مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 رش الزلط

 

رش الزلط

 

وائل ابراهيم
...............

الأحداث السياسية التى نعيشها الآن تصيبنا جميعاً بالأحباط ، ليس بالاحباط فحسب ، ولكن أيضاً تصيبنا بالحيرة وعد الفهم . صارالمشهد السياسي وكأننا نقف بين فكى مغناطيس تقليدى كبير يشبه حدوة الحصان ، ونحن كبرادة الحديد ينجذب بعضنا نحو قطب المغناطيس ونتراكم فوقه فى مشهد مأساوى ، والبعض الآخر ينحسر ويتراكم نحو القطب الآخر ليكرر نفس المشهد ويناقضه فى نفس الوقت ، وبدأت منطقة الوسط تتسع شيئاً فشيئاً حتى كادت أن تخلوا تماماً .

فقد إنقسمت الساحة السياسية الى فريقين أو معسكرين ..
المعسكر الأول يضم .. الأخوان ومناصريهم والرئاسة والحكومة ، وهم يعملون برؤيتهم لحل مشكلات متراكمة ، ولتحقيق تقدم اقتصادى واجتماعى ولاعادة بناء الدولة ولكتابة دستور يحقق العدل والديمقراطية للأجيال القادمة .

أو على الأقل تلك هى رؤيتهم وروايتهم .

والمعسكر الثانى يضم .. القوى السياسية المدنية - على حد تعبيرهم - ومعهم أنصار مبارك ، وأنصار شفيق ، وأنصار المجلس العسكرى السابق ، ومعارضى وكارهى الإخوان ،وهم يعملون جاهدين لفضح أخطاء الاخوان والتشهير بهم وتخويف الناس منهم ومن حكمهم ، ويستخدمون فى ذلك كل الوسائل التى تتضمن الادعاءات الكاذبة ولوى الحقائق والسب والسخرية والتسفيه ، وللانصاف فان بعضاً مما يتكلمون عنه صحيح ، وهى أخطاء حقيقية للحكومة والرئاسة وكذلك أحزاب الأغلبية ، ولكن الكثير أيضاً من كلامهم وأفعالهم كاذبة وملفقة ولا يقبلها حتى المنطق السليم .
تعالوا معاً نقفز فوق الصورة ونستبق الأحداث لنرى ماهى نتيجة ذلك المشهد المأساوى .

تعالوا نفترض أن المعسكر الثانى سينتصر ، وأنهم سوف يسقطون الحكومة والرئيس وتأسيسية الدستور وسيحصلون على أغلبية مقاعد البرلمان - مجرد فرض - وسوف يصلون الى الرئاسة ويشكلون الحكومة ويعيدون تشكيل تأسيسية الدستور .

تُرى .. ماذا سيحدث عندئذٍ ؟
سيقوم المعسكر الأول - الإخوان ومن والاهم - بمحاربة المعسكر الثانى بنفس الطرق والوسائل ، وسيعملون جاهدين وبكل قوتهم على إسقاط الرئيس الجديد وحكومته وأغلبيته البرلمانية ولجنته الدستورية .
أليس ذلك ما سيحدث وقتها ؟

عندما ننظر الى الصورة على هذا النحو نجد أن الخاسر دائماً هو مصر ، وعامة الشعب ، والبسطاء من الناس ، نجد أننا سنظل دائماً نسير ولكن فى أماكننا دون أن نحقق خطوة واحدة للأمام ، سنظل دائماً ننتخب رئيس ثم نتظاهر ضده لنسقطه ، ونشكل تأسيسية ونطعن عليها قبل الانتهاء من كتابة الدستور ، ونشكل حكومة ونظل نحاربها حتى تسقط أو تستقيل .
وهنا دعونا نوقف الصورة قليلاً لننظر ..
ألا تظنون أن هناك من يسعى لمصلحة خاصة ، ويريدنا دائماً أن نبقى على هذا الحال ، أن نبقى دائماً " محلك سر " .

أو بتعبير صديق عزيز جداً حين قال : " عايزين يرششونا الزلط "
وهو تعبير مصرى أصيل معناه أن هناك من يريد أن يشغلنا بأى شيئ لا طائل منه حتى يصرفنا عن العمل لما فيه نفع وبناء وتقدم لنا .



وائل ابراهيم

أكتوبر 2012
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية