مع "مرشحة" رئاسة مصر على اليوتيوب
...............................................................
فاطمة برقجي - الجزيرة توك - خاص
سلمى الدالي، أول فيلوجر عربية تبث على موقع اليوتيوب ، لم تكن تجربتها عادية، فقد استهلتها بإعلانها الترشح لمنصب الرئاسة المصرية متخذة من "البطة" شعارا لها. اختارت سلمى مبدئيًا ثلاث شخصيات لمناصب وزارية مهمة : أبوتريكة لحقيبة الخارجية, والداعية الإسلامي عمرو خالد وزيرًا للمالية, أما وزارة الإعلام فطلبت أن تتولاها بنفسها إضافة لمهامها الرئاسية بحكم دراستها وتخصصها. وقد بلغ عدد مشاهدات فيديو ترشحها أكثر من 30000مشاهدة تقريبًا. كما أنشئت صفحة لسلمى على الفيس بوك لدعم ترشحها للرئاسة بلغ عدد أعضائها أكثر من 3600 عضو. وعلى الرغم من الطبيعة التهكمية لحملة سلمى الانتخابية، إلا أن الموضوع يستمر في أخذ أبعاد جديدة، وطرح أسئلة عدة كان آخرها نشر صحيفة "روز اليوسف" صورة لسلمى إلى جانب صورة محمد البرادعي تحت عنوان "الرئيس محمد" و "الرئيسة سلمى"!
الجزيرة توك : في البداية عرفينا عن نفسك .. من هي سلمى الدالي؟
- أنا سلمى بنت الناس الطيبين
الجزيرة توك : لماذا تركتِ أرض الوطن مصر وانتقلت للولايات المتحدة الأمريكية؟
- لأتم دراساتي العليا في مجال الإعلام. أنا أدرس الماجستير في أحدى الجامعات الأمريكية. وإن شاء الله في غضون شهور قليلة مع دعواتكم، سأعود لأرض الوطن.
الجزيرة توك : من أين أتتكِ فكرة التدوين عبر اليوتيوب؟وافتتاح صفحة الفيس بوك؟
- أدرس الإعلام في عصر الإنترنت كأحد المواد الخاصة برسالتي. والتدوين المرئي يعتبر من أهم نقاط هذا التغيير. أما صفحة الفيس بوك فهي وسيلة للتفاعل مع أشقاء الوطن،وعرض وجهات نظر خاصة بقضايا الوطن مصر.
الجزيرة توك : ما هدفك من هذه الفيديوهات ؟
- حث الشباب على المشاركة السياسية الفعالة. وكيف يجب علينا أن نتعلم حقوقنا قبل واجباتنا.
الجزيرة توك : هل سترشح سلمى نفسها للانتخابات الرئاسية فعلاً ؟
- أنا عمري الآن 30 سنة، "يعني لسة صغيرة" على المنصب.
الجزيرة توك : الفيديو الذي أعلنت فيه ترشحك للرئاسة كان مزيجًا مدهشًا من "خفة الدم"، والثقافة العالية, كيف قمتِ بإعداده؟
- يا صديقتي، ليست ثقافة عالية، وإنما هو إحساس بهذا الوطن. كل ما ذكر في الفيديو يستطيع أن يقوله أي مواطن مصري، بل هم يقولونه كل يوم ولكن الفرق أني وجدت من يسمعني هذه المرة.
الجزيرة توك : هل توقعتِ هذا الانتشار الواسع لفيديوهاتك؟
- في الحقيقة لا، وإن كان هذا يدل على وعي سياسي، أو هكذا أمنِّي نفسي.
الجزيرة توك : هل كنتِ ستقدمين على نشر هذه الفيديوهات لو كنت في مصر وليس في الولايات المتحدة الأمريكية؟
- هذا السؤال يحيرني أنا شخصياً. أولاً هل كنت سأقوم بهذا الفيديو لولا دراستي لهذه المادة؟ التي تحتم وجودي في أمريكا لدراستها. أعلم أنه رد دبلوماسي. يا عزيزتي إذا كنتِ تقصدين مساحة الحرية،أنا أعتقد وقد أكون مخطئة أن في مصر الآن ما يسمح بقدر هائل من الحرية، ولكن كيف نستخدمها لصالحنا؟! وكيف نتخلص من شبح الخوف؟.
الجزيرة توك : أنتِ أول فيلوجر مصرية, برأيك لماذا لم تنتشر ظاهرة الفيولوجرز في العالم العربي عامة ومصر خصوصا بينما نلاحظ في المقابل آلاف المدونات - المكتوبة - العربية والمصرية؟
- "الناس معهاش فلوس تشتري كاميرا".يا فاطمة لقد تعودنا في العالم العربي على الخوف من الجهر بآرائنا الشخصية وجهًا لوجه، حتى في أبسط الأمور. لم يستخدم التدوين المرئي في وطني العربي إلا في بعض الحوادث المؤسفة. ولكل شيءٍ بداية ولعل البداية تكون صالحة. ولا تنسي أننا مجتمعات متحفظة أيضا،لا تقبل فيها هذه القفزات بسهولة.
الجزيرة توك : لماذا برأيك نرى اختلافاً في استخدام الشباب لموقع اليوتيوب في العالم العربي والعالم الغربي؟
- نحن نستمع للأغاني في اليوتيوب، أما هم فيعيدون تشكيل ثقافة مجتمع. لقد شاهدت عشرات المدونات المرئية في أمريكا،منها التثقيفية والإرشادية والتعليمية ومنها ما يلقى في سلة المهملات.
الجزيرة توك : ما الدور الذي قد تلعبه الشبكات الاجتماعية وموقع اليوتيوب في الحياة السياسية المصرية؟
- نحن نواكب العصر،وإذا كانت حكومتنا المصرية الالكترونية فكيف لا يكون الشعب الكتروني!؟، وكل من يستهين بهذا الحراك السياسي على الشبكات الاجتماعية، مغلق ذهنياً. العالم يتقدم ونحن نتقدم معه. وهناك أمثلة للعديد من الدول التي يلعب فيها هذا التغيير دوراً كبيراً. مثلاً رغم غلق الموقع في بعض البلدان إلا أن أخبارها ما زالت تصل إلى العالم كله من خلال هذه الشبكات. محدود الخيال من ينكر أن العالم أصبح قرية صغيرة الآن شئنا أم أبينا.وتحرك الوعي نحو استخدام هذه الشبكات هو دليل على الصحة السياسية.
الجزيرة توك : هل تعتقدين بأن المعارضة الالكترونية بجميع أشكالها قادرة على إحداث تغيير فعلي على أرض الواقع؟
- المعارضة الالكترونية هي أرض الواقع أيضا!
الجزيرة توك : توفقت في الفترة الأخيرة عن التدوين في موقع اليوتيوب, هل يرجع ذلك إلى أي ضغوطات سياسية أو اجتماعية؟
- بل هي ضغوط دراسية. أنا أعشق الكتابة فهي لغة حوار مثقف واعٍ، وأدون الكثير من كتاباتي. وللأمانة أنا أوفر في الوقت والجهد. ولم أتوقف بل تأخرت عن التدوين المرئي. مازال لدي الكثير لأرويه.
الجزيرة توك : ما هي مشاريعك المستقبلية؟
- الماجستير أولاً إن شاء الله، لأني تعبت من الغربة وأتمنى العودة لأرض الوطن. الدكتوراه في مجال السياسة والعلاقات الدولية لاحقاً بإذن الله .
الجزيرة توك : أهناك كلمة توجهينها لشباب مصر والعالم العربي؟
- شباب مصر أيها الأخوة والأخوات، في السابق كنت أعتقد أني وحيدة في عالم كبير. ولكن الآن أنا على يقين أن هناك الكثيرين ممن يحملون هموم هذا الوطن في هذا العالم الصغير. أشكركم على جعلي فخورة بكم. وإنه لمخطئ من يتخيل أن شباب وطني ليس على القدر الكافي من المسئولية ليحمل على عاتقه حب مصر. شباب الوطن العربي، أعذروني إذا كنت لا أجد فرق بينكم وبين أي مصري. فمنكم من يربطنا به رباط الدم ومنكم من هم أغلى ممن يربطنا بهم رباط الدم. أنه لرب واحد، وطننا واحد، وهمنا واحد.
لقد تربينا على أن لا فرق بين مصري وسوري وجزائري ولبناني وليبي وسوداني وأردني وإماراتي وكويتي وعراقي وعماني ومغربي وتونسي وموريتاني ويمني وفلسطيني و..وإلى آخر الأحباب.
وإذا اختلفنا فما هو إلا اختلاف في سياسات دول وحكومات، لا تعني شعوبنا ولا تفرق بيننا. أعلم كما تعلمون ما يمر به الوطن العربي من محنة، وأتمنى أن نتكاتف نحن لا حكامنا في إقالة هذا الوطن من عثرته. تذكروا جميعكم أن في الاتحاد قوة، وأن الرباط بيننا هو أقوى وأعز ما نملك. ولكم في الاتحاد الأوربي عبرة.
الجزيرة توك : سؤال أخير .. لماذا اخترت رمز البطة ؟ !
- "عشان العوامة تبقى شييك!"