مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 سعيدة : فول وبطاطس وخبيزة والفاكهة كيس"تانج"

بقلم عواطف عبد الحميد‏
..............................

ريفية بسيطة في نهاية الأربعينات ، لكن من يراها يضيف إلي عمرها سنوات أضافية بل يظنها في الخمسينات ، لديها من الأبناء خمسة وزوجها مجرد عامل بسيط في السكة الحديد ، منزلها يكاد يخلو تقريباً من الأثاث بأستثناء بعض المفروشات المهترئة والأثاث القديم وجهاز تليفزيون عتيق ، وبوتاجاز كان في الأصل أبيض لكنه أسود بفعل عوامل الطبخ وطول البقاء ، تقطن إحدي قري محافظة الغربية التابعة لمركز طنطا " كفر خضر" 100كيلو متر من القاهرة . ورغم الشقاء لا تراها إلا مبتسمة تحمد الله علي ما منحه لها ، ورغم أنهم يقولون إن لكل شخص من أسمه نصيب فأسمها لا يدل علي حالها أسمها "سعيدة" لكنه الاسم فقط والحال غير ذلك ، لكنها ترد دائماً "الحمد لله مستورين أحنا أحسن من غيرنا" .

ما باليد حيلة

تقول سعيدة : "حياتنا شبه حياة كل الناس في بلدنا ،يمكن تكون أكتر حاجة بنشكي منها كلنا هي أرتفاع الأسعار ، أرتفاع الاسعار خلانا نكلم نفسنا والله ، لكن أعمل إيه ؟ ما باليد حيلة حتى لو طلعت السما لن أغير شيء لكنني بحاول علي قدر ما أستطيع أمشي أموري دون أن أحتاج إلي أحد".

يقول زوجها رغم كل شيء نعتبر أفضل من غيرنا فيكفي أننا لسنا مدينين لأحد ، وأن الدخل رغم قلته يكفينا فنحن نقتصد في كل شيء إلي حد كبير فمصاريف المدرسة يعفي منها أولادي بعد أن أقوم كل عام بإحضار شهادة فقر لإعفائهم من المصروفات ، أما الكتب فنحاول تدبيرها من الجيران .
أما الدروس فأنا أذاكر لأولادي علي قدر أستطاعتي لذا لم يعرف أولادي أو بناتي الدروس الخصوصية أبداً فلدي أبنة تزوجت والأخرى مخطوبة والثالث حافظ للقرآن الكريم كاملاً وقد تم تكريمه من قبل .

الكشري يكسب

تقول "سعيدة " مع أرتفاع الأسعار قررنا الأستغناء عن الكثير في قائمة طعامنا اليومي وأكتفينا بالرخيص المتوفر في قريتنا ، فالطعام الأكثر شعبية بين أولادي هو الكشري رغم أن وجبة الكشري وحدها مكلفة جدا بالنسبة لأسرة فقيرة دخلها محدود فكيلو المكرونة بـ 4،5 جنيه وكيلو العدس بـ 6 جنيه وكيلو الأرز بـ 3 جنيه ونحن أسرة كبيرة وجبة الكشري بالنسبة لنا تتكلف نحو 30 جنيه وهو مبلغ كبير بالنسبة لدخل عامل بسيط .

أما باقي الطعام فيتراوح بين الفول والعدس والبطاطس والأرز بطماطم أوالملوخية ، الخبيزة ، الباذنجان ، البصارة والعدس ، أو الرقاق وهو نوع من الخبز المعجون باللبن الرائب نتناوله طازج مع الجبن و المش والطماطم والخيار والطحينة ،كفطور أو غدا أو حتى العشا ، وبالنسبة للحوم مرة كل أسبوعين أقوم بشراء نصف كيلو من اللحم حتى لا يشعر أولادي بالحرمان التام ، فأحاول ألا أحرمهم من اللحم حتى لو كانت كمية قليلة .

أما بالنسبة للفاكهة فبند يسقط من حساباتنا فلا نراها إلا بالصدفة وليس كل أصاف الفاكهة فقط الجوافة والبلح وفي الشتا البرتقال البلدي ، أما التين والعنب والمانجو والموز فليس في إمكاننا حتى مجرد النظر إليهم .
لكن لما نشتاق للفاكهة أو لحاجة حلوة نشتري كيس تانج ونعمله عصير ونشربه كلنا .
التلاجة بالنسبة لي للماء فقط وتخزين الطعام البايت لتناوله اليوم التالي في الفطار أو الغدا لي حسب وتخزين الخبز أيضاً ، ولا أضع فيها أي شيء آخر .

لا لتربية الطيور

وعن تربية الدواجن تقول سعيدة ليس عندي أي طيور أو دواجن فتربيتها تحتاج إلي مال كثير ودخل زوجي 220جنيه فقط ونحن أسرة مكونة من 7 أفراد ، نحتاج إلي أن نأكل ونشرب ونلبس وندفع كهرباء وماء وصرف صحي ، فالطيور والدواجن لا نشتريها أنما نعتمد علي ما يجود به أهلي أو أهله في المواسم والمناسبات .

وبالنسبة للملابس ، فيوجد بالقرية محلات كثيرة وسيدات يبعن الملابس بالتقسيط المريح ، ويوجد في طنطا محال تبيع الملابس المستعملة ، هذا بخلاف اعتمادنا علي ما يرد إلينا من ملابس أقاربنا بالقاهرة كمنح سنوية للملابس التي أستغنوا عنها فيمدونا بها وهي نعمة كبيرة توفر علينا عناء شراء الملابس.


09/14/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية