مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 «قطع أثرية كاملة تغرق فى مياه الصرف الصحى بـ«ميت رهينة‏

جانب من الآثار الغارقة فى المجارى بقرية ميت رهينة فى البدرشين

بقلم: ياسمين القاضى

غرق معبد «بتاح» الأثرى بقرية ميت رهينة فى البدرشين فى مياه الصرف الصحى لأهالى القرية، ولم يعد يدل على أثرية المكان سوى لافتة معلقة على سور غير مكتمل، مكتوب عليها اسم المعبد، وعلى طرفى هذا السور مقر مهجور لـ«خفر حراسة الآثار»، كما يطلق عليه الأهالى، ليتحول المعبد من مزار للسياح إلى مأوى لـ«الكلاب الضالة».
اتهم أشرف بشير، مدير بنك، يسكن فى المنزل المقابل للمعبد الغارق، الوحدة المحلية بـ«التقاعس» عن أداء دورها، وذلك بتجاهلها رفع القمامة من حول المعبد، وقال: «صناديق القمامة كانت موجودة من قبل، لكن تمت إزالتها لسبب لا نعرفه، وبالتالى لم يعد أمامنا إلا إلقاء القمامة فى منطقة تجمعها حول المعبد، وعدم وجود صرف صحى يجعل الأهالى فى حاجة إلى صرف المياه المستعملة فى الغسيل من البيوت فى بركة المياه التى تكونت حول المعبد».
وأوضح أبوأحمد، أحد الأهالى بالقرية، أن جامع القمامة لا يزور قريتهم سوى مرة أسبوعياً، وهو ما لا يتناسب مع حاجتهم كفلاحين، متسائلا: «فين المسؤولين عن الآثار يحموا المعبد ويجيبوا للقرية عائد مادى يكفل لنا عيشة كريمة.. مش فالحين غير يقولولنا قريتكم (منف) العاصمة القديمة.. فين الكلام ده؟».

إذا أردت الوصول إلى معبد «بتاح» الأثرى بقرية ميت رهينة فى البدرشين، فما عليك إلا أن تتتبع خطوات سيدات القرية اللاتى يحملن على رؤوسهن جراكن المياه المتسخة أو أكياس القمامة، فالمعبد بالنسبة لهن المكان الوحيد الذى يستطعن إلقاء المخلفات فيه، ولا يدل على أثرية المكان سوى لافتة معلقة على سور غير مكتمل، مكتوب عليها اسم المعبد، وعلى طرفى هذا السور مقر مهجور لـ«خفر حراسة الآثار»، كما يطلق عليه الأهالى
.
وتعانى القرية بأكملها من عدم وجود صرف صحى وطفو للمياه الجوفية على سطحها، وفى الوقت الذى وجدت فيه بيوت أهالى قرية ميت رهينة الأثرية من يحميها من المياه الجوفية من خلال الجهود الذاتية، لم تجد آثار معبد «بتاح» الفرعونية من يحميها من الكلاب الضالة والقمامة والمياه التى أغرقتها.
.
أشرف بشير، مدير بنك، يسكن بالمنزل المقابل للمعبد الغارق، يروى قصة غرق المعبد قائلاً: «زمان كانت الحكومة القديمة موفرة للقرية ما يسمى (نشاع) وهو عبارة عن مصرف يصرف المياه الجوفية بعيدا عن القرية، ويلقيها فى ترعة المريوطية، إلا أن الأهالى بمعارفهم ومحوسبياتهم بدأوا فى ردم الأجزاء الموجودة أمام بيوتهم من هذا النشاع لتوسيع ساحة منازلهم، وبمرور الوقت انسد المصرف تماماً، وبالتالى تحولت المياه الجوفية الصاعدة من بطن الأرض إلى داخل القرية
».
وتابع: «حاولنا إعادة فتح المصرف بعدما ذقنا الأمرين بسب انسداده لكننا لم نعرف ولم يوافق أى من السكان على التنازل عن الأرض التى حصل عليها بعد سد المصرف، ولولا الرمال التى أشتريها بمالى الخاص لغرق بيتى كما غرق المعبد ولما استطعت المرور أمامه، وبالفعل فقبل ردم المياه الجوفية التى أحاطت منزلى لم يكن باستطاعة أحد المرور أمام البيت، وكنا نعبر الطريق عن طريق الحجارة والجسور الخشبية».

واتهم أشرف الوحدة المحلية بـ«التقاعس» عن أداء دورها، وذلك بتجاهلها رفع القمامة من حول المعبد، وقال: «لا يوجد بالمنطقة صناديق قمامة، كانت موجودة من قبل لكنها أزيلت لسبب لا نعرفه وبالتالى لم يعد أمامنا إلا إلقاء القمامة فى منطقة تجمعها حول المعبد، وعدم وجود صرف صحى يجعل الأهالى فى حاجة إلى صرف المياه المستعملة فى الغسيل من البيوت فى بركة المياه التى تكونت حول معبد بتاح».

وأوضح أبوأحمد، أحد الأهالى بالقرية، أن جامع القمامة لا يزور قريتهم سوى مرة أسبوعياً، وهو ما لا يتناسب مع حاجتهم كفلاحين، وقال: «إحنا كفلاحين بيوتنا بتخرج كتير، لأن العدد بالبيوت كبير واستخداماتنا كتيرة وبالتالى يوم فى الأسبوع لا يكفى ويضطرنا لإلقاء القمامة حول الآثار، متسائلاً: «فين المسؤولين عن الآثار يحموا المعبد ويجيبوا للقرية عائد يكفل لنا عيشة كريمة.. مش فالحين غير يقولولنا قريتهم (منف) العاصمة القديمة.. فين الكلام ده؟!».
كون ميت رهينة قرية أثرية لم ينفع الأهالى بقدر ما ضرهم، وفق ما ذكره أبوأحمد، الذى قال: «لم يعترفوا بأنها قرية آثار إلا عندما نطلب بناء مدفن أو نزرع أرضاً.. فنفاجأ بالمنع بحجة أنها قرية أثرية وأن الأرض تحوى ١٥٠ فدان آثار.».

ويقارن أبوأحمد بين الجانب العلوى من القرية الذى يحتوى على متحف ميت رهينة السياحى بالسفلى الذى يحوى معبد بتاح الغارق، قائلاً: «القرية هنا فيها ناس هايصة وناس لايصة.. فوق المتحف والهنا كله علشان السياح، وتحت عندنا آثار بس مفيش اهتمام وعيشتنا صعبة لدرجة أن العديد من السكان يتمنون ترك القرية لكنهم لا يملكون بديلاً.».

هارون محمد، موظف، أحد سكان القرية، يضطر لحرق القمامة الموجودة أمام منزله المقابل للمعبد خوفاً على أبنائه من الأمراض، يقول: «ببقى متضايق وأنا بحرق الزبالة قدام آثار زى دى.. لكن أعمل إيه ما باليد حيلة أو بديل»، ويضيف: «من المفترض أن يكون الاهتمام بقريتنا على مستوى كونها عاصمة مصر القديمة، وأرسلنا العديد من الشكاوى لوزارة السياحة والمحافظة، وأخيراً سمعنا أن حواس قرر ميزانية للمنطقة لإعادة إحياء الآثار بها، لكن نتمنى أن يحدث شىء جديد فى المنطقة لأن الواحد مستخسر الكنز ده».
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية