مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 إخوان "شادر السمك"

 

"شادر السمك"

 

بقلم: أحمد الصاوى
.......................

لم تترك الجماعة لنفسها حليفا إلا غدرت به بنزعتها الاحتكارية الإقصائية، وتركيزها فى مشروعها الخاص وأجندتها الذاتية بعيدا عن أجندة الوطن، ولم تترك داعما حقيقيا لها إلا خذلته بأدائها، وأحرجته برعونتها، وحاصرته بمواقفها السلبية.

خاصمت الجماعة المجتمع بكل أطرافه وقواه الفاعلة، وخاصمت الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها، ظنا منها أنها قادرة وحدها على مواجهة الجميع متسلحة بجهودها الذاتية وتحالفاتها التنظيمية مع ذراعها الفلسطينية فى قطاع غزة والتفاهمات الدولية مع واشنطن وتل أبيب.

حذرت وحذر غيرى الجماعة من هذه النزعة، ذكرتهم فى هذه المساحة بفيلم "شادر السمك" فى أبريل 2012، وقبل أن يصل محمد مرسى للرئاسة، وقلت بالنص:

" الإخوان لا يقرأون التاريخ، إلا ذلك الذى يكتبونه بأنفسهم ليخرجهم ملائكة لا يخطئون وضحايا دائما لا يتآمرون على الشعوب، ورسلا غير طامعين فى سلطة رغم أنهم يحترقون كل مرة على أبواب السلطة، وأيضا لا يشاهدون السينما، أغلبهم مازال يرى السينما حرام، ولديه موقف ملتبس من الفن عموما، لكن الإخوان لو يشاهدون السينما ربما أرشح لهم فيلم شادر السمك للعبقرى أحمد زكى.

جاء أحمد زكى من أعماق ريف مصر، محملا بكل معاناة المصريين من فقر وظلم وأمل فى النجاة والتغيير والعدل، بدأ يعمل فى شادر السمك، ولأنه بدا صاحب أخلاق من "بتوع ربنا" أو صاحب أمل فى الارتفاع والنمو و"الحكم" لم يحدد الفيلم المبرر النفسى، لذلك يقرر مساندة الأرملة الفقيرة جمالات على أباطرة السوق الذين يمنعونها من مشاركتهم خير السوق.

كانت جمالات مخطوفة كالوطن، محرومة ويتخاطف أحلامها ومستقبلها عدة أفراد يتحكمون فى السوق، يعرض عليها أحمد زكى نفسه، يتعهد لها بالحماية والعدل والرعاية «بما لا يخالف شرع الله» يتزوجها ويصير "ولى أمرها"، الإيجاب والقبول حسم كل شىء، يناصره المقهورون فى سوق السمك، ينضمون له وكأنهم "ائتلاف ثورة" داخل سوق السمك لمواجهة المحتكرين ورجال النظام القديم،

لكن بمجرد أن يبدأ بريق السلطة والنفوذ فى اللمعان أمام عينى أحمد زكى، تنتابه الأنانية والانتهازية، يعمل بمفرده فى الشادر بأموال جمالات، حتى يزداد نفوذه مع الأيام، ويصبح من كبار معلمى السوق ويزداد طغيانه، يفرض سياسة الاحتكار على زوجته وكبار السوق، يتنكر لمبادئه، ويخرج عن "إجماع" المقهورين فى السوق، ويتزوج ابنة أحد كبار رجال الأعمال، يصبح أقرب للنظام القديم فى السوق عن النظام الجديد الذى أجهضه بنفسه حين حاد عن تأسيس سوق عادلة، ورضى أن يكون شكلا جديدا لنفس السياسات والممارسات القديمة.

فى تلك اللحظة التى ظن فيها أنه الملك الأوحد، فقد الشارع "فقراء السوق ومقهوريه" ورفاق الكفاح والثورة "جمالات"، وحين صارت المواجهة حتمية، تضامن أهل السوق مع عملية التخلص منه ومن لم يتضامن أغلق عليه دكانه، فيما كان الرصاص يخترق جسد "الثائر القديم الذى باع أخلاق الثورة من أجل السلطة" دون أن يحزن عليه أحد.. دون أن يحزن عليه أحد".

لقى الإخوان مصير تاجر شادر السمك.. ولم يحزن عليهم أحد، لأنهم لم يدخروا للمحنة أحدا.

ما مضى لم يكن نبوءة لكنها قراءة لمقدمات ما كان لها أن تؤدى إلا لهذه النتائج.. هل استوعب أحد الدرس؟


...........

عصام العريان يدعو اليهود المصريين للعودة إلى مصر



06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية