مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 ثورة 25 يناير : عزة: أبيع الشاي للمتظاهرين والظلم هو من دفعهم للثورة

عزة بائعة الشاي في ميدان التحرير

بقلم ليلى حـلاوة‏

كانت تنادي بصوت عالي فيه شيء من الحزن وبعض من العجلة: "شاااي شااااي.. حد عايز شاي".. كانت على عجلة من أمرها تكاد تجري في المكان وتدور فيه ذهابا وإيابا.. كانت مليئة بالنشاط المصحوب باللهفة على جمع الرزق من هنا وهناك ومن يد هذا ومن يد ذاك.

كانت تصب الشاي لأحد القابعين في ميدان التحرير، وعلى وسطها حزام تلملم به أطراف جلبابها الأسود رافعة إياه لأعلى حتى لا يعوق حركتها السريعة فيضيع الشاي هباءً على الأرض.

كانت تصب الشاي هنا وتلبي طلبا هناك.. فأعداد المتظاهرين داخل ميدان التحرير تعدت المليون ولم يكن هناك مجالا لتضييع فرصة الحصول على بعض الرزق الذي تحتاجه بشدة.

هي مطلقة ولديها ابن وابنة تتركهما في المنزل كي ترعى مصالحها الخاصة في ميدان التحرير، وأحيانا تأتي بهما كي يبيتوا معها في خيمة الشاي داخل الميدان.. وهي الخيمة المركز التي تدار منها عجلة توزيع الشاي على المتظاهرين.. كان يجلس في مقدمة الخيمة سيدة عجوز طلبت مني عدم التصوير لأن هناك من قال لهم أن بعض الأجانب يصورهم لإذاعة هذه المشاهد في التليفزيونات الأجنبية بما سيضر بمصالحهم.

سألت عزة: هل تبيعين الشاي للمتظاهرين؟ وبكم؟

قالت: نعم أبيع الشاي للمتظاهرين، والكوب بجنيه واحد.

قلت لها مداعبة: أليس كثيرا؟

ردت: "والله ده مش لي.. أنا باخد 25 قرش في الكوب الواحد أما الباقي فتأخذه السيدة صاحبة خيمة الشاي واللي بنشتغل عندها كلنا".

استوضحت منها: هل هي تلك السيدة التي تجلس في مقدمة خيمة الشاي هي من تقوم بإدارة العمل وتشغيلكم لديها؟.

قالت وهي تلتف ناحيتها وتشيح بنظرها عنها: نعم هي.. ولابد أن أبيع ما بيدي سريعا حتى لا تغضب علي.

قلت لها: لا تخافي سأشتري منك الشاي أنا وزملائي وهم كثيرون، ثم تعجبت في نفسي: حتى بيع الشاي في بلدنا يحتاج لرئيس ومرؤوس.. لسيد وخادم.. !!.

سألتها: هل هناك غيرك يبيع الشاي ويعمل لدى السيدة صاحبة الخيمة؟ وهل كلكم سيدات؟

قالت: نعم هناك غيري وأغلبنا سيدات لدينا أطفال نسعى وراء رزقنا ولكن هناك بعض الشباب الذي يبيع الشاي معنا.

هل لديك أولاد ياعزة؟ قالت: نعم لدي طفلين.

أين والدهم.. هل يبيع الشاي هنا معك؟

ردت بشيء الخجل: "أبوهم راح اتجوز علي وسابنا (تركنا)"

وهل يزور أولاده أو يرسل لهم بعض المصاريف ليساعدك على إعالتهم؟

ردت وعلى وجهها علامات الأسف والاستغراب من السؤال: "نحن لا نعرف أين هو ولا نريد أن نعرف وهو كمان مايعرفش عنا حاجة ولا بيسأل".

سألتها هل أنت مع المتظاهرين في آرائهم وأنه لابد من رحيل الرئيس مبارك:

قالت: نعم، فأنا هنا في الميدان منذ أول ليلة جاء المتظاهرون فيها، وأنا معهم في كل ما يطلبونه.

لماذا ياعزة تنضمين إلى المتظاهرين في مطالبهم: لأن كل حاجة غالية.. وكمان الظلم وحش، كلنا اتظلمنا من حسني.

قلت: تقصدي حسني مبارك:

أجابت: "أيوة حسني مبارك.. هو الـ ظلمنا كلنا"

سألتها: أليس من الأفضل أن تنفض المظاهرات ويعود المتظاهرون إلى بيوتهم حتى تعود الحياة طبيعية، كما تقول الحكومة؟

قالت: "لا طبعا.. لازم يكملوا لغاية ما يحققوا كل الـ هم عايزينه.. واحنا يعني كنا بناخد ايه من الحكومة.. ما كلنا بنشقى عشان يادوب لقمة عيش".

سألتها: هل أنت سعيدة بما يحدث في مصر ياعزة؟

قالت وعلى وجهها نفس علامات البؤس والشقاء: نعم.. الحمد لله


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية