غزة .. حرب المخدرات
...............................................................
| |
حصار يمنع الطعام ويسمح بالمخدرات ... تنامي ظاهرة إدمان المسكنات بين شباب قطاع غزة | |
بقلم : عادل الزعنون
........................
يحاول سائد مواجهة ضغوطات الحياة واعباء الحصار الاسرائيلي المفروض للعام الثالث على قطاع غزة بتعاطي عقاقير ومسكنات تحتوي بعضها على مواد مخدرة محظورة من قبل حكومة حماس التي تشن حملة لمكافحتها.
ويشير مختصون الى ان هناك اقبالا في استخدام العقاقير المسكنة لا سيما ان مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة يعيشون بدون افق سياسي واضح.
وبدات رحلة الادمان مع سائد وهو طالب جامعي في العشرين من العمر عندما رسب في الثانوية العامة (التوجيهي) وتعرض للضرب من والده وارشده صديق الى تناول قرص من عقاقير "الاترمال" المخدرة.
ويقول الشاب وهو انيق المظهر "تناولت حبة واحدة وشعرت بالارتياح وبعد ايام بدات تناول حبتين حتى وصلت الى ثلاث حبات من الاترمال وشعرت انني لا استطيع تركها".
ويضيف الشاب الذي لجأ الاسبوع الماضي الى مصحة نفسانية للعلاج والتخلص من "مصيبة الادمان" انه "من الطبيعي ان يمر اي شاب بالطيش ..الخطير اصدقاء السوء يدلونك على هذا الطريق الوعر وبالتدريج دون ان تدرك المخاطر.. هربت من مشكلة اهانتي من والدي ودخلت في مشكلة الادمان".
ويعزو الاخصائي النفساني سمير زقوت لجوء الشباب لتعاطي المخدرات او العقاقير التي تحوي مواد مخدرة نتيجة "الصدمات النفسية بسبب الحصار والعدوان واستمرار الانقسام (الفلسطيني) فيندفع الشباب للتخفيف عن الالم والحصول على الهدوء".
وبينما كان زقوت يحاول مع مختصين نفسانيين في عيادة برنامج غزة للصحة النفسية متابع معالجة خمس حالات ادمان، حذر من "حالة ترقب حرب اسرائيلية جديدة لدى الناس في غزة ما يجعلهم في حالة قلق وتوتر دائم اضافة للبطالة والفقر"
ويقر ابو عبد الله (45 عاما) ان "قلة العمل" دفعته الى تناول الترامال.
ويضيف "انا عاطل عن العمل منذ ثلاث سنوات ولا استطيع تلبية مطالب اولادي تلاميذ في المدرسة..في البداية تناولت حبة ترامال واحدة حصلت عليها من اصدقاء وفعلا شعرت بالراحة وصرت اتعاطى خمس حبات يوميا ولم يكن حينها ممنوع اما الان ممنوع من الحكومة (المقالة) واحاول التخلص منها".
وحظرت وزارة الداخلية التابعة لحكومة حماس تعاطي او بيع العقاقير التي تحوى مواد مخدرة مثل "الترامال" من دون وصفة طبيب.
وعرضت شرطة الحكومة المقالة امام الصحافيين في غزة مائتي "فرش حشيش" وكمية من عقاقير "الترامال التي ضبطتها حديثا .
ويقول سامي ياغي الضابط المسؤول في ادارة مكافحة المخدرات في شمال غزة "نحارب بلا هوادة على تجارة المخدرات واستطعنا القضاء على تجارة وتعاطي الكوكايين كليا لكن نواصل التحريات لضبط مروجي الحشيش والترامال وهو من العقاقير الخطرة".
لكن هذا الضابط الذي كان يعبر عن فخره بضبط كميات من مخدرات الحشيش والبانغو يشير الى عدم التمكن من تجاوز ابرز عقبة تواجه حكومته وهي "عدم التحكم في المعابر التي يستغلها العدو الاسرائيلي ويدخل ما يشاء ..من المخدرات" مضيفا "وهناك طرق اخرى لادخال المخدرات مثل الانفاق او عملاء اسرائيل عبر البحر".
ويقول صيدلاني في غزة "كل يوم ياتي شبان لشراء ادوية مهدئة مثل الترامال لكننا لا نبيعهم من دون ان يكون بحوذتهم وصفة طبيب مستشفى".
ويقر بان بعض الشبان يحصلون على المهدئات والمسكنات من السوق السوداء رغم ان سعرها تضاعف بعد منعه من قبل الحكومة في غزة.
ابو عبد الله اكد ان "اسعار المهدئات كانت رخيصة جدا قبل حظرها حيث يبلغ سعر شريط يحتوي على 10 اقراص ترامال 10 شواقل ( 2.5 دولار) مقابل خمسة اضعافه بعد حظرها.
وتعتقل شرطة حماس التي تواصل حملاتها بالتفتيش، من تضبط معه كميات من المسكنات "المحظورة" للتعاطي او التجارة ويتم احالتهم للمحاكمة.
وقد اصيب شاب في العشرينات من عمره بفشل كلوي بسبب تعاطيه المسكنات بافراط. ويقول الطبيب المعالج "اكتشفنا ان الشاب قد تعاطى لتوه ثماني حبات من ترامال وبقي قرصين في جيبه فطلب من صديقه الذي نقله للمستشفى بالتبرع بالقرصين لفقير" وتابع "الشباب بحاجة لتوعية".
وكشف زقوت ان الكثير من المواطنين في غزة يعانون من مشاكل نفسية وتوتر وضغوط اثر الحرب الاسرائيلية الاخيرة في نهاية ديسمبر و يناير الماضي.
وشدد على ان الحل "لا يكمن في القاء المشكلة على الاحتلال ..نحن بحاجة الى خطة متكاملة خصوصا من وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية والمؤسسات المدنية لارشاد وتوجيه شبابنا وتحقيق الوقاية رغم ان نسبة متعاطي المخدرات قليلة".
06/11/2014