صلاح جاهين .. الضاحك الباكى
| |
جاهين | |
بقلم : آلاء عثمان
...................
مبدع استثنائى، لم يتكرر ثانية، لديه قدرة عجيبة على التنوع، والتدفق الكتابى فى مجالات مختلفة، فهو كتب فى السينما، والمسرح، والتليفزيون والأغنية، وعمل رسامًا أيضًا، واستطاع فى كل هذا أن يضع بصمته الخاصة، وأن يترك ذكرى حية بيننا اليوم، بكلماته وأشعاره الخالدة.
الجميل فى الأمر أن جاهين الذى نحتفى بذكرى ميلاده الــ83 برغم مرور سنوات على وفاته، وفرق بينه وبين هذا الجيل، إلا أن إبداعه، يردده الشباب فى جميع أوقاتهم، فى أفراحهم، وفى أحزانهم، انتصاراتهم، وهزائمهم، فكأن جاهين بيننا، إذ رأى بقلمه سنوات وأحداث، لم يعشها.
والمدهش أن أفلامه التى أنتجها للسينما مثل" أميرة حبى أنا، عودة الابن الضال" وكذلك الأفلام التى كتب سيناريوهاتها مثل "خلى بالك من زوزو"، "شفيقة ومتولى"، والمتوحشة" هى من الأكثر الأفلام التى لاقت رواجًا فى السبعينيات، ولازالت من الأفلام الأكثر روعة حتى يومنا هذا، ولاتزال أغنيته التى كتبها لفيلم أميرة حبى أنا، وغنتها السندريلا سعاد حسني، وهى "الدنيا ربيع" من أحب الأغانى للشعب المصرى، يرددها دائًما ولا يمل منها.
الملفت للانتباه أن معظم أعماله تترجم حالة الإنسان المصرى المغلوب على أمره، العاشق بلا عشق والمكسور فى كل الأعمال السينمائية، وكان يعوض تلك الحالة فى بعض الأعمال الشعبية كأوبريت "الليلة الكبيرة" أهم عمل شعبى قدم لفن العرائس، ورصد الموالد الشعبية فى مصر بشكل لم يسبق له مثيل.
"جاهين" لم يكن فنانًا وحسب، بل كان جزءا من الحياة السياسية فى مصر، عاش النكسة وكأنها جزء منه تأثر بها فى مشواره ومرض بسببها، حيث كانت حركة الضباط الأحرار، وثورة 23 يوليو 1952، مصدر إلهام لجاهين، إذ قام بتخليد جمال عبد الناصر فعليا بأعماله، وسطر عشرات الأغانى لأجل ذلك.
لكن سرعان ما تغير الأمر، وجاءت هزيمة 5 يونيو 1967م، التى أدت إلى أصابته بكآبة، لكنها أيضًا كانت الملهم الفعلى لأهم أعماله، وهى الرباعيات والتى قدمت أطروحات سياسية تحاول كشفت الخلل فى مسيرة الضباط الأحرار، والتى يعتبرها الكثير أقوى ما أنتجه فنان معاصر؛ وكان يحفظها معظم معاصريه عن ظهر قلب، حيث تجاوز مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها أكثر من 125 ألف نسخة فى غضون بضعة أيام؛ وقد لحن هذه الرباعيات الراحل سيد مكاوى وغناها الفنان على الحجار.
06/11/2014