مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 حلوه بلادي السمرا
...............................................................

بقلم أشرف العناني‏
..................

 

وهذا حال المصريين الان
 

 

هل المصريون الذين انتصروا في أكتوبر هم نفسهم المصريون الذين يعيشون الآن ؟؟؟ ، الذي عاش وعايش لحظات أكتوبر سيقول لا ، أما الذي لم يعشها وتأخذه الحمية الوطنية سيقول نعم ، وكلاهما في رأيي المتواضع صادقين. الروح الإنسانية الجماعية في جماعة بشرية كالمصريين لا يمكن لها أن تذهب إلى النسيان هكذا في أعوام لا تقترب حتى من نصف قرن ، هذا بالمقارنة إلى عمرها التاريخي الذي يتجاوز آلاف السنين , كما أن التغيرات الاجتماعية والثقافية الحادة على وجه الخصوص تلك التي مرت بها هذه الجماعة منذ أكتوبر حتى الآن لا يمكن إغفالها أو تجاهلها . وما يزيد الأمور تعقيداً أنها تغيرات وللأسف الشديد سلبية في معظمها.

أقول هذا لأنني عاصرت أكتوبر واللحظة الإنسانية التي مر بها المصريون ، نعم كنت صغيراً لم أتجاوز بعد التاسعة من عمري ، لكن تلك اللحظة شحنت وشحذت وجداني بما لا حد له من المشاعر التي إلى حد بعيد ما زالت أثارها حتى الآن باقية ، فحتى الآن ما زالت أعصابي تتكهرب عندما أصدف غناء كان وقتها حقيقياً وصافياً مثل ” حلوه بلادي السمرا بلادي الحرا للرائع بليغ حمدي – يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي لستشهد تحتك وتعيشي انتي للرائع محمد حمام – الخ ” .

قيم رائعة كالشهادة والتضحية والفداء وإنكار الذات من أجل الجماعة كانت حاضرة في الثقافة المصرية ، حكايات وحكايات عن إنكار الذات والتضحية بها من أجل الجماعة ، هذا ما كان حاضراً وهو ما لم يكن غريباً على شخصية وصفت في لحظات عديدة بالشهامة والعترة هو التوصيف الشعبي القديم لها . هذه الروح وهذه الثقافة هي التي انتصرت في أكتوبر ، هذه القيم هي التي انتصرت ، وبصرف النظر عن التقييمات الإستراتيجية لنتائج أكتوبر فان ما أنا متأكد منه هو انتصار هذه القيم ورأيي أن أي عبث بتلك التفصيلة على وجه التحديد هو عبث بروح شعب انتصر لكرامته .

أما ما يجعلني أميل قليلاً إلى رأي من يقول بأن المصريين الآن غير المصريين في أكتوبر فهو أن تلك القيم تراجعت إلى حد كبير نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، الأنانية وثقافة أنا ومن بعدي الطوفان التي تسود الآن للأسف الشديد ، لم تعد الشهامة ولا العترة واقع في الجماعة المصرية كما كانت .

في الأمس القريب لم يكن يجرؤ شاب أن يعاكس بنت في الشارع خوفاً من استنجادها بالمارة الذي كانت الشهامة قيمة أصيلة في تكوينهم ، الآن يحدث اغتصاب في وسط الشارع دون أن يتحرك أحد ، روح الجماعة تراجعت لتحل محلها روح الفرد بأبشع أشكالها غير المتحضرة .

ما قلته هنا ليس سوي مجرد مثال ولن أخوض في الأسباب التي لا أبريء أحداً منها لكن السؤال الحقيقي هل سيستمر هذا ويتطور إلى الأسوأ أم سيتعود الجماعة المصرية إلى قيمها التي كانت سائدة في تلك اللحظة التاريخية الأروع ” أكتوبر ”؟
هذا هو السؤال المؤلم بالفعل.
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية