مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 
...............................................................

بقلم : غريب المنسى
...............................

فى الدول الصناعية و بالدرجة الأولى أوروبا والولايات المتحدة سيتم توفير أحتياجات الطاقة للمصانع من خلال ألواح الطاقة الشمسية على أسطحها.

قالت وكالة تابعة للأمم المتحدة أن الأستثمارات العالمية فى الطاقة المتجددة بلغت 148 مليار دولار عام 2007 . أستحوذت طاقة الرياح على 50,2 مليار دولار والطاقة الشمسية على 28,6 مليار دولار وأغلب الأستثمارات كانت فى الأتحاد الأوروبى و الولايات المتحدة علما بأن الصين و الهند و البرازيل أجتذبت 26 مليار دولار بينما كان نصيب أفريقيا 1,3 مليار دولار فقط و من المتوقع أن ينمو قطاع الطاقة المتجددة إلى 600 مليار دولار عام 2020.

يقول العلماء أن الطاقة الشمسية يمكن أن تكون المصدر الأول للكهرباء بحلول نهاية القرن وأنة فى البلدان التى تقع ما بين 15 ـ 20 درجة فوق و تحت خط الأستواء يكون أستعمال الطاقة الشمسية الأكثر فائدة من الناحية الأقتصادية بسبب توافر أشعة الشمس لساعات طويلة يوميا بالأضافة إلى وجود أماكن كافية لأنشاء محطات توليد الطاقة الشمسية.

يرى "براناف ميهتا" من 'مجموعة "سبيس أيلاند" لتطوير أقمار الطاقة الشمسية، أن حل أزمة الهند لشح الطاقة الكهربائية لايمكن على وجه الأرض، بل إقامة أقمار صناعية لجمع الطاقة الشمسية من المدارات 'جيوسينكرونوس geosynchronous' على بعد 22 ألف ميل في الفضاء. وتبعث تلك الأقمار الصناعية ميجاوات من الطاقة الشمسية، بترددات كهروميغناطيسية ، إلى أجهزة استقبال، حيث يتم تحويلها إلى كهرباء وتنقل عبر قضبان الطاقة. وهذا ، يعني فيضاً لا ينضب ومتواصل،على مدار الساعة، من الطاقة الكهربائية المتجددة. واليابان و روسيا والصين والاتحاد الأوروبي والهند، مهتمون بمفهوم توليد الطاقة من الفضاء،و ستجرى اليابان اختبار محدود في هذا الصدد في المستقبل القريب.

خبراء الطاقة وجدوا أن كل أحتياج البشرية من الطاقة يمكن تغطيتها لو تم أستعمال 1 % فقط من مساحة الصحراء لبناء محطات توليد طاقة شمسية. وأن أشعة الشمس على متر مربع واحد فى شمال أفريقيا تحتاج ليومين بالصيف و 3 أيام بالشتاء لتعطى لنا طاقة تعادل 1 لتر من زيت التدفئة. بينما تحتاج لأقل من يوم بالصيف و يومين بالشتاء لتعطى لنا طاقة تعادل 1 كيلو فحم. بالأضافة إلى أن سعر الطاقة الشمسية مستقر و لا يتغير.

الاتحاد الأوروبى عنده خطط فعلا لبناء محطات طاقة شمسية ضخمة فى صحراء شمال أفريقيا ( مصر - الجزائر - المغرب ) لتغطية احتياجاته الكهربائيه فى الوقت المناسب و تنتظر القرار السياسى والخوف فقط من الوضع المتذبذب فى الشرق الأوسط. وقطر تقوم ببناء مجمع لأنتاج الطاقة الشمسية لينتج 3500 ميجاوات بحلول عام 2013. وأبوظبى تبنى محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية تتكلف 350 مليون دولار و ستنتج 500 ميجاوات فى عام 2009. أما مصر فستبنى مفاعل نووى فى حوالى 10 سنوات و يتكلف عدة مليارات من الدولارات لينتج 1000 ميجاوات فقط !!! وتقوم أبوظبى ببناء مدينة مصدر و هى تعتمد على الطاقات المتجددة و تؤوى 50 ألف شخص.

وفى دبى تقيم مجموعة فنادق إنتركونتيننتال فندق صديق للبيئة يعتمد في تشغيله على الشمس والرياح لتوليد الطاقة الكهربائية،ويتضمن تصميم الفندق وضع كمية من ألواح الطاقة الشمسية على السطح لاستخدامها في تسخين المياه و التكييف ، بالإضافة إلى وضع عدد من التوربينات المستخدمة في توليد الكهرباء من طاقة الرياح في المنطقة المحيطة بالفندق. والمهندس المعمارى الأيطالى ديفيد فيشر يقوم ببناء ناطحات سحاب فى دبى ( 80 طابقا) و موسكو ( 70 طابقا) و ستولد طاقتها الكهربائية بواسطة ألواح شمسية و توربينات لتوليد الطاقة من الرياح مجهزة فى وضع أفقى بين كل طابق وأخر. فى أوروبا و منذ ما يزيد عن 20 عاما يتم أستخدام الألواح الشمسية لتوليد الكهرباء و تسخين المياة و التدفئة و التكييف.

محطة توليد طاقة شمسية بالقرب من مدينة أشبيليةSevilleفى أسبانيا

فى يوليو 2008 ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن شركة جنرال موتوز ستغطى سطح مصنعها فى سرقسطة شمالى أسبانيا ب 184 ألف متر مربع من الصفائح الشمسية و يتكلف المشروع 50 مليون إيرو و يهدف إلى تامين حاجات المصنع من الطاقة و يقوم بتنفيذ المشروع شركتى 'فيوليا للبيئة' الفرنسية و 'كلير إنريجى' الأمريكية. وتنوى جنرال موتوز تاليا وضع صفائح شمسية على سطح مصنعها فى سانت بطرسبرج (روسيا) و تطبيق هذا المشروع على 19 مصنعا تملكها فى أوروبا.

الولايات المتحدة: فى عام 2007 أفتتحت محطة لتوليد الطاقة الشمسية فى ولاية نيفادا بطاقة 64 ميجاوات و توفر الكهرباء ل 14 ألف منزل و فى عام 2011 سيدخل الخدمة محطة طاقة شمسية فى ولاية أريزونا بطاقة 280 ميجاوات و ستوفر الكهرباء ل 70 ألف منزل.

ألمانيا: هى رائدة العالم فى أنتاج الطاقة الشمسية و فى عام 2007 حقق قطاع صناعة ألواح الطاقة الشمسية بألمانيا مبيعات 5,5 مليار إيرو و شكل الأنتاج الألمانى من هذة الألواح 50 % من الأنتاج العالمى.

النمسا : من الدول الرائدة فى أوروبا فى مجال الطاقة الشمسية . فى دراسة بكلية الهندسة ـ جامعة فيينا ـ النمسا هناك تفاصيل كاملة عن تحلية مياة البحر بأستخدام الطاقة الشمسية. أسم الدراسة:
Diplomarbeit Meerwasserentsalzung mit Hilfe von Sonnenenergie, Mawlood Dana, Oktober 2000.

وينبغى علينا فى مصر أن نبدأ فى أقامة محطات لتحلية مياة البحر بأستخدام الطاقة الشمسية حتى لو كانت بتكاليف مرتفعة نسبيا وأقترح البدء بمحطتين واحدة على البحر الأبيض المتوسط و أخرى على البحر الأحمر ( لأختلاف نسبة ملوحة المياة فى البحار المختلفة و هو ما يؤثر على عملية تحلية المياة) حتى نكتسب الخبرة اللازمة فى هذا المجال و نكون مستعدين للمستقبل.

أما عن طاقة الرياح فأود سرد بعض المعلومات عنها:

الولايات المتحدة : تنتج حاليا 16 ألف ميجاوات من طاقة الرياح و لديها خطط لأنتاج 300 ألف ميجاوات بحلول عام 2030 وهي النسبة نفسها التي توفرها حالياً مفاعلات الطاقة النووية بها.

الأتحاد الأوروبى: المخطط حتى عام 2020 أن 20 % من أنتاج الطاقة فى الأتحاد الأوروبى سيتم أنتاجها من طاقة الرياح.

ألمانيا: بأكثر من 18500 محطة توليد طاقة للرياح بأنتاج 20800 ميجاوات و بخطط لأنتاج 22500 ميجاوات
بحلول عام  2010 و تعتبر ألمانيا رائدة العالم فى أنتاج طاقة الرياح. و طبقا لمعهد الأبحاث الأقتصادية الألمانى فى عام 2006 يعمل فى مجال أنتاج طاقة الرياح فى ألمانيا 73 ألف شخص ويعملوا أنتاج و مبيعات تقدر ب 5,6 مليار إيرو و الأتجاة تصاعدى. وشركة طاقة الرياح الألمانية Ostwind قامت فى فرنسا ببناء أكبر حديقة توليد كهرباء للرياح فى أوروبا وتحتوى على 70 وحدة وتم أفتتاحها عام 2008.

المملكة المتحدة: يتم فى البحر أنتاج الطاقة من الرياح بصورة متزايدة ولديها خطط للوصول ل 7000 توربين لأنتاج طاقة الرياح.

البرتغال: تنتج 3750 ميجاوات من طاقة الرياح.

تركيا: اتجهت تركيا لإقامة محطات توليد كهرباء من الرياح وتبلغ تكلفة إنشاء التوربين الهوائي الذي يولد 2 - 3 ميجاوات 1.5 مليون دولار، مما أدى إلى ازدهار قطاع صناعة محطات توليد طاقة الرياح بها ، ووصلت قيمة إنتاجها في عام 2006 إلى نصف مليار دولار. ومن الدول التى تستخدم طاقة الرياح على نطاق واسع أسبانيا والهند و الدانمارك و الصين وإيطاليا. ومن الشركات العالمية المتخصصة فى طاقة الرياح شركة  Siemens فى ألمانيا وشركة General Electric فى الولايات المتحدة.

فى دراسة لجامعة ستانفورد - كاليفورنيا - الولايات المتحدة توصلت الدراسة الى أن احتياجات العالم من الطاقة وزيادة خمسة أضعاف يمكن توفيرها من خلال طاقة الرياح بدون أية أخطارعلى البيئه. واحتياجات العالم من الطاقة الكهربائيه حتى أربعين ضعف يمكن توفيرها من طاقة الرياح. وأن نسبة 2% من مساحة أوروبا تكفى لتغطية احتياجات أوروبا من الطاقة الكهربائيه بواسطة طاقة الرياح. وأسم الدراسة: Evaluation of global wind power - By: Cristina I. Archer and Mark Z. Jacobsen , 2005

أما مصر فليس لديها إلا عقد لمشروع محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 140 ميجاوات فقط و تتجه إلى بناء محطات لتوليد الكهرباء بأستعمال الغاز الطبيعى و المفاعلات النووية وهذا تخطيط ليس به رؤية للمستقبل.

و هنا أود أن ألفت أنتباة القراء الى ان الشئ المؤسف أن دول أوروبا التى ليس لديها شمس بالمقارنة بمصر بدأت تتجه إلى الطاقة الشمسية وفى مصر "أم الشمس " نتجاهلها وإن كانت هناك مشاريع فتكون بسيطة و متواضعة وأن استهلاك أى دولة من دول أوروبا الصناعية للطاقة يعادل استهلاك عدة دول عربية مجتمعة و مع ذلك تتجه أوروبا للطاقة الشمسية و طاقة الرياح و تتخلى بالتدريج عن المفاعلات النووية بينما نحن نجري وراء المفاعلات النووية ونترك الشمس و الرياح.

يجب على الحكومة المصرية التحول سريعا فى خلال السنوات القليلة القادمة للأعتماد كلية على الطاقة الشمسية و طاقة الرياح حتى إذا نفذ البترول لاتحدث لنا كارثة و يكون البديل موجود و يعمل بدون مشاكل كذلك علينا التفاوض مع الدول الأوروبية لأقامة محطات ضخمة لتوليد الطاقة الشمسية فى مصر للتصدير إلى أوروبا ويمكن أن يتحملوا التمويل بالكامل كأستثمار على أن يتم رد التكاليف كجزء من الأيرادات المستقبلية للمشروع و باقى العائد تحصل علية مصر وهذا سيعوض مصر عن عائدات تصدير البترول التى ستفقدها فى المستقبل القريب.

 

 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية