| | | | تونس .. لصوص الثورة
| رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها نعم لمحاكمة المجرمين و قتلة الشعب التونسى ورفض مشاركة حزب التجمع الدستورى الحاكم سابقا فى الحكومة الجديدة و طلب حله |
دعا فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى الشعب التونسى للتنبه واليقظة أمام من أسماهم بـ"لصوص الثورة" الذين يريدون جنى ثمار النصر بمفردهم، ومنح الحرية للجميع فى العمل السياسى بصرف النظر عن توجهاتهم إلا من لطخت يداه بالدماء، مشددا على جهاد الشعوب أمام الظلم والطواغيت باعتباره أفضل الجهاد، بحد قوله.
وقال القرضاوى فى حديثه لبرنامج الشريعة والحياة، الذى بثته قناة الجزيرة الفضائية مساء الأحد 17 – 1 - 2011: نهنئ الشعب التونسى بثورته ونصره، ونوصيه فى نفس الوقت بأن يحرص على ثمار نصره وأن يكون فى غاية اليقظة أمام "لصوص الثورات" الذين تخصصوا فى سرقة نصر الشعوب وثوراتهم التى ضحى الشعوب فيها بدمائهم وأرواحهم.
وتعجب القرضاوى من الحكام الطواغيت الذى يضيعون شعوبهم بسبب طمعهم فى المال والسلطان ووصفهم "بالأغبياء" قائلا: إن الحاكم الذى يزعم قربه من الشعب وإحساسه بهم وهو يظلمهم لأكثر من 23 عاما ثم يأتى بعد ثورتهم عليه ورفضهم لاستبداده ويعتذر بقوله "أنا فهمتكم.. الرسالة وصلت" مستخفا بعقول أمته هو حاكم "غبي".
وقال الرئيس التونسى زين العابدين بن على موجها كلامه إلى شعب تونس، فى كلمة متلفزة بعد أكثر من 4 أسابيع من الانتفاضة الشعبية فى تونس وقبيل هروبه إلى السعودية "أنا فهمتكم.. فهمت الجميع.. الرسالة وصلت: البطال والمحتاج والسياسى واللى طالب مزيد من الحريات، فهمتكم، فهمتكم كلكم"، واعدا فى الوقت نفسه " بإصلاحات سياسية شاملة".
وشدد القرضاوى فى حديثه على عدم الحماية أو التأمين أو التستر على الظالمين والطغاة، مستشهدا بقوله تعالى "وَلاَ تَرْكَنُواْ إلى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء".
الحرية للجميع
وعن حق الجميع فى المشاركة والتعبير عن رأيه قال القرضاوى: "يجب إطلاق الحريات ومنح حق العمل السياسى للجميع دون استقصاء ولا استثناء، يساريون، يمينيون، علمانيون، إسلاميون، شيوعيون، إلا من لطخت يداه بدماء، مؤكدا أن الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة".
وتساءل مستنكرا: "كيف يسقط الطاغوت وأتباعه لا زالوا يحكمون؟ مستغربا فى نفس الوقت من عدم قيام الرئيس التونسى المؤقت "فؤاد المبزع" من عدم إطلاق سجناء الرأى فورا، وإقامة محاكمات لكل من ثبت أنه أجرم فى حق الشعب التونسي".
الجدير بالذكر أن مظاهرات جديدة فى تونس العاصمة والرديف والحامة والقصرين قد اندلعت احتجاجا على إشراك الحزب التجمعى الدستورى الحاكم فى الحكومة الجديدة، مطالبين "بكنس" كامل لرموز الرئيس التونسى الهارب زين العابدين بن على.
وطالب القرضاوى الشعب التونسى أن "يتمسك بحقه فى محاسبة كل من ثبت أنه ظلم أو أجرم فى حقه"، واصفا إياه (الشعب التونسى) بأنه أصبح "أسوة للأحرار المستضعفين فى كل مكان وأحيا بالفعل تونس الخضراء وليس تونس الذابلة أو الجافة".
جهاد الظلم أفضل الجهاد
وشدد فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى على "جهاد الشعوب ضد الظلم والطواغيت"، مؤكدا أنه "أفضل الجهاد" لأن "الإسلام جاء ليقيم العدل فى الأرض، وهو هدف الرسالات السماوية جميعا".
ودعا الشعوب العربية للعمل من أجل الحصول على حريتهم والاقتداء بالشعب التونسى الذى "تخلص من طاغيته فى زمن قياسى ولم ييأس"، مشيرا إلى أن الطغاة يسلمون إذا وجدوا إرادة شعبية صادقة، ومستنكرا فى نفس الوقت عدم استمرار الشعوب العربية فى دفاعها عن حريتها لفترة طويلة مما يضيع جهود الثوار والشهداء هباء.
وأضاف أن الشعوب التى تجرى وراء الظالمين والطغاة لا تستحق النصر، مستشهدا بقوله تعالى "فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد" وقال أيضا "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين".
وعن وسائل جهاد الظلم قال القرضاوى: هناك "وسائل عدة فهناك المقاومة باللسان والمقاطعة والنهى عن المنكر والأمر بالمعروف وغيرها"، مشيرا إلى طرق الجهاد الشرعية وهى الجهاد باليد واللسان والجهاد بالقلب.
ولفت فى نفس الوقت إلى أن "المقاومة المسلحة لا بد أن يكون لها ضوابط حتى لا يصير الأمر فتنة وعربدة فى البلاد".
وعن مسئولية العلماء في مواجهة الظلم قال القرضاوى: "وظيفة العلماء هى الجهاد ضد الظلم، فإذا كانوا لا يستطيعون قول الحق فعلى الأقل لا يمدحون الباطل".
واستنكر القرضاوى "قيام بعض العلماء بإشاعة ثقافة الاستسلام للحكام بين الشعوب، موضحا أن هؤلاء مخطئون".
وعن رغبة البعض فى استنساخ التجربة التونسية فى عدد من الدول العربية، فى إشارة إلى قيام عدد من الشباب بالإقدام على الانتحار لتحريك همم الشعوب ضد الظلم قال القرضاوى: "هناك وسائل كثيرة نستطيع أن نحتج بها".
وأضاف: "لا بد أن نجد العذر لهؤلاء الضحايا الذين أحرقوا أنفسهم أمام الأنظمة الطاغية، فالظالمون لا يستمعون إلى مطالب هؤلاء الشباب، لذلك لجأ هؤلاء إلى فعل شيء يلفتوا به أعين العالم لكى يحصلوا على مطالبهم، ونسأل الله لهم المغفرة".
وأقدم بعض الشباب فى عدد من الدول العربية مثل مصر والجزائر وموريتانيا على حرق أنفسهم فيما يعد امتدادا لـ"عدوى" الشاب التونسى البوعزيزى الذى أشعل شرارة الثورة التونسية حينما أقدم على حرق نفسه احتجاجا على مصادرة مصدر رزقه.
القرضاوي للشباب: حافظوا على حياتكم فالذي يجب أن يحرق هم الطغاة
وجه رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي نداء لشباب العرب والمسلمين مطالبا اياهم بان يحافظوا على حياتهم ، مؤكدا أن الذي يجب أن يحرق هم الطغاة الظالمون. وقال القرضاوي ، فى بيان شخصى تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه ،
"أنا أنادي شباب العرب والمسلمين فى مصر والجزائر وموريتانيا وغيرهاالذين أرادوا أن يحرقوا انفسهم سخطا على حاضرهم ويأسا من مستقبلهم أيها الشباب الحر /لا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الإ القوم الكافرون" وان مع العسر يسرا وبعد الليل فجرا وأشد ساعات الليل سوادا وظلمة هى السويعات التى تسبق الفجر". وأضاف " ايها الشباب حافظوا على حياتكم فأن حياتكم نعمة من الله يجب أن تشكر ولا تحرقوا أنفسكم فأن الذى يجب ان يحرق إنما هم الطغاة الظالمون فاصبروا وصابروا ورابطوا فإن مع اليوم غدا وإن غدا لناظره قريب".
وتابع "لدينا من وسائل المقاومة للظلم والطغيان ما يغنينا عن قتل انفسنا أو احراق أجسادنا وفى الحلال أبدا ما يغنى عن الحرام". وأشار القرضاوى الى وجود حالة من الالتباس وسوء الفهم لحديثه عن الشاب التونسى محمد البوعزيزي والذي كان إحراقه لنفسه الشرارة التى أشعلت الثورة فى الشعب التونسي.
وأردف القرضاوي "لم أكتب فتوى في هذا الموضوع ولكني علقت عليه في برنامجي /الشريعة والحياة/ (يذاع على قناة الجزيرة الفضائية) وقلت اننى أتضرع إلى الله تعالى وأبتهل إليه أن يعفو عن هذا الشاب ويغفر له ويتجاوز عن فعلته التى خالف فيها الشرع الذى ينهى عن قتل النفس كما قال تعالى /ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما/".
وتابع " دعوت الاخوة فى تونس والمسلمين عامة أن يدعوا الله معى ويشفعوا عنده لهذا الشاب الذى كان فى حالة ثورة وغليان نفسى لايملك فيها نفسه وحرية إرادته فهو أشبه بحالة الإغلاق التى لايقع فيها الطلاق / لاطلاق فى إغلاق/".
ونبه القرضاوى إلى قاعدة شرعية مهمة وهى ان الحكم بعد الابتلاء بالفعل غير الحكم قبل الابتلاء به، فقبل الابتلاء بالفعل ينبغى التشديد حتى نمنع من وقوع الفعل أما بعد الابتلاء بوقوعه فعلا فهنا نلتمس التخفيف ما أمكن ذلك.
وقال القرضاوى " أنا هنا أوجب على الأنظمة الحاكمة أن تسأل نفسها :ما الذى دفع هذا الشباب أن يحرق نفسه ، وتحاول أن تجد لمشكلته حلا".
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|