مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 
...............................................................

بقلم : غريب المنسى
...............................

توليد الطاقة من الرياح صورة مألوفة الأن فى أوروبا والولايات المتحدة نتمنى أن نراها منتشرة فى مصر قريبا

عادت سيناء الى مصر منذ عام 1982 وللأسف مازالت شبه فارغة من السكان فهم على أحسن الفروض لايتعدون 380 ألف نسمة فى بقعة أرض ممتازة مساحاتها 61000 كم مربع وهى مليئة بالبترول وأجود أنواع الرمل لصناعة الزجاج وأجود أنواع الحجرالذى يصنع الرخام والجرانيت وفى باطنها الفيروز والنحاس !!

 وعندما تشكوا الحكومة المصرية من الانفجار السكانى فى مصر فهذا أكبرمثال على القصور الذى يرقى لمستوى الخيانة. فلو كانت سيناء مازالت محتلة اسرائيليا لكنا قد رأينا على الأقل 2 مليون اسرائيلى - وهم حوالى ثلث سكان اسرائيل - منتشرين فيها يزرعون ويستصلحون.أما نحن وبعقلية السمسارالجاهل فكرنا فقط فى السياحة !! التى قد تدر دخلا سريعا والذى قد يزول لأى سبب وبسرعة ونسينا التعمير والتخطيط لمستقبل الأجيال القادمة والذى دفع ثمنه شهداء الحرب التى حررت سيناء وأعادتها الى مصر.

فى حروب 1956 و 1967 احتلت اسرائيل سيناء بسهولة وسرعة نظرا لأنها شبه فارغة من السكان وفى حرب 1973 استطاعت اسرائيل فى عملية ثغرة الدفرسوار العبور الى غرب القناة فى أقل من 18 ساعة!! ولكن عندما حاولت التقدم باتجاه المناطق ذات الكثافة السكانية فى مدينة السويس اصطدمت بالمقاومة الشعبية. والنقطة هنا هى أن وجود سيناء شبه خالية من السكان يجعلها مطمع للغزاة ودائما جاء الغزاة الى مصرعبر التاريخ من سيناء.

والتاريخ القريب يثبت أن من أحد أهم اسباب انسحاب اسرائيل من قطاع غزة هو الكثافة السكانية فى القطاع . وانسحاب اسرائيل من جنوب لبنان فى صيف سنة 2000 يرجع أيضا للكثافة السكانية والتواجد المكثف لمقاتلى حزب الله فى الجنوب وهذا أكبر دليل على أهمية الكثافة السكانية فى حماية الأمن القومى للدول .. فالجيوش قد تنهزم أو تنسحب من أرض المعركة ولكن الشعوب تبقى صامدة ولا تترك مكان اقامتها بسهولة .

فلماذا لانتعلم من خبرات الماضى ونترك سيناء شبه فارغة من السكان ليسهل احتلالها بأقل مجهود وبأسرع وقت ولأطول فترة ؟ فى حين أن هناك ملايين بالداخل فى حاجة لفرص اقامة وعمل يمكن تدبيرها لهم فى سيناء لو لدينا النية فى التغيير .. فعددنا سيصل الى مائة وستون مليونا نسمة فى سنة 2050 وهى فترة قصيرة جدا فى تاريخ الشعوب فكيف سنواجه هذه المشكلة الحادة والتى سوف تواجهنا سواء رضينا أم لم نرضى؟

وقبل أن نتطرق لموضوع تعمير سيناء يجب أن نتفهم جيدا وضع بدو سيناء وقطاع غزة المحاصر من اسرائيل تاريخيا لأنه مهم جدا فى أى عملية تعمير لهذه البقعة الاستيراتيجية المصرية المهمة .

فى القرن الثامن عشر كان أغلب الذين استوطنوا بصحراء النقب بفلسطين هم بدو سيناء لذلك فأصول البدو والترابط الأسرى والعشائرى  موجودة على ناحيتى الحدود . فأفراد العائلة الواحدة قد يكون نصفهم فلسطينى والنصف الأخرمصرى وهذا يعتمد على وقت وجودهم ساعة التقسيم الانجليزى والاحتلال اليهودى للمنطقة. ومن المعروف تاريخيا أن معاملة الحكومة المصرية ومنذ أيام محمد على  لبدو سيناء كانت قاسية وتتسم بالعنف والشك  والتمييز العنصرى مع انهم مواطنون مصريون ولهم حقوق وواجبات ككل البشر ولكنهم فئة مهمشة والى يومنا هذا ويعيشون فى احياء فقيرة بجوار أماكن السياحة .

الصحفى الفلسطينى زكى شهاب فى كتابه عن حماس " Inside Hamas" عبر لصحراء سيناء والتقى بدو سيناء ووصف وضعهم الاقتصادى والاجتماعى المزرى .. فالحكومة المصرية استولت على اراضيهم لاقامة مشاريع سياحية للصفوة وشاركتهم فى مياههم  ومصادر رزقهم ومع ذلك تعاملهم بمنتهى الشك وكأنهم مواطنون بلا دين ولا أخلاق ولا انتماء !! وأكبر دليل على ذلك هو أنه بعد تفجيرات شرم الشيخ فى يوليو 2005 وتفجيرات دهب فى ابريل سنة 2006 تم اعتقال بدو سيناء عشوائيا وتم تعذيب ما يزيد عن 2500 بدوى واحتجازهم بدون اتهام وكأنهم فى جوانتانامو وطبعا هذا يولد شعوربالكره تجاه الدولة وعدم الانتماء. ولعل ارتفاع نسبة وفيات الأطفال والبطالة والأمية وانخفاض متوسط عمر الفرد والمعاناة تجعل بعض من البدو يرغبون فى عودة اسرائيل لسيناء فهى على الأقل كانت توفر شوارع ونظام صحى لهم !! هل يعقل أن نكون فى القرن الواحد والعشرين وقطاع من المواطنين المصريين يعامل بهذه الطريقة ؟ العملية فى حاجة الى نظرة عميقة للواقع والمستقبل لهؤلاء البدو خاصة .. وللمصريين عامة اذا ما أردنا النهوض .

ان توطين بدو سيناء فى مستوطنات ومدن مشتركة مع المصريين القادمين من الوادى واعطائهم أولوية فى فرص العمل فى سيناء قد يحتاج الى جيلين على الأقل حتى تحدث عملية اندماج كامل ولكننا سنحل هذه المشكلة بطريقة جذرية .

أيضا التبادل التجارى بين أهالى رفح والعريش من جهة وأهالى غزة من شأنه أن يخفف العبء على الفلسطنيين المحاصرين فى القطاع وسينعش الحركة التجارية والاقتصادية لهؤلاء البدو علما بأن اسرائيل تستفيد من 3.5 مليار دولار سنويا من حجم التجارة مع قطاع غزة. ففتح الحدود بين مصر وقطاع غزة فى صالح مصر . ويمكن للحكومة المصرية انشاء منطقة حرة تجارية - بدون ضرائب ولا جمارك - على هذه الحدود حتى تنعش الوضع الاقتصادى فى هذه البقعة المهملة والمحاصرة بالعدوالتقليدى الذى هو الفقر والحرمان من الفرص الشريفة.

قد يكون من مصلحة اسرائيل أن تكون سيناء فارغة من السكان ولكن ليس من مصلحة مصر أن تكون سيناء بلا سكان وبالتالى ينبغى علينا أن نفكر فى توطين عشرة مليون مصرى على الأقل فى خلال العشرة سنوات القادمة وحتى لو احتاجت عملية التوطين ضغط ميزانية الجيش فى بناء مستوطنات ومشاريع زراعية مدروسة لأن هذا التوطين هو الوجه الأخر لحماية مصر سلميا وجعلها منطقة آهلة بالسكان لهم حماية دولية وقانونية لايستهان بها .

لايوجد فى اتفاقية السلام مع اسرائيل أى بند يمنع مصر من تعمير سيناء ولا يوجد بها أى بند يحرمنا من الهجرة الى الشرق التى قد يكون خيارا مهما لنا لابديل عنه فى السنوات القريبة القادمة.

حكمة للتأمل :  مثل انجليزى ..

أذا أردت السلم فكن على استعداد للحرب .
If you want peace, be prepared for war

 

بنود معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية

06/11/2014

مصرنا ©

 

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية