الملفات السرية لرجال مبارك في الجيش والمخابرات
| |
طنطاوي | |
| |
وهيبة | |
| |
الليثي | |
| |
حتاتة | |
| |
خلف | |
| |
العدوى | |
خلال فترة توليه رئاسة مصر وطوال 30 عاما قضاها الرئيس المخلوع حسني مبارك في قصر الرئاسة تناوب علي قيادة قوات الحرس الجمهوري عدد كبير من قادة القوات المسلحة المشهود لهم بالكفاءة والتاريخ العسكري المعروف، وكان من بين من تولوا ذلك المنصب المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة بالإضافة الي الفريق مجدي حتاتة الذي أعلن مؤخرا نيته في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة والذي شغل بعد تركه الحرس الجمهوري منصب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة .
وقد اكتسب موقع قائد الحرس الجمهوري أهمية قصوي بعد واقعة القضاء علي مراكز القوي في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات منتصف عام 1971، وهي الواقعة التي برز فيها بقوة اسم الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري الذي استطاع السادات بمساعدته تصفية كبار رجال الدولة المحسوبين علي نظام الرئيس جمال عبدالناصر والذين كانوا يمثلون شوكة في ظهر السادات، وكانت العلاقة بين السادات وبين مراكز القوي قد وصلت الي طريق مسدود بعد أن تقدم عدد كبير من كبار الوزراء والمسئولين باستقالات جماعية الي السادات في محاولة منهم لإحراجه وسحب الثقة منه غير أن السادات وبعد اتفاق جري بينه وبين قائد حرسه الجمهوري الليثي ناصف تمكن من إلقاء القبض علي كافة من تقدموا باستقالاتهم وألقي بهم جميعا داخل السجون وكانت تلك الواقعة هي البداية الحقيقية لحكم السادات، وأول خطوة تضعه علي مقعد الرئاسة الفعلي في عقول الجماهير، بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.
وقد كان الليثي ناصف أول من ترأس الحرس الجمهوري بعدما اختاره جمال عبدالناصر لتأسيسه وقيادته تقديرا لثقته فيه، ورغم قرب الليثي من عبدالناصر الا أنه وقف الي جوار السادات في معركة مراكز القوي انحيازا للشرعية بعد أن أقسم يمين الولاء علي حماية الشرعية الدستورية وبعد نجاحه مع السادات في القضاء علي حركة تمرد قيادات الاتحاد الاشتراكي الذي كان يسيطر علي مصر مثله مثل الحزب الوطني تماما أقنع الليثي السادات بنقل قيادة الحرس الجمهوري من منشية البكري إلي الجزيرة لتكون قريبة من بيت السادات بالجيزة.
وبعد اغتيال السادات في حادث المنصة الشهير ووصول مبارك الي الحكم أدرك الرئيس المخلوع أهمية الحرس الجمهوري الذي يتولي حمايته هو وأسرته وأركان حكمه فقدم كل الدعم لقادته وأعطي تعليمات مباشرة الي مساعديه لتذليل أي عقبة تقف أمام العاملين في حرس الرئاسة وعمل طوال الــ 30 عاما التي قضاها علي كرسي الرئاسة علي تطوير قوات الحرس الجمهوري وقدم لضباط وأفراد الحرس مميزات غير مسبوقة .
وقد توطدت علاقة مبارك بالحرس الجمهوري وزادت ثقته فيهم بعدما نجح حراسه في إنقاذه من الموت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعدما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة نجح طاقم حراسته لإحباطها بكفاءة منقطعة النظير.
وقتها كان مبارك في طريقه إلي أديس بابا لحضور القمة الإفريقية رقم 31 عام 1995، وكانت قد توافرت لجهاز المخابرات العامة المصرية، معلومات عن احتمال تعرض الرئيس المخلوع لهجوم مسلح، وطلب طاقم الحراسة المكلف بحراسة مبارك أن يصطحب معه السيارة المصفحة تجنبا لأي طارئ، لكن رجال الخارجية اعترضوا بشدة، علي أساس أن اصطحاب السيارة المصفحة يمكن أن يثير غضب أجهزة الأمن الإثيوبية، وبعد شد وجذب بين الحرس الجمهوري ممثلا في فريق الحراسة المكلف بتأمين موكب مبارك وافق الرئيس المخلوع علي أن يصطحب معه السيارة المصفحة، وهي سيارة ليموزين سوداء موديل 560، وكان معها من القاهرة سائق وميكانيكي وخبير مفرقعات، وعلي الكرسي الخلفي للسيارة كان عمر سليمان يركب إلي جوار الرئيس.
علاقة الرئيس المخلوع بقادة الحرس الجمهوري لم تكن تنتهي بانتهاء خدمتهم داخل القصر الجمهوري فقد كان مبارك يحرص علي تعيينهم محافظين وخصوصا في محافظة جنوب سيناء حيث تولي كل من اللواء ممدوح الزهيري ومصطفي عفيفي وهاني متولي منصب محافظ جنوب سيناء كمكافأة نهاية خدمة بعد توليهم مسئولية الحرس الجمهوري للرئيس المخلوع لسنوات طويلة الأمر الذي فسره كثيرون علي أنه محاولة من مبارك لضمان ولائهم له وحمايته خلال تواجده في مدينة شرم الشيخ علي ساحل البحر الأحمر .
الحرس الجمهوري عاد الي مشهد الأحداث من جديد بعد الحوار الذي أجراه اللواء صبري العدوي قائد الحرس السابق وهي التصريحات التي أثارت جدلا في الأوساط السياسية عن طبيعة الدور الذي يلعبه الحرس الجمهوري في الحياة السياسية في مصر.
وكان اللواء محمود المصري أول من يتولي قيادة قوات الحرس الجمهوري في بداية عهد الرئيس المخلوع في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وكان المصري يمتلك رؤية جديدة في الحراسات الأمنية، ومن ثم أجري اختبارات للضباط في الحرس الجمهوري، وأجري علي أساسها تغييرات جذرية واسعة، وأبقي علي الضباط الأكفاء فقط في الحرس، واستبعد غير الأكفاء الذين كان من بينهم زكريا عزمي.
المصري في بداية عمله في الحرس الجمهوري وفي قصر الرئاسة كان بين خيارين، إما أن يستبعد الضباط غير الأكفاء تماما من مؤسسة الرئاسة، وينقلهم لحراسة شخصيات أقل أهمية أو أن ينقلهم الي مجلس الوزراء، ومجلسي الشعب والشوري، والخيار الأخير كان أن ينقلهم إلي الأعمال المكتبية بسكرتارية الرئيس، وهو ما فعله المصري، حيث نقل الضباط غير الأكفاء المستبعدين من الحرس الجمهوري إلي قسم سكرتارية الرئيس، وهنا بدأت قصة صعود زكريا عزمي من القاع إلي القمة.
وكانت الصدفة وحدها هي التي جعلت زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، فعزمي الذي دخل قصر الرئاسة في عام 1965 ضمن طاقم الحرس الجمهوري، كان قبلها ضابطا في المدرعات ك 10، وكان عزمي حسب طبيعة عمله في القصر الجمهوري لمدة 15 عاماً يتولي عمليات التأمين والحماية ليس أكثر، ولم يكن بارزاً أو صاحب قدرات خاصة، وتنقل في أكثر من منصب أمني داخل الرئاسة، كان آخرها مكتب رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومي، حتي جاء اللواء محمود المصري فطرده من صفوف الحرس الجمهوري وضمه الي طاقم سكرتارية الرئيس.
ومع بدء زكريا عزمي في قسم السكرتارية بدأ دوره يتزايد يوما بعد يوم في ظل رؤسائه، وتدرج من سكرتير عادي في مكتب اللواء حسن كامل، إلي أن أصبح مدير مكتب اللواء عز الدين مختار، واللواء رؤوف أسعد، ثم أمين أول ديوان رئيس الجمهورية، وأول من يلقب برئيس ديوان رئيس الجمهورية، ليس فقط ذلك بل من يجلس عليه حتي وفاته دون التقييد بسن معينة للتقاعد بحسب القانون الذي تم تفصيله خصيصا له، والموافقة عليه بمجلس الشعب قبل 11 عاماً في جلسة لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة.
اللواء أركان حرب ممدوح الزهيري كان ثاني شخصية تتولي منصب قائد الحرس الجمهوري في عهد مبارك.
اللواء مممدوح الزهيري محافظ جنوب سيناء الأسبق كان ثاني قيادة تتولي الحرس الجمهوري في عهد مبارك وهناك اتهامات عديدة توجه للزهيري تتهمه بتسهيل استيلاء صديقي الرئيس السابق حسين سالم وجمال عمر والأخير كان الزهيري هو من ساهم في تقوية علاقته بمبارك بعد أن ساءت علاقته بحسين سالم، وكان الزهيري يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يبعد حسين سالم عن طريق الرئيس مبارك ووجد الزهيري ان اقامة الرئيس مبارك لدي جمال عمر سوف تساهم في ابعاد حسين سالم بعض الشيء عن مبارك لذلك أقنع الزهيري مبارك بأن يغير إقامته في منتصف التسعينيات من منتجع حسين سالم الجولي فيل الي منتجع التاورت الذي يمتلكه جمال عمر وذلك بحجة الاحتياطات الأمنية مع ارتفاع أحداث الارهاب التي كانت تشهدها مصرفي ذلك الوقت، وبالفعل أقام جمال عمر استراحة خاصة للرئيس مبارك في منتجع التاورت كان مبارك يستغلها في إجراء مقابلاته الخاصة.
ومن بين كل من تولوا قيادة الحرس الجمهوري يبرز اسم المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي رئيس المجلس العسكري المولود في 31 أكتوبر عام 1935.
وقد استمر طنطاوي 3 سنوات في قيادة الحرس الجمهوري من عام 1988 الي العام 1991 قبل أن يتم ترقيته الي الي رتبة المشير .
المشير طنطاوي حصل علي بكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956، ثم حصل علي دورة أركان حرب من كلية القيادة والأركان عام 1971، بعدها حصل علي دورة من كلية الحرب العليا عام 1982. شارك في حرب يونيو (حزيران) 1967، وحرب الاستنزاف، وانتصار أكتوبر عام 1973.. حيث كان قائدا لوحدة مقاتلة بسلاح المشاة. وبعد الحرب حصل علي نوط الشجاعة العسكري، ثم عمل عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر في باكستان ثم في أفغانستان. شغل طنطاوي مناصب قيادية كثيرة في القوات المسلحة المصرية قبل تكليفه بتولي مسئولية القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، حيث تولي منصب قائد الجيش الثاني الميداني عام 1987، ثم قائدا لقوات الحرس الجمهوري عام 1988، ثم قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربي في 20 مايو 1991 برتبة فريق.. ثم بعدها بشهر تمت ترقيته إلي رتبة الفريق أول، وفي 1 أكتوبر 1993 صدر قرار جمهوري آخر بترقيته إلي رتبة مشير.
وحصل علي الكثير من الأنواط والميداليات، أهمها نوط الشجاعة العسكري (بعد حرب أكتوبر)، وميدالية الخدمة الطويلة، وميدالية القدوة الحسنة من الطبقة الأولي، ونوط الخدمة الممتازة، وميداليتي تحرير الكويت اللتين منح إحداهما من مصر والأخري من السعودية. كما منح مجموعة من الأوسمة، منها وسام تحرير النظام، ووسام الجمهورية العربية المتحدة في ذكراها السنوية، ووسام الامتياز من باكستان، ووسام الجيش، ووسام الاستقلال، ووسام النصر، ووسام تحرير الكويت من دولة الكويت.
قام طنطاوي بالكثير من الأعمال البارزة، أهمها المشاركة في الجيش المصري بمعركة العدوان الثلاثي عام 1956، وشارك في حرب يونيو 1967، ومعارك الاستنزاف في الفترة من 1967 حتي 1970، وحرب 6 أكتوبر 1973، كما شارك في حرب تحرير الكويت عام 1991 رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة.
الفريق مجدي حتاتة المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية أحد أهم الأسماء التي تولت الحرس الجمهوري خلال الــ 30 عاما الأخيرة ويعتبر واحدا من أشهر قادة الجيش بعد حرب السادس من أكتوبر.
حتاتة الذي نفي مؤخرا أن يكون مرشح الجيش في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في نهاية العام الجاري تقلد عدة مناصب داخل القوات المسلحة أهمها علي الاطلاق توليه رئاسة الأركان خلفا للفريق حمدي وهيبة بالإضافة الي رئاسته للهيئة العربية للتصنيع.
والفريق مجدي حتاته من مواليد محافظة الغربية عام 1941 ترقي لرتبة لواء في عام 1989، ثم إلي رتبة فريق في عام 1995، تولي كل مستويات القيادة المتوالية في القوات المسلحة، من رئيس عمليات كتيبة، إلي قائد ثاني كتيبة، إلي قائد كتيبة، فرئيس عمليات لواء، فقائد لواء، ثم ضابط أركان منطقة فمدرس في كلية القادة والأركان، ورئيس أركان فرقة، وقائد فرقة ورئيس أركان منطقة عسكرية وكبير ياوران رئيس الجمهورية وقائد للجيش الثاني الميداني، وقائد للحرس الجمهوري، ثم رئيس لأركان القوات المسلحة .
وشارك حتاتة في عدة حروب مختلفة أهمها حرب اليمن وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، وحرب 1973 وقد كان وقتها قائدا ثانيا لأحد الألوية المدرعة.
وحصل علي عديد من الأوسمة والنياشين والأنواط طوال تاريخه العسكري من نوط الواجب العسكري، إلي ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الخدمة الممتازة، وميدالية تحرير الكويت، ووسام الاستحقاق من طبقة القائد، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولي.
حتاتة نفي مؤخرا أنه مرشح القوات المسلحة، قائلا «أنا تركت خدمتي من 30 أكتوبر 2001 ولم أتصل بالقوات المسلحة ولم أدخل وزارة الدفاع منذ ذلك الحين ولم يحدث أنني راجعت القوات المسلحة في قرار ترشحي للرئاسة لأني أصبحت رجلا مدنيا الآن.
وقال حتاتة :« لا يوجد لدي أي حصانة عسكرية وعلاقتي بمبارك عندما كنت قائد الحرس الجمهوري علاقة رئيس فقط ولم أتصل به ولا مرة حتي أصبحت رئيس أركان وتم اختياري في الحرس الجمهوري بناء علي كفاءتي وليس علاقتي».
وأضاف: أنا كنت قائد الحرس الجمهوري في عهد مبارك ولست قائد الحرس الرئاسي، شارحا أن معني الحرس الجمهوري هو حرس تابع للقوات المسلحة وتنظيمها وتسليحها من القوات المسلحة ولم يكن لها ميزانية خاصة، «والحرس الجمهوري هو الخط النهائي الاستراتيجي للقوات المسلحة عندما يحدث أي اختراق للقاهرة».
الفريق حمدي وهيبة الرئيس الحالي للهيئة العربية للتصنيع كان أحد العسكريين الذين تولوا قيادة الحرس الجمهوري في نهاية فترة التسعينيات وعمل وهيبة الي جوار مبارك فترة ليست بالقصيرة قبل أن يتم تعيينه في الهيئة العربية للتصنيع بعد بلوغه سن المعاش.
وشغل وهيبة قبل استلامه منصب رئيس الحرس الجمهوري قيادة الجيش الثاني المتمركز في منطقة الاسماعيلية، وعين اللواء حمدي وهيبة رئيسا لأركان القوات المسلحة خلفا للفريق مجدي حتاتة.
أما اللواء صبري العدوي محافظ الاسماعيلية السابق فقد تولي هو الآخر مهام رئيس الحرس الجمهوري لمدة 3 سنوات بداية من 2001 إلي 2004 .
وكان يشغل منصبه وقت أن أصيب الرئيس بوعكة صحية في مجلس الشعب.
العدوي خرج في الأيام الأخيرة ليكشف كواليس المطبخ السياسي والطريقة التي كان يتم بها اتخاذ القرارات المصيرية في نظام مبارك وأكد أن دور الحرس الجمهوري من الناحية الحِرَفية البحتة، المهمة الأساسية له هي حماية رأس الدولة والنظام الجمهوري وتأمين ضيوف الدولة من رؤساء ووزراء والسيطرة علي مؤسسة الرئاسة، فالحرس الجمهوري مهمته جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة، ولم يكن في تصميمه أو مهامه في الفترة الأخيرة أن يواجه الشعب مباشرة أو الثوار مباشرة، لأن الترتيب: أن تدار الثورة بالحوار، ثم يتدخل الأمن، وإن لم يفلح يتدخل الجيش، وبالتالي الحرس الجمهوري غير معنيّ بأن يتعامل مع الثوار الرافضين للرئاسة، فمهمته هي تأمين فلان الفلاني رئيس الجمهورية هو وعائلته وضيوفه ومقاره ولقاءاته.
وقال الحرس الجمهوري جزء من القوات المسلحة، وله دور في تأمين الدولة وليس الرئيس فقط، وهو ما يجعلني أتساءل: هل هذا النظام سيستمر، أم سيتم التعامل معه مثلما هو الحال في الخارج بالاستعانة بالمكاتب الخاصة، وأشار الي أن مطبخ الرئاسة كان يدار بطريقة «عندنا إيه النهارده».
العدوي قال في تصريحات منسوبة له إن عمل كل شخص في رئاسة الجمهورية مرسوم بصرامة.. ولا يجوز لأحد التدخل في شئون غيره.. ولا يحق له أن يتكلم في حضور الرئيس ولو كان لديه ما يفيد إلا بإذن من الرئيس.
وحسب تصريحاته فإن الرئيس المخلوع اتصل به ذات يوم وكان في مزرعته الصغيرة بالقرب من السويس وطلب أن يكلمه علي تليفون أرضي.
وكلفه الرئيس بمهمة متابعة وعرض التقارير التي تأتي من جهات مختلفة عليه.. وشعر الرجل بخطورة المهمة.. فكان يخاف علي ما يصل إليه من تقارير وكأنها أحد أبنائه لكنه بعد ستة أشهر لاحظ أن غالبية ما في التقارير لا يتجاوز أموراً عادية جدا وأن ما ينشر في الصحف أكثر خطورة أحيانا.
ويعتبر اللواء محمد هاني متولي محافظ جنوب سيناء السابق أحد أهم من تقلدوا منصب قائد الحرس الجمهوري وهو خريج الكلية الحربية، وشغل عدة مناصب في سلاح المشاة حتي وصل إلي رتبة قائد فرقة مشاة ميكانيكا حاصل علي كلية الأركان وأكاديمية ناصر وكلية الحرب العليا واختير قائدا للمنطقة الغربية ثم قائدا للحرس الجمهوري.
اللواء نجيب عبدالسلام رشوان هو آخر قائد للحرس الجمهوري في عهد الرئس المخلوع وتم تعيينه في ذلك المنصب منذ فترة قصيرة، وبعد إعلان تنحي مبارك ترددت أقاويل كثيرة لم تثبت صحتها حتي الآن عن وجود انقلاب كان يقوده الحرس الجمهوري وقيل إن رئيس الحرس سافر مع الرئيس السابق الي شرم الشيخ غير أن مصادر عسكرية أكدت أن عبد السلام يباشر عمله بشكل متكامل فقد انتفت صفة «الرئيس» من الدولة بشكل مؤقت ولكن المجلس الأعلي العسكري يقوم بأشغال هذه الصفة والتي من مهامها مقابلات رسمية تستوجب مراسم استقبال لرؤساء وزعماء الدول الذين يزورون مصر ويقابلهم رئيس المجلس الأعلي العسكري المشير طنطاوي وأيضا يباشر «اللواء نجيب» مهام قواته التي تقوم الآن علي حراسة مبني الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو.
الجدير بالذكر أن الحرس الجمهوري المصري هو أحد الفرق التابعة للقوات المسلحة المصرية، ويعتبر أحد قوات النخبة في الجيش. ولكنّه لا يتلقي تعليماته من قيادة القوات المسلحة (إلّا إذا أمر الرئيس قائد الحرس الجمهوري بذلك ) بل يتلقّي تعليماته من ضباطه فقط وأعلي قائد في هذا السلاح هو قائد قوات الحرس الجمهوري - وهو عادة ضابط برتبة لواء أو فريق وهو لا يتلقي تعليماته سوي من رئيس الجمهورية. وعلي عكس ما يظن البعض مهمّة الحرس الجمهوري لا تنحصر في حماية رئيس الجمهورية (وهذه مهمة حراسة الرئيس المخلوط بينها وبين الحرس الجمهوري) بل في حماية النظام الجمهوري بأكمله، بما في ذلك منشآته ومؤسساته وهي لا تنحصر في قصور الرئاسة وإنما أيضا مراكز القيادة ومطارات الرئاسة بل وتمتد صلاحيتهم لحماية مؤسسات مثل مجلس الشعب والمحكمة الدستورية ومجلس الدولة أثناء الحرب.
أمّا الحراس الشخصيون للرئيس فهم عادة (وليس بالضرورة) من رجال القوات الخاصة ووحدات النخبة وقوات الشرطة الخاصة أيضا وهم يتبعون رسميا جهاز "رئاسة الجمهورية" وهو جهاز تخابري وأمني أيضا ويعتبر رابع جهاز مخابرات مصري بعد "المخابرات العامة" و"المخابرات الحربية" و"أمن الدولة" وتمّ إنشاؤه عام 1989 وله سلكه الخاص من ضباط المخابرات وضباط الأمن.
ويغطي تحركات رئيس الجمهورية في مصر مجموعة عمل تتكون من جنود الأمن المركزي التابعين لوزارة الداخلية لتأمين الطرقات الّتي يمر بها موكب الرئيس ومحيط مكان تواجده، ثم مشاة الحرس الجمهوري لتأمين مكان تواجده، ومركبات الحرس الجمهوري (عادة 4 سيارات جيب) محملة بـ 16 جنديا من صاعقة الحرس الجمهوري وهم مجموعة منتقاة من جنود الصاعقة يتم إلحاقهم بقوات الحرس الجمهوري ويمكن تمييزهم ببذل الصاعقة الصفراء ذات البقع البنية وبريهات الحرس الجمهوري الزرقاء ورشاشات الـ HK-5 القصيرة، كما يسبق الموكب 8 دراجات نارية من الشرطة ومؤخرا أصبحت من وحدة خاصة بالشرطة العسكرية مخصصة لتأمين الرئيس ومدربة علي القتال التلاحمي من علي الدرجات النارية، ويلي سيارات الجيب الخاصة بالحرس الجمهوري سيارتان (واحدة أمام موكب الرئيس وواحدة خلفه) جيب سودوان تحتويان كل منهما علي 4-5 جنود من الوحدة 777 ثم تأتي 4 سيارات مرسيدس تحيط بشمال ويمين ومؤخرة ومقدمة سيارة الرئيس وتحتوي كلّ منها علي 3 ضباط حراسات خاصة من طاقم الرئيس وأخيرا حارس الرئيس الشخصي وهو الضابط الوحيد الّذي يرافقه في سيارته إلي جانب السائق وأمين رئاسة الجمهورية وعادة ما يكون هو و3 آخرون من طاقم حراسته المجموعة المكلفة بحراسة الرئيس خارج حدود الجمهورية. وانضم مؤخرا لطاقم حراسة الرئيس أيضا دورية من المروحيات الـMi-8 TPK وهي طائرات تصوير واستطلاع ميداني لرصد أي تهديد جوي أو صاروخي.
وهذا الطاقم المذكور أعلاه لا يتبع بالكامل رئاسة الجمهورية ولا الحرس الجمهوري ولا القوات المسلحة ولا الشرطة وحدها بل تتعاون كلّ الأجهزة في تأمين الرئيس