ذكرى تسليم السلطة ...   عسل    بقلم: دينا عسل ................. يبدو أن المصريين الذين قاموا بالتصويت في انتخابات ما بعد الثورة ليختاروا رئيسا لهم تحولت هذه الأصوات إلى أسواط بيد من أتوا به رئيسا ليردع بها كل من يعارضه، ربما كشكل من أشكال رد الجميل لهم. فبعد عام على تسليم السلطة لرئيس جديد بعد ثورة على حكم دكتاتوري تفاوتت الآراء حيث أصبح هناك من يقول أن الثورة لم تكن سوى تحصيل حاصل، وقال البعض الآخر أنها لم تكن ثورة بالأساس، وقالت مجموعة أخرى إنها ثورة لكنها لم تكتمل بعد، وأصبح هناك من يقول أن الثورة تم سرقتها ولابد من استردادها، لكن لم يجزم سوى فصيل معين ممن استفاد من هذه الثورة بأنها حققت أهدافها. ولكن لا خلاف على أن ثورة 25 يناير أصبحت ذكرى خالدة في أذهان المصريين جميعا، وعلى الرغم من أنه كان هناك سعي إلى تغيير النهج السياسي وليس مجرد الأشخاص إلا أن ذلك لم يتحقق وأصبح هناك شعورا بالندم قد انتاب الكثير ممن كان لديهم أمل في أن تشهد مصر استقرارا وتقدما وازدهارا وذلك وفقا للوعود التي تم اكتشاف بالنهاية أنها لم تكن سوى وعوداً انتخابية وبالتالي أفاق الشعب ليرى أحلامه أصبحت سرابا وأن مشروع النهضة هو الوهم الأكبر. فقد تم تخييب كل الآمال وأصبحنا نعيش في وطن بلا دولة ... ودولة بلا مؤسسات ... وحكومة بلا حكم ... ومحافظات بلا محافظين ... وقصر الاتحادية الآن أصبح قبلة للتظاهرات والاحتجاجات إلى جانب الميادين حيث زادت المشاكل الاقتصادية والبطالة إلى جانب صعوبة حصول المواطن على دخل يكفى احتياجاته الاساسية مما أدى إلى زعزعة أمنه المعيشي وذلك نتيجة اعتماد سياسات رفع الأسعار وتحصيل ضرائب على الدخل التي تعتمد على جيوب المواطنين المنهكة أصلا هذا بالإضافة إلى مشكلة التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية ومشكلة المياة والطاقة وغيرها من المشكلات التي أدت إلى الشعور بالسخط والرغبة في إحداث تغيير حقيقي. لذا فقد تم تحديد يوم 30 يونيو كيوم لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي عن طريق إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لأنه نفس اليوم الذي تم فيه تسليمه السلطة، فقد استأمنه المصريين في ذلك اليوم على الوطن وعلى أنفسهم لكنه لم يكن على قدر المسئولية فبعد مرور عام على حكمه أصبح ما يدور في مصر أشبه بمسرحية هزلية يسعى كل أبطالها الحصول على مكاسب فردية واتباع سياسات خاطئة واستخدام أسلحة التخوين السياسي والتكفير الديني وإثارة الفتن وبث النزعة الطائفية والمذهبية والتي كانت كفيلة بزعزعة الوطن وتفاقم حالة الاحتقان وتقسيم أبناء الوطن مما جعل أبناء الوطن الواحد كل منهم في صدام مع الآخر سواء المسلم ضد المسيحي والمسلم السني ضد المسلم الشيعي والمنتمين إلى تيارات الإسلام السياسي في مواجهة ما يسمونهم بالعلمانيين والليبراليين مما قد يوقع مصر في حرب أهلية. ولم يتم الاكتفاء بذلك بل خرجت دعوات بالجهاد في دول عربية شقيقة غاضين الطرف عن المشاكل الداخلية والمشاكل العصيبة، فكيف يذهب المصريون لقتل أشقائهم العرب في سوريا تحت - مسمي الجهاد - فهل معارضة النظام السوري تعطيهم حق إصدار فتاوى الجهاد ضد المؤيدين للنظام السوري؟! كما تم ربط قطع العلاقات بالنظام السوري بغلق السفارة السورية في مصر برغم أن هذه السفارة هي التي تهتم باللاجين السوريين في مصر - لكن - على ذكر سوريا فقد قال سعد الله ونوس الكاتب المسرحي السوري "إننا محكومون بالأمل" والأمل قد يكون هذه المرة في 30 يونيو، وذلك بعد جمع حملة تمرد لتوقيعات موثقة من المصريين ممن فاض بهم الكيل ولم يعد لديهم سوى استخدام حقهم في التعبير عن الرفض بشكل سلمي. فكما هو مقرر في 30 يونيو أن يكون القائد هو الشعب ... والرمز تمرد ... والشعار سلمية ... لذا لابد من اتخاذ كل ما يلزم للحفاظ على هذه العناصر حتى في ظل مواجهة تحديات عظيمة، وعلى كل الأطراف حقن الدماء وتوسيع دائرة العقل والتفكير بعمق في مصير مصرنا الغالية كوطن وأرض وشعب ومستقبل كما لابد من حفظ كرامتنا وديننا مما يراد بهما. دينا عسل مترجمة معتمدة وكاتبة مصرية www.dinaasal.yolasite.com   06/11/2014 مصرنا ©