| | | | مصر والاختيار الصعب
| | العارف | |
بقلم: دكتور محمود جلال العارف .............................
مما لا شك فيه ان نتيجة الجولة الاولي من الانتخابات المصرية لرئاسة الجمهورية ادهشت جميع المراقبين بنتيجة لم يتوقعها كثيرون بصعود الدكتور /محمد مرسي ، الفريق/ أحمد شفيق لمعركة الجولة الثانية والتي ستكون حاسمة في تحديد من هو رئيس مصر القادم فمعظم المراقبين والمتابعين لم يتوقعوا وصول مرسي لجولة الاعادة باعتبار ما شهدته الفترة الماضية من تغير وتناقض في المواقف لجماعة الاخوان المسلمين وحزبهم الحرية والعدالة من تصريحاتهم السابقة عن عدم نيتهم في ترشيح احد منهم لرئاسة الجمهورية ، ثم قولهم انهم يفضلون مرشح غير اسلامي خلال الفترة القادمة من اجل فكرة المشاركة من الجميع في حكم مصر ، ثم يفاجأ الجميع بتقديمهم مرشح لرئاسة الجمهورية وهو خيرت الشاطر دون وجود مببرات مقنعة لتراجعهم عن موقفهم السابق وقبل غلق باب الترشح بساعات نفاجأ بهم يتقدمون بمرشح اخر وهو د محمد مرسي خوفا منهم من استبعاد الشاطر علي خلفية الاحكام القضائية الصادره ضده في عهد النظام السابق وبالفعل يستبعد الشاطر من سباق الانتخابات ويصبح مرسي هو المرشح لجماعة الاخوان المسلمين وحزبهم وهذا ما دفع البعض لاطلاق لقب الاستبن عليه ويخرج هو في محاولة تسويق نفسه لجمهور الناخبين فيخفق في معظم الاحيان ويقبل في القليل منها ويتحدث عن مشروع النهضة الذي سوف ينهض بمصر واشك ان في اي شخص يعرف مضمون هذا المشروع ليس من خارج جماعة الاخوان المسلمين فقط بل وداخلها ايضا ، وهذا جعل معظم المحللين يخرج مرسي من دائرة المنافسة علي رئاسة الجمهورية ، واذا جئنا الي موقف الفريق شفيق فنجد فور ترشحه هو وعمر سليمان يسارع مجلس الشعب بإصدار قانون العزل السياسي في محاولة لاستبعادهم من سباق الانتخابات الرئاسية فيخرج سليمان بطريقة لم يتوقعها احد حيث لم يستكمل التوكيلات اللازمة في احد المحافظات وهي محافظة اسيوط حيث كان يتطلب ان يجمع حد ادني 30000توكيل بواقع حد ادني الف توكيل وحد ادني 15 محافظة ويخرج طبقا لقانون الانتخابات بسبب نقص 37 توكيل في محافظة اسيوط.!! ويتبقي أحمد شفيق فيصدر قرار من اللجنة العليا للانتخابات باخراجه طبقا لقانون العزل السياسي ثم يرجع بعد تقديمه طعن بساعات قليلة مما جعل العديد من القوي السياسية تؤكد علي انه مرشح المجلس العسكري للوصول لسدة الحكم في مصر واكد هذا التصور احالة اللجنة العليا للانتخابات قانون العزل السياسي الي المحكمة الدستورية العليا للبت فيه!!!. وفي معظم مؤتمراته الانتخابية وجد شفيق صعوبة بالغة في تقديم نفسه نظرا لشدة المعارضة بل ووصلت الي الرمي بالاحذية في اسوان وتطورت الامور علي مسرح عمليات (لا لشفيق) وتقديم اكثر من 53 بلاغ للنائب العام عن مخالفات وتجاوزات لشفيق في معظم المواقع التي عمل بها في عهد النظام السابق وتوقع معظم المراقبين عدم قدرته علي المنافسه ولو من بعيد من شدة المعارضة والمعانة التي يلاقيها اينما ذهب ليسوق لنفسه بل وزاد الامر بمحاولة الاعتداء عليه يوم الانتخابات عند ذهابه للادلاء بصوته ورفع الاحذية في وجهه من معارضيه مما سرب شعور بسقوطه المحتم من الجولة الاولي ، فمعظم الخبراء توقعوا أن يكونا فرسي الرهان هم عمرو موسي وعبد المنعم أبو الفتوح ، مع الملاحظة الواضحة في الايام التي سبقت الانتخابات بصعود حمدين صباحي وتقدمه نحو القمة مع فرسي الرهان، ثم أتي مارثون الانتخابات يومي 24،23 مايو ونتابع نتائج الفرز المتتالية والتقارير المتتابعة من اللجان الفرعية والعامة وتظهر تقدم محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين ، واحمد شفيق المحسوب علي الفلول والنظام القديم بمطارده حسيسة من صباحي وابتعاد واضح لفرسي الرهان المتوقين عمرو موسي وابو الفتوح ومع مرور الساعات يتأكد للجميع ان الاعادة ستكون بين مرسي وشفيق في مفاجئة غير متوقعة وضعت المصريين بين شقي الرحي واحقاقا للحق هم من وضعوا انفسهم فيها بعدة عوامل لا مجال ولا وقت للحديث عنها الان ، هل يختاروا مرسي في الاعادة منعا لاعادة انتاج النظام القديم ممثلا في احمد شفيق ويقبلوا بظهور حزب وطني جديد وهو حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين ولكن يزيد علي الحزب الوطني القديم استخدامه عباءة الدين وهو اشد فتكا بالامة وحاضرها ومستقبلها وهو ما ظهر جليا في جلسات مجلس الشعب وكذلك محاولاتهم الاستحواذ علي الجمعية التأسيسية للدستور وعدم صدقهم في فكرة المشاركة لا المغالبة التي ينادون بها ...الخ ، أم يختاروا أحمد شفيق أحد جنرلات مبارك المخلصين واخر رئيس للوزراء في عهده هل يقبلوا به رئيسا للجمهورية بعد رفضهم له رئيسا للوزراء فعلا شعب يصنع المعجزات !! فمن المعروف ان انتخابه هو قضاء علي الثورة واهدار لدماء الشهداء من ابناء هذا الوطن وانتخابه يمثل استمرار لحكم العسكر لمصر منذ عام 1952 حتي الان ، ان انتخابه رئيس للجمهورية يعطي انطباعا بان الشعب كان راضي عن سياسات مبارك وعصاباته ومن خرجوا عليه ما هم الا فئة قليلة وطبعا انتم تعرفون الباقي ممولين من الخارج واصحاب اجندات ونتائج وكراريس عربي وانجليزي ورسم وبلوك نوت الي اخره من كلام أمن الدولة اقصد امن مبارك واسرته ، فالسؤال المطروح ماذا يفعل ابناء مصر حيال ذلك الاختيار الصعب أعتقد لو ان الاخوان المسلمين خرجوا واعلنوا صراحة ان الدستور سيتم فيه مشاركة جميع اطياف الشعب طبقا لمعايير واضحة من الان ، بالاضافة التأكيد علي ان تضمن المادة الثانية من الدستور حق اصحاب الديانات الاخري السماوية في الحكم الي شرائعهم فيما يخصهم ، كذلك اعلان شكل الدولة من الان هل هي رئاسية مطلقة ام رئاسية برلمانية كما هو متوقع او برلمانية وهذا اضعف احتمال لانها غير مناسبة في الوقت الحالي وان يعلنوا ان رئيس الوزراء القادم لن يكون منهم او من التيارات التي تميل اليهم ، وتأكيدهم علي تحديد مدة الرئيس بأربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط وان تكف الجماعة عن الدفع برجالها في مؤسسات الدولة مستقبلا حتي تتحكم في مفاصل الدولة كما هو الحال الان من هيمنة رجال مبارك والحزب الوطني عليها حتي بعد قيام الثورة وما شابه ذلك من امور تدعوا الفئات والقوي الاخري للاطمئنان فضلا عن الاستقالة الحتمية الان لمرسي من الحزب والجماعة دون تفكير من اجل لم الشمل ومواجهة النظام السرطاني الذي يحاول انتاج نفسة واعادة انتشاره للهيمنة علي مقدرات الوطن وابتلاع ثورته ودهس كرامته.
واخيرا علي جميع المصريين الخروج للانتخابات للادلاء بصوتهم ليكونوا كتلة فاعلة في الميزان الانتخابي في حال التزام جماعة الاخوان المسلمين بتحقيق مطالب الثورة التي اخرجتهم من كهوفهم وسجونهممن خلال عقيدة حقيقية تببني علي فكرة نعمل معا من أجل مصر
د/محمود جلال العارف اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا مركز البحوث الاقليمي بسوهاج 01063424168 Melaref2002@yahoo.com
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|