مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 وما الدنيا إلا.. حلة مكرونة

نجلاء فى الكشك الذى تسكن فيه

بقلم ياسمين القاضى‏
.........................

عندما هجروا الصعيد واختاروا الإقامة فى القاهرة، لم يعرفوا أنها خطوات نحو مزيد من الفقر، ففى مشهد أشبه بهجرة أسرة «عبدالسميع» بطل فيلم «البيه البواب»، من بلدتها فى الصعيد متوجهة إلى القاهرة، هربا من الفقر، هجرت أيضا أسرة جمعة سعيد وزوجته أم نورا، بحثا عن لقمة عيش فى «قاهرة مصر» الواسعة، لكنها لم تصادف الحظ نفسه الذى صادفته أسرة «البواب» الذى أصبح «بيه»، حيث اكتشف جمعة أن رحلته من بنى سويف إلى القاهرة كانت من فقر إلى فقر.

خرج جمعة من باب القطار ممسكا بيد زوجته التى حملت «مريم» الابنة الصغرى على كتفها، بينما تعلق كل من يوسف ونورهان ونجلاء بطرف جلبابها. استقرت أسرة جمعة فى منطقة إمبابة، وتحديدا فى غرفة تحت بير السلم، وعمل رب الأسرة «أرزقى» فى أرض «عزيز عزت»، يخرج منذ الصباح الباكر ولا يعود إلا فى المساء، بينما تظل الزوجة وأولادها داخل تلك الغرفة التى لا يدخلها الهواء ولا تزورها الشمس حتى فى «عز الصيف.».

تصف «أم نورا» حجرتهم قائلة: «حجرة مافيهاش منفذ، لا بيدخلها هوا ولا شمس.. واللى بيدخل عندنا مايستحملش وبيمشى بعد 5 دقائق.. أولادى كلهم مرضوا وجالهم طفح جلدى وبقع سودا شبه الجرب.. بس هنعمل إيه».

الوجبة الأساسية والوحيدة على مائدة طعام أسرة جمعة هى المكرونة: «فضلنا 9 شهور ناكل مكرونة لدرجة إنى كنت بروح لبتاع الكشرى أجيب من عنده شطة ودقة يمكن طعمها يتغير علشان كدا دلوقتى مش بطيق أشوفها». سارت حياة أسرة جمعة على هذا الحال فترة طويلة، حتى تعرفت على متطوعين فى مشروع خيرى أطلقوا عليه «مشروع إنسان»، كان هو طوق النجاة الذى تعلق به أفراد الأسرة للهروب من الفقر، والفضل يرجع إلى نجلاء أحد أبناء تلك الأسرة.

نجلاء هى التى انطبق عليها الشرط الذى وضعه القائمون على المشروع، وهو مساعدة أى أسرة فقيرة فيها طفل متسرب من التعليم، تحكى أم نورا: «سمعنا ناس ماشية بيدوروا على أسرة فقيرة عندها أطفال متسربين من التعليم عشان يساعدوهم، والشرط ده انطبق على نجلاء فعملولنا زيارة.. شافوا الفقر والمرض على حق.. عملولنا محل بقالة ودخلوا العيال المدرسة».

شدة كره «أم نورا» للغرفة التى كانت تقيم فيها مع أسرتها دفعتها إلى الانتقال منها بمجرد امتلاكها النقود التى تكفى لذلك، ومع أن انتقالهم لم يكن جذريا، حيث انتقلوا إلى الطابق الثانى من العقار نفسه، فإنها سعيدة بهذا التغيير لأنها أخيرا «شمت نفسها وشافت الشمس هى وولادها».


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية