مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 أعتصام المعاقين أمام مجلس الشعب المصرى
...............................................................

صابرين من على الكرسى المتحرك: ما ينفعش نخاف بعد كده‏

بقلم: نيرة الشريف
......................


«مبقاش ينفع إن حد يخاف».. أنا لما قررت أعتصم مكنتش خايفة من الأمن، ولا كنت خايفة من البهدلة والقعدة فى الشارع على الرصيف لمدة ربنا وحده اللى يعرف هتبقى أد إيه» هكذا بدأت صابرين رزق (41 عاما) حديثها عن الاعتصام أمام مجلس الشعب.

«عارفة إن عندنا ظروف خاصة، إن بهدلتنا هتبقى أصعب من بهدلة أى حد، لكن ماينفعش نخاف مفيش بهدلة أكتر من إن الحال يوصل بينا إننا مش لاقيين العيش الحاف ولا قادرين نوفر ثمن العلاج» صابرين واحدة من عشرات المعاقين المعتصمين أمام مجلس الشعب، احتجاجا على منع محافظة القاهرة التصريح لهم بإقامة أكشاك.

أصيبت صابرين بمرض شلل الأطفال منذ أن كان عمرها 9 أشهر وتسبب لها فى إعاقة حركية فى ساقيها، لم تتزوج صابرين، وظلت فى عناية والدها حتى توفى لتجد نفسها وحيدة مع والدتها المسنة فى شقة من حجرتين بأرض اللواء، وليس لهما عائل «الأزمة الكبيرة فى المصاريف.. غير الأكل والشرب عندنا الكارثة فى مصاريف الأدوية، أنا ووالدتى بنحتاج أدوية بأكتر من 300 جنيه فى الشهر، والدتى عندها ربو مزمن وخشونة فى الرقبة، وأنا عندى شلل أطفال وخشونة فى الرقبة».

تضيف صابرين قائلة «عندى أخين وأختين، طبعا البنتين اتجوزوا وانشغلوا فى حياتهم، الولدين اشتغلوا صنايعية، ما لهمش دخل ثابت، رزقهم يوم فوق ويوم تحت، ورغم كل ده كانوا بيحاولوا يساعدونا، عندهم بيوتهم وأولادهم اللى محتاجين لكل قرش فى دخلهم، لكنهم رغم كل شىء حاسين بمسؤوليتهم تجاهى أنا وأمى، فبيساعدونا باللى بيقدروا عليه.

صحيح مبيكونش مكفى لأى حاجة لكن ده اللى يقدروا عليه، بيبقى هاين عليا أقولهم يخلوا فلوسهم معاهم عشان خاطر ولادهم، لكن إحنا برضه محتاجينها وآهى نواية تسند الزير..

أنا باخد معاش من الضمان الاجتماعى، بدأ بحوالى 50 جنيه وبعدها وصل لـ 80 جنيه، وفضل ثابت عليها لفترة طويلة، لغاية ما وصل لـ 115 جنيه من شهرين بس، وهى دى الزيادة اللى نشفوا ريقنا عليها.. ممكن 115 جنيه يعملوا إيه؟ دول حتى مش محصلين نص ثمن العلاج».

لم تكتف صابرين بالجلوس فى المنزل، حاولت كثيرا أن تجرب حظها فى سوق العمل «لما لاقيت الدنيا وصلت لكده فكرت أشتغل، كنت بعمل مشغولات يدوية وببيعها.. بس برضه مش بتجيب دخل يعيش.. بس قلت آهو نواية تسند.. كنت عايزة أعمل أى حاجة عشان أوفر مصاريف أكلنا وشربنا وعلاجنا أنا وأمى من غير ما نمد إيدينا لإخواتى.

أنا كان نفسى فى كرسى كهربا أتحرك عليه، بس ده أجيبه إزاى ولا منين؟ حاجة حتى مفكرش أحلم بيها عشان ثمنه غالى أوى، ويمكن يوصل لآلاف، اكتفيت بكرسى عادى وجهاز بلبسه فى رجلى بيساعدنى، بلبسه من وأنا صغيرة بس بدأت من سنة كده أحاول أستغنى عنه لأنه بيتعبنى، وأكتفى بالكرسى العادى.

بعد كل التعب ده فكرت أعمل كشك وأقف أبيع فيه أى حاجة، زميلى ساعدنى فى إنى أكمل ورقى وراح يقدمه فى المحافظة، بس جه يقولى إنهم قفلوا باب التراخيص ومش بيصرحوا بيها خلاص، سكت وسلمت أمرى لله، الكلام ده كان من حوالى سنتين، وقلنا شوية ونجرب تانى، مقداميش أى طريق تانى آكل بيه عيش لأنى حتى معرفتش أتعلم، وقفت فى التعليم لغاية الإعدادية، وبعدها دخلت فى دوامة عمليات عشان أخف وأقف على رجلى بس كلها فشلت..

بعد سنتين قلت هحاول تانى فى موضوع الكشك، بس المحافظ اتعامل معانا وحش ورفض حتى يقابلنا، فقررنا نعمل أعتصام قدام مجلس الشعب عشان نحسس الناس بينا شوية، لما جينا لقينا فى اعتصام بادئ فعلا، وانضمينا له.

أدينا بقالنا أسبوعين موجودين هنا.. متهيألى ماينفعش نمشى من غير ما الناس تحس يعنى إزاى نكون مش لاقيين ثمن علاجنا ولا أكلنا.. ومش قادرين نعمل حاجة عشان حالتنا الخاصة.. عايزين يوصلونا لأننا نشحت.. بس أنا عايزة أشتغل عشان ما أمدش إيدى لإخواتى، فمش همدها للغريب.. وهطلب حقى وهآخده».


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية