مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 طالبة نفاها الاحتلال قبل شهرين من التخرج
...............................................................

بقلم محمود جعبري‏
.....................

 

طالبة نفاها الاحتلال قبل شهرين من التخرج

بيت لحم - الصدمة كانت كبيرة والدهشة سيطرت على كل من سمع خبر قيام الجيش الإسرائيلي بإبعاد الطالبة الفلسطينية "برلنتي عزام التي تدرس في جامعة بيت لحم في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.

القصة بدأت عندما استوقف الجيش الإسرائيلي عند الساعة الواحدة من ظهر يوم الخميس 29.10.2009 الطالبة برلنتي عزام على الحاجز المعروف بـ "الكونتينر" الى الشرق من مدينة بيت لحم و هي في طريقها الى مدينة رام الله لتقديم طلب للعمل في إحدى الشركات الفلسطينية.

تروي برلنتي القصة فتقول" أوقفني الجيش الإسرائيلي على الحاجز الساعة الواحدة ظهراً و لم أكن أعرف ما الذي يجري أو يدور معي إلا عند الساعة السابعة مساءً حين تم تقييد يدي و وضع رباط على عيني و اقتيادي الى مكان ما زلت أجهله" ، و تضيف بيرلنتي حول الساعات الستة التي قضتها على الحاجز " شعرت بأن يدي توقفتا عن الحركة و أخبرت الجندي بذلك لكنه لم يعر الموضوع أي اهتمام ".

و تكمل بيرلنتي قصتها " أوصلني الجيش الإسرائيلي الى معبر ايرز المؤدي الى قطاع غزة في تمام العاشرة و النصف مساءً و هنالك تمكنت من الاتصال بأهلي و طلبت منهم أن يأتوا لأخذي الى البيت حيث كنت متعبة ".

تسع ساعات بدت كمن يكتب القدر و يرسم منحنى مجهولا في حياة بيرلنتي التي لم يتبق لها سوى شهران لكي تتخرج من جامعة بيت لحم و تحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال و الترجمة، تسع ساعات من المعاناة التحضيرية لمعاناة أكبر تعيشها بيرلنتي اليوم وهي في خوف من المستقبل اللامقروء الذي فرضته عليها السياسة الظالمة لاحتلال يصر على الاستمرار في تعذيب الشعب بشتى أنواع العذاب اليومي.

الفرحة لن تكتمل ... هذا ما يريده الاحتلال الإسرائيلي، تقول بيرلنتي التي سيصبح عمرها اثنين و عشرين عاماً هذا الشهر، بنبرة من الحزن و عدم الاستسلام معبرة عن خوفها من اللحظات التي عاشتها و التي تعيشها اليوم بعيداً عن جامعتها و عن المكان الذي تحلم أن تتخرج منه بعد شهرين و يبقى أملها و أمل كل من حولها و أمل كل طلاب هذا العالم الذين يؤمنون بالحق في التعليم معلقاً و متجهاً صوب أن تكمل بيرلنتي عامها الثاني و العشرين و قد عادت الى مقعد الدراسة في جامعة بيت لحم.

برلنتي التي كانت تتحدث عبر الهاتف من منزلها في قطاع غزة مع الجزيرة توك ناشدت الرئيس الفلسطيني محمود عباس و المؤسسات الدولية و الحقوقية أن تتدخل فوراً لحل قضيتها و قالت " أتمنى من الجزيرة توك أن تساعدني في نقل قصتي الى الرأي العام وصناع القرار " لتنهي حديثها تاركةً أسئلة و تمنيات كثيرة حول مستقبلها و لتقول " أتمنى أن احتفل مع الجميع بعيد ميلادي في بيت لحم و قد عدت الى جامعتي.".

و يبقى السؤال إن كان وجود برلنتي لتتعلم و تعيش كباقي شابات العالم يشكل خطراً على أمن إسرائيل التي يحاول ساستها اليوم أن يظهروا للعالم رغبتهم في السلام الذي ينتكس كل يوم أكثر من الذي قبله، لتتلقى السلطة الفلسطينية و كل الجهود العربية بما فيها الشباب الفلسطيني و العربي صفعة جديدة تغلق كل أبواب الأمل لإحلال السلام، و هي أيضا صفعة على وجه كل من بقي لديه أمل في القانون الدولي الذي بات متجاهَلاً من إسرائيل ليبقى منطق القوة وحده سيد الموقف.

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية