مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 
...............................................................

 

جورج مارشال

 

بقلم : غريب المنسى
........................

 جورج مارشال مدير هيئة العمليات العسكرية الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية كان شخصية تخطيطية فذه فى عصره .. فعندما اختاره روزفلت لهذا المنصب ليقود ثمانية مليون جندى وضابط متخطيطا حوالى ثلاثين ضابطا فى سلم القيادة لم يكن اختيارا بالصدفة .. ولكنه اختيار منطقى جدا .. فللرجل قدرات تخطيطية جبارة.. فقد قسم مارشال قواته الى ثلاث أقسام : قوات برية وقوات جويه وقوات للامداد هذا فضلاعلى أنه وضع فى القيادة نخبة من أكفأ الضباط اللذين عرفهم خلال مراحل خدمته فى التشكيلات الميدانية.. وكانت فلسفته بسيطه : وهى الكفأة وليست الأقدمية التى تجلب النصر سواء كان عسكريا أو دبلوماسيا أو تجاريا !! وبعد الحرب العالمية الثانية تولى حقيبتى الخارجية والدفاع بناء على رغبة الرئيس هارى تورمان .. ومن أهم المهام التى كلف بها هى التخطيط لاعمار أوربا المهدمة بعد الحرب العالمية الثانية فيما سمى ' مشروع مارشال '. وكان جورج مارشال أشد معارضي ترومان و مشروعه بانشاء اسرائيل، والمعروف أنه لم يتكلم قط مع الرئيس ترومان بعدها.
          
بكل تأكيد يختلف عالمنا اليوم عن عالم جورج مارشال، وهارى ترومان عندما جندوا الشعب الأمريكى فى برنامج مثيرلإعادة بناء أوروبا التى خرجت مدمرة من الحرب العالمية الثانية ولكن عندما نفكر فى تعمير مصر لابد أن يقفز الى الذهن مشروع مارشال لأنه مشروع شامل ومتكامل وواضح المعالم والأهداف . بدأ مشروع مارشال لاعادة بناء أوربا فى ابريل سنة 1948 وانتهى فى عام 1957 وقامت الولايات المتحدة بمساعدة الدول  الأوربية على النحو التالى : انجلترا : 3.6 مليار دولار - فرنسا: 3.1 مليار دولار - ايطاليا :1.6مليار دولار - المانيا الغربية : 1.4 مليار دولار - هولندا : مليار دولار - اليونان : 800 مليون دولار - النمسا :  700 مليون دولار بلأضافة الى 2.4 مليار دولار أخرى تم توزيعها على مجموعة دول أوربية أخرى : بلجيكا- الدنمارك - أيرلندا - ايسلندا - يوغوسلافيا - لكسمبورج - النرويج -البرتغال - السويد - سويسرا - تركيا .


فى النمسا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945  كان هناك دمار شديد ، تجمع الناس فى فرق عمل وظلت تعمل يوميا مجانا لمدة طويلة لرفع الأنقاض
 

ومشروع مارشال كان خطة ذكية لبناء اقتصاد أوروبا وفى نفس الوقت لانعاش الاقتصاد الأمريكى وفتح أسواق جديدة للمنتجات الأمريكية. فالولايات المتحدة أعطت أوربا مال بشرط أن تقوم بشراء المنتجات الأمريكية - سواء انتاجية أو استهلاكية - وأستخدمت العائد فى اعادة البناء وبذلك يمكن القول أنه اتفاق افاد الطرفين. فمثلا  انجلترا  حصلت على بضائع أمريكية بقيمة المساعدة وهى  3.6 مليار دولار  قامت  ببيعها بانجلترا وحصيلة البيع تم وضعها  فى حساب لأعادة أعمار انجلترا وهكذا فعلت كل دول أوروبا .

قيمة المساعدات التى تلقتها أوربا من خلال مشروع مارشال بلغت 13.1 مليار دولار وهى باسعار سنة 2007  تعادل 75 مليار دولار ولكن الدول الأوربية استغلت المبلغ جيدا فى اعادة البناء فالمخصصات الأمريكية كانت هى الجزء الأصغر فى اعادة التعمير أما الجزء الأكبرمن تكلفة اعادة التعمير وقع على كاهل شعوب أوروبا واليابان .. فالعزيمة والتصميم والأخلاص والرغبة فى بناء بلدانهم كانت الحافزعلى التضحية والصبر والنتيجة كما نرى الأن !!

وبمقارنة سريعة فمصر حصلت على 130 ملياردولار من الخارج على هيئة منح وعطايا وقروض فى الثلاثين عاما الأخيرة .. ولم تستخدم للأسف لبناء مصر وانما ضاعت هباء نتيجة سوء الادارة وعدم الترشيد وغياب الهدف القومى .. والنتيجة كما نراها ويراها العالم معنا : فقر - بطالة - عمالة أطفال - أطفال شوارع - مرافق سيئه - الخ الخ !!!!!

الهدف هنا ليس البكاء على اللبن المسكوب بقدر ماهو دعوة وطنية مخلصة شريفة فى أن نبدأ بخطة جديدة واضحة المعالم مبنية على أسس علمية وتنفذ بشفافية بعيداعن الفساد لمدة 20-30 سنة القادمة ليتم اعادة بناء مصر بالشكل الصحيح وبالتدريج وكفانا ارتجال وفوضى وجهل وفساد وأنانية اذا ما أردنا مستقبل أفضل للأجيال القادمة .

فى 1994 أجرى جون بى. بولسون John P. Powelson أستاذ الاقتصاد بجامعة كلورادو دراسة عن التنمية السياسية والاقتصادية فى مختلف أنحاء العالم، وخلصت الدراسة إلى أنه على الرغم من اختلاف الأنظمة الثقافية والعقائدية، هناك خاصية أساسية عامة لازدهار جميع المجتمعات: إن الأمم التى ازدهرت ووفرت لشعوبها حياة أفضل على مرالعصور لم تكن الأمم ذات القوة المركزية، بل كانت الأمم التى تستمد قوتها الأصلية من القاعدة العريضة، وتعطى القوة لمن يستحقها ولا تمنحها لأحد. هذه الخاصية موجودة بصرف النظرعن الاختلافات فى الجغرافيا أوالموارد الطبيعية وعن الفروق الثقافية أو العرقية أو الدينية. وحيثما انتشر نطاق القوة واتسعت قاعدته نشأت سيادة القانون، وحماية حقوق الملكية، والحرية الاقتصادية والدينية. أما الأمم التى يضيق فيها نطاق القوة، فإن الفقر يسيطر على شعوبها وتظل اقتصادياتها متخلفة.  وأكبر مثال على هذا الكلام هو الواقع الحالى فى مصر.


حكمة للتأمل : مثل انجليزى

لاداعى للبكاء على اللبن المسكوب

   Do not cry over spilt milk



 

06/11/2014

مصرنا ©

 

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية