حرائق بأسرائيل و مساعدات من مصر و الأردن
|
حرائق بأسرائيل و مساعدات من مصر و الأردن |
- وكالات - فيما تتواصل جهود رجال الإطفاء في إسرائيل لإخماد موجة حرائق ضخمة غير مسبوقة تجتاح الأحراش والغابات المحيطة بمدينة حيفا في شمال البلاد، سارعت مصر والأردن وتركيا ودول أوروبية بإرسال طائرات إطفاء للمساعدة على السيطرة على الحريق الذي اعتبرته إسرائيل "كارثة قومية". واندلعت النيران الخميس 2-12-2010 ولا تزال مستمرة حتى صباح الجمعة 3-12-2010 دون إحراز أي تقدم على صعيد إطفاءها أو منعها من الامتداد إلى مناطق أخرى، مما أسفر عن مقتل 40 شخصا، من بينهم 36 سجاناً كانوا في دورة ضباط وشرطيان وإطفائي متطوع، دون أن يتضح بعد ما إذا كان السبب في اندلاع النيران حادث عرضي، أم أنه كان متعمدا.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية، في موقعها على الإنترنت، إنه تم حتى الآن التعرف على هوية 36 من ضحايا الحريق الهائل، الذي لا يزال مندلعاً في أنحاء واسعة من جبل الكرمل، مشيرة إلى أنه مازال 20 إلى 22 شخصاً آخر في عداد المفقودين. وأضافت أن الحريق أتى حتى الآن على حوالي 10 آلاف دونم (10 آلاف كيلو متر) من الأحراش وهو يواصل الاشتعال في مواقع عديدة في منطقة الكرمل حيث تهب رياح قوية.
وقال رئيس خدمات الإطفاء في وزارة الداخلية الإسرائيلية، شمعون روماح، إن الرياح "تغير اتجاهها باستمرار الأمر الذي يضع المزيد من الصعوبات أمام طواقم الإطفاء"، مشيرا إلى أنه لا يمكن "في المرحلة الراهنة رسم صورة متفائلة بشأن المساعي لإخماد الحريق". وانقلبت حافلة كانت تقل أكثر من 50 شخصاً على طريق وعرة في منطقة جبل الكرمل، بعد أن طوقتها النيران والدخان الناجم عن الحرائق، وفقد سائق الحافلة السيطرة عليها. وتقوم مروحيات من سلاح الجو بنقل المصابين إلى المستشفيات في شمال البلاد التي أعلنت حالة تأهب قصوى في أعقاب الحادث الذي أدى أيضاً إلى محاصرة بعض الأشخاص في منطقة "شفيتساريا الصغيرة" وهو متنزه قومي على منحدرات الكرمل، ما أدى لجرح 25 شخصاً.
مساعدات من مصر و الأردن
وفي خطوة لافتة أعلنت تركيا أنها ستقوم بإرسال مساعدات لإخماد الحرائق في إسرائيل، بالرغم من وجود توترات سياسية وحالة من شبه الجمود الدبلوماسي بين البلدين في الفترة الأخيرة على خلفية مقتل تسعة نشطاء سلام أتراك على يد جنود إسرائيليين اعترضوا أسطول مساعدات دولي كان متجهاً إلى قطاع غزة في مايو 2010. وذكرت صحيفة "زمان" التركية اليومية أن طائرتين تابعتين لوزارة الغابات التركية توجهتا إلى مدينة حيفا للمساعدة في إخماد الحريق، مشيرة إلى أن إسرائيل قدمت مساعدات إلى تركيا بعد أن ضربها زلزال قوي في عام 1999 وأدى إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص آنذاك. كما تساعد دول أخرى في إخماد النيران حيث تتجه منذ ساعة مبكرة من صباح الجمعة نحو 24 طائرة إطفاء إلى جانب معدات أخرى من دول من بينها اليونان، وقبرص، وفرنسا، ومصر، والأردن، وبلغاريا إلى إسرائيل.
وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتصالا هاتفيا بكل من وزير الدفاع أيهود باراك وقائد الجبهة الداخلية وقائد خدمات الإطفاء، وتعهد لهم بتقديم كل دعم ضروري لمساعدة طواقم الإطفاء على إجلاء المصابين وإخماد الحريق الهائل. وطلب نتنياهو من عدة دول دعما جويا للسيطرة على الحرائق الهائلة المستعرة في شمال إسرائيل، وأوضح بيان صادر من مكتبه أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث للتو مع زعماء اليونان وقبرص وإيطاليا وروسيا لإرسال طائرات مكافحة حرائق إضافية للمساعدة في احتواء الحرائق".
انتقادات داخلية
من جانبه، انتقد المسئول السابق لجهاز الإطفاء الإسرائيلي الذي تولى المسؤولية خلال حرب تموز 2006 مع لبنان، عجز إسرائيل عن إخماد حرائق الكرمل والنقص الكبير في المعدات الضرورية والتنسيق بين الأجهزة ذات الشأن. وفي تصريح للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، قال المسئول عينه في معرض تعليقه على الحرائق التي ما زالت تلتهم جبال الكرمل إنّ "المسئولين لم يتعلّموا الدرس من حرب تموز، حيث واجه جهاز الإطفاء في حينه مشكلة السيطرة على النيران التي اندلعت في مناطق عدة تعرضت للصواريخ". وأضاف: "في حينه أشرنا إلى خطورة ما واجهناه، وقلنا بشكل واضح إن هناك مشكلة تنسيق بين الجهات ذات الشأن والجميع أدرك في حينه أن هناك العديد من الحالات التي لم نتمكن من السيطرة عليها".
وفي سياق متصل، اعترف مسئولون وخبراء أن إسرائيل غير جاهزة لحرب على مختلف الجهات تكون أكثر خطورة من حرب تموز. وفي اللقاء المفتوح الذي أجرته القناة العاشرة مع عدد من الخبراء، تطرق البعض إلى "خطر حرب على إيران والتأكيد على أن ما حدث في الكرمل ينذر بخطر عدم قدرة إسرائيل على خوض حرب تتعرض خلالها إلى قصف مكثف للصواريخ تستهدف الأحراش أو تصيب مناطق حساسة". يشار إلى أن منطقة المشرق تتعرض حالياً لموجة جفاف لم تعرفها من قبل، مع تراجع كبير في نسب الأمطار لهذا الشتاء في سوريا ولبنان وإسرائيل والأردن، وقد سبق أن اندلعت حرائق مماثلة في غابات تلك الدول خلال الأسابيع الماضية، دون تسجيل وقوع خسائر في الأرواح.