ثورة 25 يناير .. هدير بنت الـ13.. بأي ذنب قتلت؟
| |
هدير سليمان | |
بقلم علياء ماضي
....................
شباب جادوا بحياتهم ثمنا لكرامة وحرية الشعب المصري في ثورته ضد القهر والظلم خلال المظاهرات التي اندلعت شراراتها 25 يناير2011 ، في ميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية القاهرة.
خرج هؤلاء الشهداء في المظاهرات باحثين عن حياة كريمة وغد أفضل لبلادهم عامر بالحرية والعدالة الاجتماعية، كثير منهم لا ينتمون إلى حزب أو حركة، وربما لم يقوموا بأي عمل سياسي طوال حياتهم، ولكن حماسهم ورغبتهم في محو ظلام الخوف والقهر دفعهم للمضي قدما نحو غاياتهم.
وحتى يتذكر التاريخ ما قدمه مئات الشهداء المصريين من تضحية سوف يحصد ثمارها الأجيال المصرية جيلا بعد جيل، نلقى الضوء على هؤلاء الشهداء، في إطار سلسلة تقارير؛ حرصا منا على تعريف العالمين العربي والمصري بتضحيات شهداء الثورة المصرية.
هدير سليمان.. قتلوها بشرفة منزلها ومنعوا وصولها للإسعاف
هدير عادل سليمان، 13 عاما، طالبة بالمرحلة الإعدادية، تسكن في شارع أحمد زكي بحي المعادي بالقاهرة، لديها 3 إخوة هي أكبرهم، استشهدت يوم "جمعة الغضب" 28 يناير وهي تقف في شرفة منزلها؛ حيث اصطادها أحد قناصة قوات أمن قسم شرطة وتأمين المعادي برصاصة اخترقت رقبتها فسال الدم من فمها.
من بين دموعها حكت والدة هدير قصة استشهادها، حيث قالت لقناة "العربية" الفضائية: "الرصاصة جت فى رقبة هدير.. كان فى مظاهرة سلمية فيها حوالى ألف شاب وبيهتفوا سلمية سلمية.. هدير خرجت لتشاهدهم ولو كنت عارفة إنها هتموت مكنتش طلعتها البلكونة".
والدها الذي لم يصدق حتى الآن أن كبيرته قد ماتت قال: "ثروت المحلاوي رئيس مباحث المعادي استعان بثلاث سيارات للأمن المركزي وأيضا قوات إدارة تأمين المعادي للسيطرة على المنطقة.. بعد ما المظاهرات خرجت في كل حتة في مصر".
وأضاف: "كنت وابنتي في شرفة المنزل، لم نتظاهر أو نهتف ضد أحد ، فقط نشاهد ما يحدث في الشارع، حيث لم تستخدم قوات الأمن أية قنابل مسيلة للدموع أو رصاص مطاطي.. بل بدأت على الفور في إطلاق الرصاص الحي فقتلت رصاصة هدير.
حملها والدها مسرعا في محاولة لإنقاذها، بعد أن أغرقت بدمائها البيت، لكن رجال الشرطة أوقفوه وهددوه بالقتل، قال لهم: "ابنتي تموت بين يدي.. لم تفعل شيئا"، فردوا عليه "مش كانت بتتفرج.. خليها تتفرج".
بعد مضي ساعات تمكن والدها من نقلها لمستشفى القوات المسلحة بالمعادي الساعة 9 مساءا وتم إدخالها غرفة العمليات لكن فاضت روحها إلى الله، مازالت أختها الصغرى رقية تسأل "أين هدير". ووالدها يسأل "بأي ذنب قتلت؟".