القدس .. ألو يا أمم
...............................................................
| |
الأقصى فى خطر | |
بقلم : سليمان بشارات
...........................
بيدين ترتجفان قلقاً.. وبعبرات أثقلها الحزن على فراق الزوجة والأولاد.. غادر "نصر" المقدسي منزله في مدينة القدس المحتلة لأداء فريضة الحج هذا العام.. لكنه لم يكن يعلم أنه فور مغادرته سيصبح ذلك البيت أطلالا يبكيها عند عودته من الديار الحجازية.
وبعد مغادرة الحسيني لأداء الفريضة المقدسة، باغتت قوات الاحتلال بجرافاتها ظهر الثلاثاء 17-11-2009 منزل عائلته في واد قدوم بحي "راس العامود" بالقدس الشرقية، وشرعت بهدم المنزل الذي يأوي 30 فردا من الأسرة ليساويه بالأرض ويتركهم في العراء بحجة عدم وجود ترخيص بالبناء.
بكلمات مليئة بالحزن، وحروف خافتة، تبدأ نظيرة ياسين (أم جبرين) زوجة الحاج الحسيني حديثها قائلة: "غادر زوجي إلى الديار الحجازية لأداء فريضة الحج، وقد تركنا بأحسن حال.. لا أعلم كيف سيكون حاله الآن بعد هدم المنزل".
تلملم جراحها المتناثرة على أنقاض البيت المدمر، وتضيف: "هذا المنزل بني قبل 8 سنوات ويعيش فيه جميع أفراد العائلة، أبنائي وأحفادي الصغار، والآن أصبحنا جميعنا في العراء في ظل فصل الشتاء.. أين العدل؟".
وتوضح أم جبرين أن زوجها الذي غادر إلى الديار الحجازية يعاني من عدة أمراض من بينها ارتفاع بضغط الدم ومرض بالقلب والسكري، وهي تخشى عليه مما قد يصيبه فور علمه بهدم المنزل.
دون سابق إنذار
جبرين، الابن الأكبر لعائلة الحسيني بدوره يقول: "أنا أب لأربعة أطفال، وأعيش في هذا المنزل مع عائلتي، ولا يوجد لنا مكان آخر نعيش فيه".
ويتابع بمرارة: "كنت في عملي عندما فوجئت باتصال هاتفي من أحد أفراد أسرتي يطلب مني الحضور للحديث إلى طاقم بلدية الاحتلال الذي حضر لهدم المنزل لعلهم لا يهدمون المنزل أو حتى يمنحونا فرصة لتدبير أنفسنا.. لكن ما إن وصلت حتى وجدت الجرافات هدمت الجزء الأكبر منه".
وعن السبب الذي تدعيه البلدية لهدم المنزل يقول جبرين: "لم يكن هناك إنذار مسبق بموعد الهدم، وحجتهم أن هذا المنزل بناء غير مرخص على الرغم أننا ندفع مبالغ مالية كبيرة كغرامات للبلدية طيلة السنوات الماضية".
ويردف: "تخيل أننا أصبحنا الآن نعيش في الشارع نحن وجميع أطفالنا وأفراد أسرتي، إضافة إلى جميع ما نملك من أثاث في ظل قدوم الشتاء وهذا البرد الشديد الذي نعانيه".
وبعد هدم الاحتلال منزل عائلة الحسيني ستضطر العائلة للعيش في العراء أو في خيام قد توفرها لهم بعض المؤسسات الدولية كالصليب الأحمر الدولي، مما سيجعلم يعيشون في معاناة طويلة كباقي الأسر المقدسية التي هدم الاحتلال منازلها.
مستوطنة جيلو
وفي مقابل استمرار الاحتلال هدم منازل المقدسيين، قررت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في القدس المحتلة الثلاثاء إقامة 900 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "جيلو" جنوب القدس.وقالت مصادر إسرائيلية إن نتانياهو أكد أن مستوطنة جيلو "جزء لا يتجزأ من القدس" وأنه لا يعتزم البتة الحد من البناء فيها، مشيرا إلى أن هذا النوع من المشاريع الخاصة لا يحتاج إلى ترخيص من الحكومة
.ويقطن في مستوطنة جيلو القائمة جنوب القدس حوالي 40 ألف مستوطن، وأقيمت على أعلى نقطة في جنوب المدينة وذلك على أراض احتلت عام 67، حيث قررت إسرائيل إقامة خمس مستوطنات كبرى في الأراضي المحتلة عام 67، وذلك من أجل إحاطة المدينة من جميع الجوانب وإقامة طرق يهودية حولها.
06/11/2014