مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 أون إسلام أبدا لن يموت

 

أون إسلام يتحرك ويتفاعل معنا وداخلنا

 

بقلم سعد القرشي‏
.......................

كان أول يوم لى فى إسلام أون لاين أحد أيام شهر يونيه 1999، وقتها قابلنى الأستاذ توفيق غانم ومعه الأستاذ حسام السيد وكانت مقابلة شخصية للتعرف على، ولم تستغرق أكثر من نصف ساعة بعدها بدأت عملى الرسمى فى 1-7-1999 بمقر الموقع فى شارع أبو بكر الصديق بالمهندسين، وكان وقتها عدد العاملين بالموقع لا يتعدى 15 فردا.. أتذكر منهم محمد قرشى ومحمود عبد الحميد وهشام جعفر وهبة رؤوف وجمال عرفة ومحمد زيدان ونرمين عبد المنعم وسيد مصطفى وآخرين.
ومن أجمل ما فى هذه الفترة وجبة الإفطار التى كنا نجمع ثمنها من مالنا الخاص ثم تقوم بإعدادها والإشراف عليها الدكتورة هبة رؤوف، وكان بالطبع إفطارا "عالى أوى".. وبعده بفترة ليست بالطويلة انتقلنا لمكان أكبر بشارع حسين أحمد رشاد بالدقى، لوصول عدد الموظفين إلى حوالى 35 موظفا بداية عام 2001م تقريبا.

التوسع والانتشار

وتعال أحكى لك حكاية الانتشار والتغلغل.. فبعد فترة أخذنا الشقة المجاورة من نفس الدور ثم الدور العلوي كله، هل هذا يكفي؟؟.. بالطبع لا، أخذنا فيلا بجانب العمارة وشقة كبيرة أمام الفيلا وشقة ثانية بجانب العمارة المجاروة للفيلا وكانت يطلق عليها جونتانامو.
وتمر الأيام ونترك الفيلا ونأخذ دورا كاملا فى شارع إيران بالدور الخامس، ثم شقة بالدور الأرضى ثم الدور السادس فى نفس العقار وهو شارع مواز لحسين رشاد، ثم شقتين فى العمارة المجاورة وطبعا كلما أخذنا مكانا يقع قلب الأستاذ نبيل عسقلاني –رئيس قسم الخدمات- بين قدميه لأنه لابد أن ينقل أثاثا ويجهز المكان و"شغلانة"، وكذلك الحديث مع الزملاء واستئذانهم وهناك زملاء تم نقلهم زيادة عن خمس أو ست مرات وأنا واحد منهم.. فتخيل في كل مرة تتحدث معهم وتقنعهم، وكان هذا من أصعب الأمور فى ترتيبات النقل، لكن لأن إسلام أون لاين مختلف فلم تحدث مشكلة في أي مرة من زميل أو زميلة بسبب الانتقال، واستمر التنقل كثيرا حتى نهاية 2009.

توسعنا أكثر وأكثر وقمنا بعمل "قناة أنا الفضائية" وبحثنا عن شقة لها فى شارع حسين أحمد رشاد، ثم فكرنا في نقلها إلى 6 أكتوبر، ودارت مناقشات مع صاحب الشقة والأستاذ يسرى -المدير المالى والإدارى للقناة وقتها- وأنا بخصوص التجهيزات التى تمت فى الشقة وأمور متعلقة بفسخ العقد وخلافه، وكادت تحدث بينى وبين الأستاذ يسرى مشكلة نظرا لاختلاف وجهتى النظر وطريقة التناول لكل منا، لكن الحمد لله الرجل كان متفهما جدا وتم فسخ العقد على خير وانتقلت القناة إلى 6 أكتوبر.

تواصل وحياة

وخلال فترة تواجدنا فى الدقى من 2001 حتى نهاية 2009 تقريبا تخلل هذه الفترة أشياء كثيرة منها إفطارات ووجبات الأستاذ "الجامد" توفيق فاروق–مدير إدارة العلاقات العامة-، ومن أجمل الأشياء اجتماعات تحسين الوجبة التى كانت تقدم للعاملين مرة نضع "فجل مع السندوتشات" ومرة "موزة" ومرة "جوافة".. لأ وإيه منديل مع الوجبة، وطبعا اجتماعات طويلة ومناقشات رهيبة لتحسين الوجبة، ومش هانسى أقول على إفطارات شهر رمضان من عم عبده كفتة بمصر القديمة، وده طبعا من مقررات شهر رمضان، وطبعا عبده كفتة اشتهر أوى فى إسلام أون لاين.. صادفت الظروف انى فطرت فى محل عبده كفتة في رمضان إلى فات وقلت الحمد الله انى فطرت فى رمضان ده مش قبل كده، لكن بصراحة كانت الكفتة لها مذاق ونكهة جميلة.

ومش هاقولك على رحلات عمك توفيق فاروق ومسابقاته فى الأتوبيس.. سبحان الله المسابقات نسخة كربون فى كل رحلة، لكن عمرك ما تزهق أو تتضايق لخفة دم وروح الأستاذ توفيق، وجبة يومية بسيطة وإفطارات مجمعة كل فترة ورحلات أسرية تنتظرها الأسر كل عام.. إنها حياة بمعنى الكلمة.

زيجات عائلية

خلال الفترة حدثت زيجات كثيرة من داخل عائلة إسلام أون لاين.. غادة ومنتصر، تامر ورغداء، دعاء والبراء، ليلى وسيد، جهاد ومحمد، وليد ويسرا، مصطفى وإيمان أحمد، عبدالله وسلمى، أحمد فتحى ورضوى، فتحى أبو حطب ورانيا، أنس الشامى وسمية، باسل سمير ودينا، حسين فاروق وعلياء، محمد صبرى ودينا، هانى محمود ورائدة، عادل طوبة وفاطمة، على عبد المنعم ومريم، محمد يحيى وعلا،محمود أحمد وهبة، محمود الجعفرى وهديل، أحمد رفعت وداليا أسامة، عبد الحليم وأسماء، باسم حمدى وآيات، هشام حمزة وسلمى، وأظن آخرين لم أتذكرهم.
وطبعا من أجمل الاشياء فى هذه الزيجات الاتصال التليفوني من الأستاذ العملاق توفيق غانم عارضاً سيارته الشخصية لزفاف العروسين قائلاً لي: "يا أستاذ سعد شوف كده لو عاوزين حاجة وهل محتاجين العربية"، وأنا طبعا أقول: "حاضر يا أستاذ توفيق وبعد انتهاء المكالمة أقول "يعنى يا أستاذ توفيق مفيش مرة تنسى الموضوع ده هو مقرر".

أحزان ودموع

ولا أنسى حينما حزن القلب ودمعت العين على زميلنا عابدين، شاب فى العشرينيات إنسان على الفطرة الجميلة، ابن موت فعلا كما يقولون، فى أحد الأيام حضرت للعمل صباحا أسأل على عابدين (كانت وظيفته عامل جراج) ليأخذ السيارة وعمال ألّف حول مكان الشركة وطبعا زعلان جدا إنى مش لاقى عابدين فى مكانه، ولم أتخيل أنه فى مكانه الدائم والذى لا يستطيع أن يتحرك ولو سنتيمتر.

مات عابدين فى صباح اليوم مثل كل يوم.. نادوا عليه قوم يا عابدين هاتتأخر على الشغل لم يرد ولم يتكلم ولم يتحدث، فاضت روحه إلى ربه، رحمه الله وادخله فسيح جناته واسكنه الفردوس الاعلى.

ولا استطيع أن اتجاوز موت ابن الأباصيرى.. طفل لا يتجاوز السنتين يلعب مع الأطفال مثل أي طفل، صعد على شباك بالدور السابع لينظر ويرى حياة الناس.. لكنها كانت الأولى والأخيرة وكأنه يودع الحياة ويفارقها، دون أن يعلم أو يشعر وقع من فوق الشباك، أسرعوا به إلى المستشفى لم يأت الليل إلا وكان عند مليك مقتدر يسبح ويطير فى جنات الله.. ربنا يصبر أبويه ويجعله شفيعا لهم يوم لا ينفع مال ولا بنون.

مبنى 6 أكتوبر

ثم جاء التحدى الرهيب.. نقل إسلام أون لاين بأكمله إلى المبنى الجديد فى 6 اكتوبر، وطبعا موضوع النقل إلى 6 أكتوبر كان يسمى المعجزة الثامنة لدى العاملين لطول تأخره بشكل كبير، لأننا أخذنا الأرض منذ عام 2003 وكان مستهدف أن يتم النقل خلال عام إلى عام ونصف فتأخرنا.. حاجة بسيطة جدا.. حوالى 4 سنوات، وبصراحة كان كافة أفراد الإدارة التنفيذية رجاله، ولابد أن أذكر كوثرالأدهم وعادل طوبه والسهل الممتنع سيد عبد الخالق وطبعا أستاذنا نبيل العسقلانى الذى كان له دور هايل هو والأباصيرى فى مرحلة ما قبل النقل، فى الحقيقة تمت عملية النقل بشكل مرضى، بعض السلبيات حدثت طبعا لكن مجمل العملية كانت عند حسن الظن وزيادة شوية.

وجئنا إلى المبنى بالفعل فى 1-2-2009، كانت نقلة نوعية بكل المقاييس كمكان عمل وتواصل أفراد الموقع ببعض، وكان بالمنبى حضانة للاطفال حتى سن 4 سنوات ومطعم يقدم وجبات بسعر التكلفة للعاملين، واجتماعات الحضانة والمطعم والأستاذة مها غويبه وإجراءات الجودة.. حكايات وروايات بساعات والساعات علشان نعمل إجراءات مناسبة للحضانة والمطعم.

والله كانت أيام اكثر من رائعة لحرص جميع المتعاونين على تقديم خدمة تنال استحسان المستفيدين منها، ومش عاوز أقولك على إجراءات الجودة وأختك مها غويبه التى سميت بالمرأه الحديدية لحرصها ودأبها وحبها لإجراءات الأيزو، ولازم أذكر قصة المساحات الخضراء أمام وحول مقر الشركة، ولمسات الأستاذ توفيق غانم وطبعا استدعاء فورى منه للأستاذ عبد الحليم شوشه الجندى المجهول للمبنى" يا أستاذ عبد الحليم عوزين نخليها خضرا" وطبعا أستاذنا عبد الحليم يستدعى أخويا نبيل العسقلانى فورا للتنفيذ وأنا طبعا قاعد اتفرج وعامل نفسى مش واخد بالى.

ثورة مبكرة

لكننا لو نعلم الغيب لاخترنا الواقع.. ولكن كل شى مقدر لا محالة وبعد مرور تقريبا عام على تواجدنا بالمبنى وصل عدد العاملين حوالى 350 موظفا، حدثت أزمة 15-3-2010 التى عايشها الجميع مفدها الاستيلاء على الموقع واستلام الشركة وتسريح العاملين، وكانت قصة طويلة اعتصم فيها العاملون حتى 31-7-2010، فقد سبق عاملو إسلام أون لاين شباب الثورة فى تغيير النظام (تم بالفعل تغيير مجلس الإدارة وصرف مستحقات كافة العاملين ما عدا للأسف الأستاذ الفاضل توفيق غانم حتى هذه اللحظة) ومنذ 1-8-2010 عزم مجموعة من العاملين حوالى 80 فرد فى إكمال رسالة إسلام أون لاين وأنشأوا موقعا مماثلا باسم "أون إسلام" بداية من 1-8-2010 وبأجر رمزى لا يتعدى 30% من الراتب الأصلى.

ثم تم إشهار مؤسسة باسم مدى للتنمية الإعلامية لترعى هذه الموقع وتكتمل الرسالة فى 25-10-2010 واستبشرنا جميعا خيرا وبدأت الحياة تعود لشكلها الطبيعى بداية من 1-1-2011، عودة الرواتب زياده طفيفة لبعض الوظائف الملحة وشمرنا جميعا للانطلاق دون توقف لنكمل ما بدأناه من 11 سنة، نهضة حضارية من خلال شاشة الموقع وعلى أرض الواقع بيننا.

لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ولعله الخير، يتعثر أون إسلام لعدم وجود تمويل نظرا لما حدث داخل مصر (ثورة عظيمة يهون ويضحى من أجلها بكل غال ونفيس) وما يحدث فى الأقطار العربية الآن، وتجمع العاملون مرة أخرى فى 11-3-2011 عازمين على إكمال المشوار متطوعين كل حسب استطاعته دون الحصول على أى أجور بداية من 1-3-2011، داعين الله ألا يموت مشروعهم الوليد الشاب واثقين فى الله فهو القابض والباسط، إن قدر الله واختفت شاشة أون إسلام (وإن شاء الله لن تختفي) لن ولم يختفى، فهو بداخلنا بروحه بقيمه بإدراكاته.. يعيش معنا فى سلوكياتنا وفى طريقة تفكرنا.. فى تعاملاتنا فى حياتنا كلها.


الرسالة لن تضيع والبناء لن يهدم، فكلنا أينما تواجدنا وتفرقنا أون إسلام يتحرك ويتفاعل فى حياتنا في بيوتنا مع أبنائنا مع أصدقائنا مع كل من نحاكيه أو نتعامل معه.. فأون إسلام أبدا لن يموت.


 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية