مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الفراسة فن وعلم يستطيع حل الكثير من مشكلات حياتنا

 

عجبان وهبي فراس الصعيد

 

قنا (جنوب مصر): يوسف رجب

يعد علم الفراسة من الفنون الأولى التي رافقت الإنسان في طفولته الحضارية، حيث بدأت الفراسة كمهارة فردية، بغرض التعرف على بواطن الأمور، وعناصر الخير والشر في الإنسان والطبيعة والكون والأشياء، وذلك من خلال قراءة ملامح الوجه، ومعرفة أحوال الطقس بقراءة اتجاهات الريح، ومواسم سقوط الأمطار. وكان للفراعنة دور مهم في رواج هذا العلم، استخدموه في مختلف مناحي حياتهم وكان اختيارهم لأماكن المعابد بطريقة هندسية بارعة يتم من خلال هذا العلم، ودل عدد من نقوش المعابد على وجوده، فاتجاه جميع معابد مصر ناحية الشرق لم يأت من فراغ، بل لاعتقادهم أن الحياة تأتى من الشرق وأن الغرب هو الموت.

وبدأ علم الفراسة في الانتشار والتطور مع ظهور كتابات تتناول هذا العلم على رأسها كتابات لـ«أبو قراط» أبو الطب في العام 450 قبل الميلاد، وفقا لما جاء في كتاب «الفراسة طريقك إلى النجاح» لمؤلفه الدكتور عز الدين محمد نجيب، وتحدث فيه أبو قراط عن اعتقاده في تأثير البيئة على تشكيل الميول والأخلاق وانعكاسها على ملامح الوجه، وقسم الناس إلى أنماط تبعا لكيمياء الدم وهم: الصفراوي وهو حاد الطبع متقلب المزاج، والسوداوي وهو يتميز بالاكتئاب والنظر إلى الحياة على أنها سوداء، والليمفاوي أو البلغمي وهو بارد الطباع ذو شعور جاف، ثم الدموي المرح المليء بالأمل.

ويقال إن فيثاغورث عالم الرياضيات الشهير اختار تلاميذه عن طريق الفراسة، وكذلك سقراط فقد اكتشف نبوغ أفلاطون من خلال ملامح وجهه في أول لقاء جمع بينهما، وكان لأرسطو كتابات متميزة في دراسة ملامح الوجه ولون البشرة وشكل الجسم والصوت لدى الرجل والمرأة.

ثم جاء الإسلام ليضع أسسا ثابتة وقواعد منظمة لعلم الفراسة، اعتمد فيها على ملامح الوجه في تفسير ما يبطنه الشخص. وقد ورد في القرآن الكريم عدد من الآيات توضح أن سمات الشخص طريق المؤمنين للتعرف على صفات مَن أمامهم من الناس، فقد قال جل شأنه: «يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا» (البقرة: 273)، «وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم» (الأعراف 46)، «ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم» (محمد: 30)، «سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل». (الفتح: ).

وقال الرسول الكريم في شأن الفراسة: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله».

كما تناول هذا العلم عدد من علماء المسلمين بنوع من الاهتمام الشديد، فقد ذكره ابن قيم الجوزية في كتابه «مدارج السالكين»، ومحمد بن الصوفي في «السياسة في علم الفراسة». وقد ذكر ابن القيم في «الطرق الحكمية» أن من أنواع الفراسة وأفراده أشياء عجيبة. وفي معجم «تاج العروس»: الفِراسة - بالكسر - اسم من التفرُّس، وهو التوسُّم، يقال: تفرس فيه الشيء إذا توسمه.

حول هذا العلم التقت «الشرق الأوسط» الفراس الصعيدي عجبان وهبى، أشهر فراس مصري الذي توصل من خلال تعمقه وتبحره في علم الفراسة إلى قراءة وتفسير ملامح الوجوه ببراعة وتمكن، وأصبح ضيفا دائما على الفضائيات، لتحليل وقراءة وجوه عدد من القادة وتفسير تصرفاتهم وردود فعلهم تجاه مواقف معينة من خلال قراءة علمية تستند إلى أساس علمي بحت. وعرف عجبان الفراسة بأنها علم الاستدلال بالحق، وهي معرفة مكنون الشخص الداخلي من خلال قراءة ملامحه الخارجية، لافتا إلى أن الوجه عبارة عن سيرة ذاتية متحركة.

ويرى عجبان أن للفراسة مزايا كثيرة؛ فهي تعلمنا كيفية مجادلة الناس، وتساعدنا على اختيار شريك حياة مثالي، كما أنها تساعدنا في الإجابة عن أهم سؤالين في حياة الإنسان: من أنت على حقيقتك؟ وما رسالتك في الحياة؟

وعن نشأة علم الفراسة، يقول عجبان إن علم الفراسة علم قديم له أصوله في الحياة الفرعونية، وظهر ذلك جليا في الرسوم والنقوش الموجودة بمعابد دندره والأقصر. وقد ازدهر علم الفراسة في العصر الإسلامي بشكل كبير؛ فقد اهتم به ابن سينا وأبو بكر الرازي لأنه كان بمثابة جزء مكمل للحياة اليومية والطب عند العرب قديما، كما أن فكرة النقاب في شبه الجزيرة العربية ظهرت نتيجة لازدهار علم الفراسة بشكل واسع، فبعض النساء كن ينتقبن تحرزا من أعين الفراسين، فمن المعلوم أن علم الفراسة يمكن من خلاله تحديد المرأة النبيلة والعظيمة من المرأة التي تحمل ملامح وجهها كارثة محتملة أو المرأة الولود من العقيم.

ويوضح فراس الصعيد أن علم الفراسة ارتبط بجميع مناحي الحياة واخترق جميع العلوم المعروفة للإنسان؛ ففي مجال الطب هناك علم مستقل اسمه علم التشخيص بالفراسة ويتم من خلاله تحديد المرض من خلال حاسة النظر، وهذا العلم مطبق في الشرق الأقصى (الصين، كوريا، اليابان) وأميركا، أما في العالم العربي فوجوده نادر جدا، وأنا أعتبره أقوى تشخيصا من الأجهزة الحديثة لأن هناك نوعا من هذا التشخيص يسمى بالتشخيص التنبؤي، نستطيع من خلاله توقع حدوث المرض قبل وقوعه، وبالتالي محاولة معالجته والوقاية منه.

ويذكر عجبان أن من أشهر المتخصصين بالعلاج بهذا العلم، البروفسور ميتشكوشى والدكتور جورج أوشاوا والدكتور أليكس جاك، وفي الوطن العربي الدكتور يوسف البدر بدولة الكويت. ويشير إلى أنه كفراس لديه القدرة على التنبؤ بـ240 مرضا من أمراض السرطان التي تظهر أعراضها على الوجه والكفين والقدمين.

ولم يكتف علم الفراسة بالتعرف على المرض قبل وقوعه، بل اهتم أيضا بنوعية الغذاء لأنه السبيل لحياة صحية آمنة أو متعبة، وقد ظهرت في الفترة الأخيرة عدة كتب تتناول تأثير الغذاء في حياة الإنسان، من أهمها كتاب بعنوان «الطعام يحكم مصيرك» لشاكو ميزويو، وآخر بعنوان «هل ما نأكله يجعلنا مجرمين أو صالحين» للبروفسور ميشكوشى..عن ذلك يقول عجبان: «حينما يركز الإنسان على طعام وحيد الجانب مثل منتجات الجبن والألبان، فغالبا سوف يلقى هذا الشخص حتفه من خلال انسداد شرايين القلب، أما الإسراف في أكل اللحوم يصنع من الإنسان مجرما»، وتطرق علم الفراسة إلى أكثر من ذلك من خلال النظر إلى الحياة ودورها في تشكيل حياة الأجيال المقبلة، فرغبة الأم في طعام معين أثناء فترة الحمل يتحمل أثره الابن فهو يتحول إلى دم تتشكل من خلاله ملامح ونفسية الجنين، فمثلا إذا أسرفت الأم في أكل الخضراوات فسيصبح الابن خجولا وشكل الوجه سوف يصبح مثل البيضة، أما إذا أسرفت في أكل اللحوم فسيصبح الابن عدوانيا وسليطا وأذنه تفتقد شحمة الأذن، أما الإسراف في الأسماك فيصبح معه أنف المولود أفطس ومن ثم يكون تفكيره منخفضا، كما أن سوء الغذاء وتناول الطعام المعالج وراثيا هو السبب في العيوب الخلقية التي انتشرت بشكل كبير في العصر الحديث، لذا ينصح عجبان بضرورة الاهتمام بهذا العلم في هذا المجال، فما ذنب الطفل في أن يولد معاقا؟! ويلفت عجبان إلى أن علم الفراسة بدأ يستحوذ على مكانة كبيرة في المجال الأمني، فرجال الشرطة يدرسون هذا العلم للتعرف على سلوك المجرم ومدى صدقه من كذبه من خلال دراسة علمية لملامح وجهه، ومصداقا لذلك تقوم الأجهزة الشرطية بتصوير المجرم من عدة جوانب مع التركيز على الأذن لأنها تكشف عما إذا كان هذا الشخص حكيما أو شاذا أو متهورا أو مسالما، وإلى غير ذلك من الصفات، كما أن الأذن كانت لها دور مهم في اختيار قادة العالم قديما، فالأذن الكبيرة حسنة الشكل تنبئ بالحكمة، أما الأذن التي تشبه القرد فمتوقع أن صاحبها سوف يقوم بتصرفات إجرامية.

وقد توصل عجبان من خلال خبرته الطويلة في علم الفراسة إلى أن معظم الخلافات البشرية مصدرها نقص الفهم، فكلما ازدادت معرفتك للناس ازدادت قدرتك في التعرف على دوافع الآخرين، وحينما يصبح الشخص فراسا محنكا تكون لديه القدرة الفائقة على تفسير الملامح، وعلى توقع السلوك الذي يصدر من الشخص الماثل أمامه. ويوضح عجبان أن السبب وراء عدم إقبال الشعب المصري على القراءة يعود إلى النظام الغذائي الخاطئ، خاصة الإقبال بشكل مبالغ فيه على تناول السكريات ومنتجات الألبان والمياه الغازية.

وعن سبب اهتمامه ودراسته لعلم الفراسة يقول عجبان: «علم الفراسة علم إبداع يعتمد على الذكاء، وأنا بطبيعتي اجتماعي أحب التواصل مع الآخرين، فكان لا بد من طريقة علمية لدراسة وفهم طبائع الآخرين وكيفية التعامل معهم، وقد مكنني من إظهار نفسي بالصورة التي أحب أن يراني بها الآخرون، كما أنه ساعدني على اختيار القرار المناسب في علاقتي مع الآخرين أو اختيار شريكة الحياة أو المجال المهني المناسب لطبيعتي. وقد واجهت في البداية صعوبات لا حصر لها لكي أثبت لنفسي أولا وللآخرين أهمية هذا العلم وفوائده، فكانت أولى المشكلات مع عائلتي عندما كنت أتدرب في البداية على قراءة ملامح وجوههم، بعدها كان لا بد من التنوع والتعرف على أكبر قدر ممكن من طبائع الناس مع ربط ذلك بالشكل لصقل خبرتي في هذا المجال، فكنت أذهب للمساجد المكتظة بالناس يوم الجمعة لأنظر إلى أفواههم وآذانهم وأنوفهم وعيونهم، ثم بدأت التخصيص فكنت أذهب للمحاكم وأحضر الجلسات لدراسة طبائع المستشارين والمحامين وكذلك المجرمين وربطها بملامح وجوههم، كل ذلك كان يكلفني الكثير من الجهد، بالإضافة إلى الكتب والمراجع التي أجد صعوبة شديدة في وجودها؛ فمعظم المراجع الموجودة غير عربية وأسعارها أحيانا تفوق 100 دولار، كما أننا كمجتمع شرقي ربطنا علم الفراسة وقراءة الوجوه بعلوم غير حميدة كعلم الغيبيات وهذا يناقض الحقيقة، فمن صفات الفراس التواصل مع الله بشكل دائم، لأن هذا العلم هو هبة من الله في البداية».

ومن المواقف التي لا ينساها عجبان في رحلته مع علم الفراسة أنه قضى 7 سنوات لدراسة وجوه ملوك الفراعنة في معابد دندره والأقصر وأكثر ما حيره وجه كليوباترا، حيث يعتبر وجها مثاليا لدراسة الملامح.
ويضرب عجبان مثالا بشخصية رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، فيقول عنه من خلال قراءة ملامح وجهه: «هو شخص غير متجذر ينتمي إلى فئة المتنقلين والرحالة، وهذه الفئة لا تلتزم القوانين، هذا ما رأيته في أنفه وأذنه، أما حواجبه فتدل على التسلط والعداء المتراكم، له عين ضيقة والأخرى واسعة، وهذا الملمح نموذجي يدل على أن صاحبه يميل إلى التحليل وليس حواريا، أما عن مساحة عيونه فتدل على العناد الذي لا رادع له».


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية