مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الشقيقة إسرائيل
...............................................................

ياسمين يهودية توزعت حياتها بين تل أبيب والقاهرة

بقلم فراج اسماعيل‏
.......................


معذرة للعنوان المستفز، لكن ما يرميك على المر إلا الأمر منه!.. أن أكتب يوما "الشقيقة اسرائيل" فهذا ما لم أتصوره في شهيق أو زفير، إلا أننا نعيش بالفعل الزمن المعكوس والمضحكات المبكيات!

كانت كل ذرة رمل في سيناء عزيزة على بيوت المصريين، يفدونها بالغالي والرخيص قبل حرب اكتوبر 1973، وإذا سألت وقتها راعية للابل والأغنام في الجبال المترامية من الشمال إلى الجنوب لقالت فيها قصائد شعر.

جاء اليوم الذي لا يعرف فيها كثير من المصريين عن سيناء سوى شرم الشيخ، لأنها عاصمة الرئيس، وما دون ذلك فهي دولة أخرى غريبة كأننا لم نقدم لها مئات الآلاف من الشهداء والأسرى الذين سقطوا على رمالها.

وإذا كان من الجائز أن يجهلها مصريو هذا الزمان لأن معظمهم من الفقراء الذين لا تتيسر لهم "فيزا" دخولها، فمن المحرم أن يجهلها صانعو القرار الذين استلموها بعد حرب ضروس فقدنا فيها خيرة الرجال، وعقب مفاوضات ماراثونية راوغت فيها اسرائيل على آخر شبر وإلى آخر دقيقة، لكن يبدو أن ما سلموه باليمين يستردونه حاليا بضربة الشمال القاضية، حيث انتقلت من مربع العدو الذي نقاتله، إلى العدو الذي صالحناه لكنه غير مرغوب فيه، إلى مربع "الشقيقة".. وربما نعطيها مع الأيام لقب "الشقيقة الكبرى"!

لم أستطع احتواء بركان الاستفزاز بداخلي وأنا اقرأ قصة ياسمين أو ياسمينة من أب مصري وأم اسرائيلية، ونشرتها صحيفة "هآآرتس" ونقلت عنها "المصري اليوم".

القصة تبين كيف يتم اختراق سيناء بسهولة، وكيف تطورت الأمور بعد محاولة رئيس وزراء مصري سابق هو الدكتور عاطف عبيد بيع أجزاء منها لمستثمرين قطريين بالوكالة عن إسرائيليين، وهو الأمر الذي أفشله وزير السياحة السابق الدكتور ممدوح البلتاجي وأكده لي في محادثة هاتفية أجريتها معه ذات يوم، وهو نجاح من وطني غيور على وطنه، قوبل بمقاومة مستميتة لتمرير البيع، انتهت بالفشل عندما تم الاحتكام إلى الرئيس مبارك.

الأخطر ما نقرأه في قصة ياسمين. نصف مصرية ونصف اسرائيلية، ونصف مسلمة ونصف يهودية.. "أتحدث العبرية مع أمي والعربية مع أبي" كما تقول في حديثها لـ"هآآرتس". الأب يملك مع أمها قرية سياحية في سيناء التي تعرف فيها على أم ياسمين وتزوجها وأنجب منها بعد عام واحد.

"الأنصاف" تلك تأتي منطقية مع صفة "الشقيقة" التي تخيلتها، على الأقل استنتجته هذه الفتاة ذات الاثنى عشر ربيعا من أبيها "المصري" وأمها "الاسرائيلية" ولهذا لا ترى غضاضة في وصف نفسها هكذا!

تم تعميدها لبلوغها سن التكليف (12 عاما) في طقس يهودي أقيم في سيناء هذا الأسبوع. أما ضيوف الحفل فهو تأكيد آخر .. فقد شارك فيه والد ياسمين، هشام نسيم، وأخواها لأبيها من أم أخرى، وأم أبيها "المصرية المسلمة" وكلهم مصريون مسلمون جاءوا من القاهرة لمكان الحفل في سيناء.

ومن الجانب الاسرائيلي شاركت أمها، وجدتها اليهودية «هانيا ليبوفيتش»، وأعمامها وأخوالها اليهود.

أمر آخر مثير لشحنة زائدة للاستفزاز يتمثل في مشاركة شقيقة جندي اسرائيلي قتله صاروخ مصري على ظهر دبابته في حرب تحرير سيناء عام 1973.. وأيضا والد احدى صديقات ياسمين وهو قائد سابق في سلاح البحرية الاسرائيلي شارك في بعض الحروب ضد مصر.. ما الرسالة المقصودة من ذلك؟!

أحيت حفل التعميد فرقة "دي جي" قادمة من القاهرة. لكن الصحيفة الاسرائيلية استغربت الأجواء غير الطبيعية التي تحيط بلقاء يجمع النقيضين والعدوين السابقين ويمكنه أن يثير مئات من علامات الاستفهام ويحرك حاسة الشكوك حول ما يمكن تصور أنه يجري فوق سيناء.

فقد تم التقاط صورة عائلية لتخليد ذكرى تعميد ياسمين، جلس الجد والجدة المصريان في المنتصف. ووقف الأب ببدلته البيضاء بجانب زوجته الاسرائيلية وياسيمن وراءهما، فيما اصطف فرع الأسرة اليهودي على اليمين، والمصري على اليسار!

الأب المصري يملك قرية سياحية في سيناء اسمها "أكوا صن غزالة" و"أكوا صن الفرافرة" في الصحراء الغربية.. لاحظوا هذا التمدد من الصحراء الشرقية حيث توجد سيناء، إلى الصحراء الغربية حيث توجد "الضبعة" التي كانت موقعا لانشاء المشروع النووي المصري ثم بيعت لمستثمرين لانشاء قرى سياحية!

وحسب أحد العاملين في مجال السياحة بسيناء فإن ياسمين ليست الحالة الوحيدة لنسب العائلات الاسرائيلي المصري.

الفتاة التي ولدت في تل أبيت وتعيش حاليا مع أمها في مدينة "رامات هشارون" الاسرائيلية تزور مصر أسبوعيا، حيث تقضي وقتا في قرية أبيها وأمها بسيناء ووقتا آخر بمزرعة جدها في وادي النيل، وتنوي الدراسة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والاقامة في مصر مستقبلا بصفة دائما.

قصة غريبة مليئة بالقلق والخوف. سيناء منطقة استراتيجية لا يجب التعامل معها بهذا الشكل من "البراءة" النفسية والعاطفية واللا مبالاة. المنطقي أن نقدم سوء الظن وأن نستفيد من الدرس الذي أعطاه لنا وزير السياحة المصري السابق ممدوح البلتاجي في موضوع المستثمرين القطريين.
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية