجميع في اللحظات الاخيرة قبيل اعلان النتيجة بفوز الدكتـور / محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية ، انتشار حملات واسعة من التشكيك والتخوين بل الاتهام بالتزوير والتلاعب في نتيجة الصناديق الانتخابية في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر في التاريخ ، واعلان دستوري مكمل من المجلس الأعلي للقوات المسلحة ينم عن توتر وهواجس لديهم من نتيجة الانتخابات من وجهة نظر البعض ، وفريق اخر يري أن الإعلان الدستوري المكمل في محله ، وفريق اخر يري أن ذلك محاولة من المجلس الأعلي للسيطرة والانقلاب علي الشرعية في البلاد بالتحكم في كل شيء مع أخذهم في الإعتبار حل مجلس الشعب بقرار من المحكمة الدستورية العليا وطبعا كم من التحليلات والاراء القانونية حول قرار المحكمة بحل للمجلس وخروج المستشار/ تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية للرد علي البعض وهو ما اراه خطأ فادح منها وغير صواب وذلك مع أنني كنت غير مقتنع بالأداء البرلماني بصفة عامة وتأخرهم في اصدار القوانين حسب الأولويات كما هو المفترض فنجدهم مثلا يصدرون قانون العزل السياسي سواء اتفقنا أو اختلفنا حول دستوريته في وقت متأخر عقب اعلان ترشح كل من السيد / عمر سليمان ، والفريق / أحمد شفيق لمنصب رئيس الجمهورية مما أعطي انطباعا بانه قانون تفصيل مما أسهم في ضربه في مقتل بل واعدامه علي الرغم من أن مثل هذا القانون كان يجب صدوره فور بدأ جلسات مجلس الشعب وبصورة غير التي ظهر بها هذا القانون ، كذلك يتم حشد أنصار المرشح محمد مرسي من الاخوان المسلمين وشباب الثوار وكل من يقاوم عودة الدولة القديمة والتي في الاصل مازالت متمكنة من كل مفاصل الدولة وتقاوم التغيير بشتي الطرق وذلك خوفا من تزوير نتيجة الانتخابات ، حيث كانت تشير معظم الاحصاءات المعلنة في البرامج التلفزيونية أن النتيجة في صالح مرسي ، كما أن البيان الذي اصدره قضاه من اجل مصر والذي أكد علي فوز مرسي زاد بقوة التوتر عند انصار النظام البائد لدرجة هجوم أحد القضاة علي المستشار المحترم / زكريا عبدالعزيز ولجنة قضاه من اجل مصر واعضائها المحترمين واتهامهم بالتدخل في اعمال اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة !!. ، كذلك يوم اعلان النتيجة يخرج علينا احد الصحفيين الكبار والمحسوب علي المعارضة الكارتونية المؤيدة لنظام مبارك ويشير الي توجه الحرس الجمهوري نحو مقر اقامة شفيق وهو ما يعطي اشارة ضمنية بانه هو الرئيس المنتظر اعلان فوزه ، ثم يمر الوقت ويخرج فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات ويعلن فوز مرسي بمنصب الرئيس ، ويتفائل الجميع ببدأ الجمهورية الثانية واذ نفاجا بحالة من استمرار الفوضي الاعلامية والصحفية في اثارة حالة البلبلة لدي الرأي العام من وجود صفقة بين الاخوان قادها خيرت الشاطر مع المجلس العسكري من اجل انجاح مرسي بشروط!! ، واقوال بان النتيجة قد سلمت لفاروق سلطان قبل اعلانها بربع ساعة من المجلس العسكري بدليل تلعثم فاروق سلطان في قراءة الاوراق ، ثم يخرج علينا بعض اعضاء المجلس العسكري ويقسموا بانهم لم يعرفوا نتيجة الانتخابات الا وقت اعلانها من اللجنة العليا ولا علاقة لهم من قريب او بعيد بنتيجتها ، لماذا كل هذا الجدل ألم نتعلم بعد الديموقراطية الحقيقية واحترام الصندوق ، نحن الان علي مفترق طرق بين الاستمرار في الدوران في حلقة مفرغة أو النظر الي الامام بخارطة طريق حقيقة نحو نقل مصر وتوجيهها نحو طريق الحداثة ، والبناء والتنمية عن طريق تطهير واعادة هيكلة كافة المؤسسات بشكل علمي وحقيقي يشمل الشكل والمضمون وجوهر عملها ، لابد من النظر بشكل جدي الي جبال وتلال القوانين التي توجد بمصر وتقنينها وتنقيحها من اجل اقامة دولة قائمة علي العدل واحترام وسيادة القانون ، لابد من اعادة النظر في خروج العديد من القضاه بشكل مستفز في حوارات ومداخلات تليفونية لاتمس أشخاصهم فهم في النهاية افراد مثلهم مثل اي فرد في دولة القانون المنتظرة ولكن يمس هيبة القضاء ومصداقيته ويفتح باب الجدل والقيل والقال ، نحن لا نريد زعيم لمصر ولكن نريد دولة مؤسسات تصنع القرار بدلا من تكرار اخطاء الماضي والقرارات الفردية التي جرت مصر نحو المجهول ....، نعم فلنبدأمن الان في احترام كل منا للاخر ولاراءه كل نحقق ديموقراطية حقيقية.
د.محمود جلال العارف
أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا
01063424168
Melaref2002@yahoo.com
