| | | | رش الزلط
| | رش الزلط | |
وائل ابراهيم ...............
الأحداث السياسية التى نعيشها الآن تصيبنا جميعاً بالأحباط ، ليس بالاحباط فحسب ، ولكن أيضاً تصيبنا بالحيرة وعد الفهم . صارالمشهد السياسي وكأننا نقف بين فكى مغناطيس تقليدى كبير يشبه حدوة الحصان ، ونحن كبرادة الحديد ينجذب بعضنا نحو قطب المغناطيس ونتراكم فوقه فى مشهد مأساوى ، والبعض الآخر ينحسر ويتراكم نحو القطب الآخر ليكرر نفس المشهد ويناقضه فى نفس الوقت ، وبدأت منطقة الوسط تتسع شيئاً فشيئاً حتى كادت أن تخلوا تماماً .
فقد إنقسمت الساحة السياسية الى فريقين أو معسكرين .. المعسكر الأول يضم .. الأخوان ومناصريهم والرئاسة والحكومة ، وهم يعملون برؤيتهم لحل مشكلات متراكمة ، ولتحقيق تقدم اقتصادى واجتماعى ولاعادة بناء الدولة ولكتابة دستور يحقق العدل والديمقراطية للأجيال القادمة .
أو على الأقل تلك هى رؤيتهم وروايتهم .
والمعسكر الثانى يضم .. القوى السياسية المدنية - على حد تعبيرهم - ومعهم أنصار مبارك ، وأنصار شفيق ، وأنصار المجلس العسكرى السابق ، ومعارضى وكارهى الإخوان ،وهم يعملون جاهدين لفضح أخطاء الاخوان والتشهير بهم وتخويف الناس منهم ومن حكمهم ، ويستخدمون فى ذلك كل الوسائل التى تتضمن الادعاءات الكاذبة ولوى الحقائق والسب والسخرية والتسفيه ، وللانصاف فان بعضاً مما يتكلمون عنه صحيح ، وهى أخطاء حقيقية للحكومة والرئاسة وكذلك أحزاب الأغلبية ، ولكن الكثير أيضاً من كلامهم وأفعالهم كاذبة وملفقة ولا يقبلها حتى المنطق السليم . تعالوا معاً نقفز فوق الصورة ونستبق الأحداث لنرى ماهى نتيجة ذلك المشهد المأساوى .
تعالوا نفترض أن المعسكر الثانى سينتصر ، وأنهم سوف يسقطون الحكومة والرئيس وتأسيسية الدستور وسيحصلون على أغلبية مقاعد البرلمان - مجرد فرض - وسوف يصلون الى الرئاسة ويشكلون الحكومة ويعيدون تشكيل تأسيسية الدستور .
تُرى .. ماذا سيحدث عندئذٍ ؟ سيقوم المعسكر الأول - الإخوان ومن والاهم - بمحاربة المعسكر الثانى بنفس الطرق والوسائل ، وسيعملون جاهدين وبكل قوتهم على إسقاط الرئيس الجديد وحكومته وأغلبيته البرلمانية ولجنته الدستورية . أليس ذلك ما سيحدث وقتها ؟
عندما ننظر الى الصورة على هذا النحو نجد أن الخاسر دائماً هو مصر ، وعامة الشعب ، والبسطاء من الناس ، نجد أننا سنظل دائماً نسير ولكن فى أماكننا دون أن نحقق خطوة واحدة للأمام ، سنظل دائماً ننتخب رئيس ثم نتظاهر ضده لنسقطه ، ونشكل تأسيسية ونطعن عليها قبل الانتهاء من كتابة الدستور ، ونشكل حكومة ونظل نحاربها حتى تسقط أو تستقيل . وهنا دعونا نوقف الصورة قليلاً لننظر .. ألا تظنون أن هناك من يسعى لمصلحة خاصة ، ويريدنا دائماً أن نبقى على هذا الحال ، أن نبقى دائماً " محلك سر " .
أو بتعبير صديق عزيز جداً حين قال : " عايزين يرششونا الزلط " وهو تعبير مصرى أصيل معناه أن هناك من يريد أن يشغلنا بأى شيئ لا طائل منه حتى يصرفنا عن العمل لما فيه نفع وبناء وتقدم لنا .
وائل ابراهيم
أكتوبر 2012
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|