مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 المؤامرة الكبرى والحرب المستمرة
...............................................................

 

المؤامرة الكبرى والحرب المستمرة

 

محمود صالح عودة
........................


في مثل هذه الأيام قبل 9 سنوات تلقت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر هجمات في تاريخها، هجمات غيّرت وجه العالم في بداية القرن الـ21، ومباشرة بعد تلك الأحداث – بل ساعة وقوعها - وقبل إجراء أي تحقيق، وُجهت أصابع الاتهام تجاه أسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة"، لتبدأ بعدها ما تسمى بـ"الحرب على الإرهاب".

يقول آرون روسو، وهو مخرج وناشط سياسي وحقوقي لـ11.9، عمل في أمريكا وترشح لمنصب حاكم ولاية "نفادا" من قبل الجمهوريين سابقًا، في مقابلة صحفية أجريت معه قبل وفاته، ساردًا محادثة بينه وبين أحد أفراد النخبة (إليت) والمجتمعات السريّة في العالم من عائلة "روكفلر"، تمت 11 شهرًا قبل أحداث 11 سبتمبر: "طلب نيكولاس روكفلر مقابلتي بعد ترشحي لمنصب حاكم "نيفادا"، وبعدما قابلته عدة مرات لاحظت أنه ذكيًا، في إحدى جلساتنا قال لي أنه سيتم "حدث" ما ولم يقل لي متى، وذكر أن نتيجة هذا الـ"حدث" سنغزو أفغانستان لتمرير أنابيب النفط والغاز من بحر قزوين، وسنغزو العراق لنستولي على آبار النفط ونؤسس قاعدة في الشرق الأوسط لنجعلها جزءًا من "النظام العالمي الجديد"، وسنلاحق "شافيز" في فنزويلا، وفعلاً بعدها وقعت أحداث 11 سبتمبر"، ويضيف ضاحكًا: "أذكر أنه قال لي ستتم ملاحقة أناس في المغارات، وسنعلن حربًا على "الإرهاب"، حيث لا عدو حقيقي فيها ولكنها خدعة كبيرة وطريقة للحكومة لتخويف الشعب وجعله يتبعها بكل ما تقوم به". هذا جزء بسيط من المقابلة التي يمكن مشاهدتها كاملة عبر الإنترنت.

إن المشاهد التي وقعت في ذلك اليوم 11.9.2001 كانت مذهلة وغريبة، فكيف يمكن ضرب أمريكا بهذه الصورة؟ هل هي مخترقة لهذه الدرجة؟ أين كانت أنظمة الدفاع الجوية والصاروخية المحيطة بالمدن الكبيرة، وخاصة العاصمة واشنطن؟ وهل كان ادّعاء بوش بأن الحرب التي ستنشب ستكون "صليبية" مجرد زلّة لسان؟ لماذا كان يراقب البرجين قبل الانفجار (الأول) رجال الموساد، وعندما انفجرت أول طائرة بدأوا يرقصون ويهللون؟ ولماذا كُتم هذا الخبر وغيره الكثير لاحقًا؟

قبل بضعة أسابيع من وقوع الهجمات، توقف عمل الوسائل الأمنية من كاميرات وحواسيب (التي كان "مارفين بوش" أخ جورج بوش الابن مسؤولاً عنها) في مباني مركز التجارة العالمي بسبب "ترميمات" و"تطويرات" حسب ادعاءات المسؤولين، وصرّح بعض العاملين في المباني أنه تم إخلائهم من أماكن عملهم عدة مرات قبل الحادي عشر من سبتمبر، وكان ينقطع التيار الكهربائي بشكل متتالي، وكان بعض الـ"عمّال الغريبين" يمدّون أسلكة في المباني، زاعمين أنها لتطوير شبكة الإنترنت، كما ذكر العاملين في المباني أن تدفق الناس للأبراج بشكل عشوائي كان غريبًا. إن البرجين شكلا عبئًا كبيرًا على بلدية نيو يورك من ناحية التكلفة الكهربائية، ومجاري المياه، إضافة إلى المواد السرطانية الموجودة في المباني التي كان عليهم إزالتها، وهو أمر كان شبه مستحيل نظرًا لوجود تلك المواد داخل الإسمنت، ولتكلفته الباهظة – أكثر من مليار دولار - ورفض كل شركات التأمين تحمّل تكلفة ذلك المشروع.

قبل هبوط البرجين، حصلت انفجارات ضخمة داخل المباني وبالطوابق السفلى، وعند سقوطهما كانت تصدر انفجارات عن بعض الطوابق، مما يدل على وجود متفجرات مزروعة مسبقًا في المباني، ثم إن الطريقة التي هبط فيها البرجين تنطبق تمامًا على تلك التي يتم هدم الأبنية بها، كما تم اكتشاف مادة مذوبة للحديد بعد انهيار المباني. في لقاء مع المهندس الذي صمم مباني مركز التجارة العالمي، صرّح بأن الطريقة التي بُنيت فيها الأبراج جعلتها قادرة على تحمّل عدة طائرات بوينغ تنفجر فيها دون أن تهبط، كما صرّح العديد من علماء الفيزياء أنه لا يمكن أن يهبط مبنىً بالشكل الذي هبط فيه البرجين إثر ارتطام وتحطّم طائرة به.

بعد عدة ساعات من سقوط البرجين، هبط مبنىً آخر، المبنى رقم 7، الذي لم تتحطم فيه أي طائرة، وكان الأثر الوحيد فيه هو إصابته ببعض ما سقط من البرجين واشتعال النيران فيه قليلاً، وكما كانت انفجارات في البرجين، كذلك ادّعى طاقم الإطفاء أنهم سمعوا انفجارات ضخمة في ذلك المبنى قبل سقوطه أيضًا، حيث هبط بالطريقة التي يتم هدم الأبنية فيها عمدًا. وأكبر دليل على هدم المبنى رقم 7 عمدًا هو اعتراف المستأجر لأبنية مركز التجارة العالمي "لاري سيلفرستين" بأنه أمر "عمّاله" بـ"سحب" المبنى وهدمه، بعدما "لم يتمكّنوا من إطفاء النيران المشتعلة فيه" يوم وقعت التفجيرات.

في نفس اليوم 11.9.2001، إدّعت وسائل الإعلام الأمريكية بأنه تم خطف طائرتين إضافيتين، سقطت إحداهما في "بينسيلفينيا" والأخرى في مبنى "البنتاغون". بالنسبة للطائرة التي زُعم أنها هبطت في "بينسيلفينيا"، فلم يُعثر على أي أثر للطائرة بالمكان الذي قيل أنها هبطت فيه، ولكن ما عرضته وسائل الإعلام كانت حفرة في الأرض وحريقًا، ليس إلا. أما بالنسبة للـ"بنتاغون"، فالمنطقة التي يوجد فيها هي من أهم المناطق الأمريكية، والبنتاغون يُعد "عقل" المؤسسة العسكرية الأمريكية، فالمكان ومحيطه محصّنان تحصينًا شديدًا، ويقال إنه المبنى الأكثر تحصينًا في العالم. نصبت عشرات كاميرات المراقبة في محيط "البنتاغون" وفق تقارير رسمية، لم يُنشر أي مقطع فيديو من هذه الكاميرات، والفيديو الوحيد الذي نُشر أظهر صورًا متقطّعة، دون وجود أي طائرة، ومقطع الفيديو الآخر الذي تسرب كان من خلال كاميرا مراقبة تابعة لأحد الفنادق في المنطقة، ظهر فيه الانفجار في مبنى البنتاغون دون أي صورة لطائرة أو مجسم يضربه، وهذا الشريط صودر لاحقًا عام 2002 على يد الـ"إف.بي.آي".

في الأيام التي لحقت الـ11 من سبتمبر، مُنعت الطائرات من التحليق في سماء الولايات المتحدة الأمريكية، باستثناء طائرة كانت تجمع أبناء عائلة بن لادن من لوس أنجيليس، أورلاندو، واشنطن وبوستون لتأخذهم إلى جدة. لم يتعرض هؤلاء لأي تحقيق، بالرغم من قرابتهم لأسامة بن لادن، المتهم الأول بالهجوم.

بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وتحديدًا يوم الأحد 16.9.2001 أصدر أسامة بن لادن بيانًا صحفيًا حول التفجيرات في أمريكا، ينفي فيه أي صلة له بالهجمات، ومما جاء في البيان: "بعد التفجيرات الأخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية توجهت بعض أصابع الاتهام الأمريكية إلينا واتهمتنا بالوقوف وراءها. وقد عودتنا الولايات المتحدة على مثل هذه الاتهامات في كل مناسبة يقوم فيها أعداؤها الكثر بتسديد ضربة إليها. وبهذه المناسبة فإنني أؤكد أنني لم أقم بهذا العمل الذي يبدو أن أصحابه قاموا به بدوافع ذاتية عندهم. أما أنا فإنني أعيش في إمارة أفغانستان الإسلامية وقد بايعت أمير المؤمنين على السمع والطاعة في جميع الأمور. وهو لا يأذن بالقيام بمثل هذه الأعمال من أفغانستان." بالإضافة للنفي القاطع من قبل بن لادن للاتهامات الأمريكية له بالوقوف وراء التفجيرات، هنالك ملاحظة مهمة أخرى في هذا البيان، وهي ادعاء بن لادن بأن سبق ووجهت له أمريكا التهم الباطلة على عمليات لم يقم بها. كما نفى بن لادن مرة أخرى بتاريخ 28.9.2001 أي تورط له بالهجمات على أمريكا، مما يدل على أن الأشرطة التي صدرت لاحقًا تُظهر بن لادن يتبنى العملية مفبركة ومزيّفة.

قبل بن لادن، قامت الحكومة الأفغانية بقيادة حركة طالبان يوم 11 سبتمبر بنفي أي صلة لها بالهجومات، وسارع المتحدث باسم طالبان إلى إدانة الهجمات على نيويورك وواشنطن ونفى أن تكون لحركته أو لبن لادن أي صلة بتلك الهجمات، وأكد أن الهجمات أقوى من إمكانيات طالبان أو بن لادن. ووزير خارجيتها وكيل أحمد متوكل عقد مؤتمرًا صحفيًا في وقت لاحق بكابل أكد فيه نفي تورط حركته أو أسامة بن لادن في الهجمات، وقال إن بلاده لا تؤيد الإرهاب وإرهاب الدولة، وأن الحركة ضد الجرائم التي تقترف بحق الإنسانية. كما صرّح سفير أفغانستان في باكستان عبد السلام ضعيف إن حركته "ستنظر في طلب تسليم بن لادن بناءً على إثباتات يقدمها المحققون الأميركيون وتريد أدلة تثبت تورطه."

كانت هذه التصريحات واضحة وصريحة، فلماذا لم يظهرها الإعلام الغربي آنئذ؟ ولماذا لم تتأنى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وتجري تحقيقات قبل إعلان الحرب على أفغانستان، خاصة بعد هجمات بحجم التي وقعت في 11 سبتمبر؟. كان حري بدولة كالولايات المتحدة، التي تتشدّق بالديمقراطية والقانون وحقوق الإنسان، أن تتأكد من هوية المنفّذين وتبحث عن دور مخابراتها بالعمليات، بدلاً من أن تشن حربًا على دولة استنكرت تلك العمليات وأبدت استعدادها للتحقيق مع أمريكا حولها، ولم تثبت أي صلة لها بالعمليات.

إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر وفق الأدلة التي قدمناها، وغيرها الكثير، لا تبقي مجالاً للشك بأنها أحداث مدبّرة مسبقًا من قبل الإدارة الأمريكية وأعوانها، والمستقبل القريب سيظهر أدلة أكبر. وقد يتساءل البعض: كيف يمكن لدولة أن تقوم بهكذا عمليات وتقتل أبرياء من أبناء شعبها وتلحق بهم هذا الرعب والدمار؟ والجواب هو إن من يقتل أبرياء في أي مكان في العالم لمصلحة كبيرة، يقتل أبناء شعبه لأي مصلحة أكبر، وإن من يقف وراء هذه الحروب لا تهمهم أرواح البشر بقدر ما تهمهم الأموال والهيمنة على العالم، والأموال الناتجة عن أرباح النفط مقابل عدة جثث جنود يوميًا معادلة ناجحة بالنسبة لهم، ولنا في عمليات "بيرل هاربور" عبرة.

ثمة من يرفض الفكرة بأن للدين والعقيدة صلة بالحرب القائمة بين الإدارة الأمريكية والصهيونية وحلفائهما من جهة والعالم الإسلامي والحرّ من جهة أخرى، بينما الواقع يقول غير ذلك؛ فادّعاء بوش بأن الحرب القائمة "صليبيّة" لم تكن زلّة لسان، ولم تخف علينا ادعاءاته بأن الحرب على العراق هي ضد "يأجوج ومأجوج"، وإن "يأجوج ومأجوج" وفق معتقده هم "المسلمون المتطرّفون". إضافة إلى ذلك، فإن الخطاب في الإعلام الأمريكي والإعلام العربي المتصهين يربط الإسلام بالإرهاب -وإن ادعى المسؤولون غير ذلك- فقبل عمليات الحادي عشر من سبتمبر بدأت تظهر أفلام "هوليوودية" تظهر العرب والمسلمين يخطفون الطائرات ويقتلون الركاب في أكثر من موقع، تمامًا كما كانت تصدر أفلامًا تظهر الروس كمجرمين في زمن الاتحاد السوفييتي. كذلك تغيير الخطاب تدريجيًا من "إرهابيين" إلى "إسلاميين متطرّفين" حتى وصل الحد ببوش إلى استخدام تعبير "الإسلاميين الفاشيين"، وكل ما سلف كان مدروسًا ومقصودًا. لكن هذا لا يعني بأن الحرب محض عقائدية، فهناك أسباب سياسية وجيو-سياسية ودوافع ذاتية لكل من له مصلحة في الحرب القائمة؛ من شركات أسلحة وشركات نفط وأجهزة أمن إلخ.

بعد عمليات الحادي عشر من سبتمبر أصبحت "الحرب على الإرهاب" ذريعة لإغلاق المؤسسات الخيرية ولجان الزكاة الإسلامية بحجة "تمويل الإرهاب" (سياسية "تجفيف المنابع")، وأصبحت كل دول العالم بعد خطاب بوش عن أحداث 11 سبتمبر بين خيارين: "إما أن تكونوا معنا، أو مع الإرهابيين"، مما أربك كثيرًا من دول العالم، خاصة الدول العربية المُخترقة من قبل الماسونية والصهيونية والمخابرات الدولية.

إن دعوة ذاك القس لحرق القرآن هي نتيجة التحريض الإعلامي الغربي على الإسلام، وإن التقزيم الإعلامي لذاك الرجل وكنيسته والادعاء بأنهم "لا يمثلون" أمريكا، والاستنكار الشديد الذي أبداه الساسة الأمريكيون بقيادة أوباما وكلينتون مثير للسخرية؛ فهل الجنود الذين ألقوا المصاحف في بيوت الخلاء في غوانتانامو أتباع تلك الكنيسة؟ أم الجنود الذين دنّسوا القرآن في العراق وأفغانستان هم أتباعها؟ وهل من أمرهم -أو على أقل تقدير "سمح" لهم- بالقيام بذلك أيضًا لا يعبّر عن "الحريّة" الأمريكية، ولو كان دونالد رامسفيلد؟. ثم الردود في عالمنا الإسلامي على حرق المصاحف (هناك من حرقه خلال مظاهرة في "نيو يورك" ضد بناء المسجد في "غراوند زيرو"، وفي كنيسة أخرى) مفاجئة كذلك، فحرق المصاحف لا يؤذينا بقدر ما يؤذينا حرق البشر.

لقد بدأ ينكشف الحجم الحقيقي للحرب القائمة تدريجيًا، وبعدما أدرك من وراء هذه الحرب أنه لا يمكن حسم الصراع عسكريًا فقط، لجأوا لوسائل الإعلام والحرب النفسية والثقافية وإثارة النزاعات والفتن، والأساليب الأخرى لإضعاف الأمة من الداخل. لذلك على أمتنا الإدراك بأن المعركة الأساسية هي على الوعي، وهي الميدان الأول الذي يجب أن ننتصر فيه، كي ننتصر في باقي الميادين.
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية