البنت تقف «موديل» جنب الحمار
...............................................................
|
ابنة ذكرى تقف موديل إلى جوار الحمار |
بقلم: ياسمين القاضى
.........................
مؤسسة ذكرى لأكل العيش»: الست بتزرع والأولاد يشغلوا الحمار والبنت تقف «موديل» جنب الحمار.. وأهى ماشية ... بمنطق استثمارى يتنافى مع ثقافته وهيئته، استطاع ذكرى ذلك المزارع البسيط أن يكون له مشروعه الاستثمارى الخاص، إذ حول قطعة أرض يستأجرها إلى جوار قرية «فجنون» إلى مزار سياحى، يتولى هو وزوجته زراعة الأرض، فيما تفرغ الأبناء الخمسة لأنشطة أخرى، من عينة: الأولاد يؤجرون الحمير للسياح، والبنات موديل يصورهن السائحون إلى جوار الحمار وبين المزروعات مقابل جنيهين للصورة.
جيرته بقرية «فجنون» كانت السبب الرئيسى وراء مشروعه الاستثمارى، حيث يتوافد على القرية يوميا عشرات السائحين، فضلا عن أبناء الطبقة الراقية من المصريين، وبما أنه لا يفصل بينه وبين القرية سوى سور من الخوص، ينوبه من الحب جانب ويزوره زوار «فجنون» باعتباره فلكلورا مصرياً وفلاحاً بجلابية وطاقية.
لا يهتم ذكرى كثيراً بزيارة السائحين والمصريين، إذ يترك المهمة لأبنائه ويتفرغ وزوجته لزراعة الأرض وحرثها ويترك للأبناء الشق السياحى من مشروعه، ويشرح: «هى كلها نص فدان أزرعها بصل وباذنجان وفلفل ويا دوب اللى بناخده من المحصول يكفى ثمن السماد ومصاريف الأرض، أصل كيس الكيماوى وصل لأكتر من 100 جنيه، يعنى اللى جاى على قد اللى رايح، ومراتى بتساعدنى فى الأرض، أما الأولاد فبيساعدونى من حتة تانية.. يعنى مصطفى بياجر الحمار اللفة بـ 3 جنيه، وأسماء بتسيب المصورين والأجانب يصوروها والصورة بـ 2 جنيه وأهى ماشية يوم فول والتانى مش وسريس».
ذكرى يؤمن بأن مشروعه الاستثمارى الحقيقى هو أسرته، فهم من وجهة نظره سنده الحقيقى، ويبدو أنه يخاف من الحسد إذ يؤكد أن كل ما يمارسه الأبناء من نشاط وما يضيع فى الأرض من جهد لا يعكس غنى أو استقراراً مادياً، مبرراً: مش كل واحد بيركب الحمار بيدفع تمنه دا غير إنى مش بابيع ريع الأرض بالمحصول، لأ أنا زى البقال بابيع المحصول بالكيلو للى عايز، ومش بادقق فى السعر، أنا همى إنه يتباع وخلاص حتى ولو بالخسارة.
الحمارة لها مكانة خاصة جدا لدى بهلول، ففى بعض الأحيان تدر عليه 20 جنيها فى اليوم، وهو ما يكفى حسب تعبيره لـ«عشوة تمام» يتجمع حولها الأبناء الخمسة بعد يوم عمل طويل.. ربما يتهاون ذكرى وأبناؤه الرجال فى أجرة الحمار، لكن أسماء ابنته لا تتهاون فى أجرة تصويرها، فبمجرد أن يعرض عليها أحدهم ألتقاط صورة تبتسم وتقول: الصورة بأتنين جنيه.. هتصور كام واحدة، والفلوس قبل أى صورة.