مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 كتيبه الاعدام
...............................................................


 مجدي المصري
....................

تطل نافذتي علي مجري مائي هو أحد روافد النيل العظيم .. وشائت أقداري أن أتوقف بنافذتي ملتمسا نسمه هواء ماره تلطف من حراره الصيف … وفجأه سمعت أصوات تشبه التظاهره ولكن بأصوات طفوليه قادمه من بعيد فنظرت الي مصدر الصوت في الجهه المقابله ومن بعيد لمحت مجموعه كبيره من الأطفال في عمر الزهور تتراوح أعمارهم ما بين الخامسه والعاشره يهرولون مسرعين باتجاه المجري المائي ويصرخون بأصوات عاليه لم أتبينها وأحدهم ممسكا بحبل في يده مربوط به كلب صغير .. وكلما تباطأ الكلب أو حاول التوقف ضربه أحدهم ودفعه للتحرك بسرعه …

وتتبعتهم بنظري حتي وصلوا الي مجري المياه وسط صراخهم وثورتهم واذا بأحدهم يحمل الكلب ويلقيه في اليم وهنا تعالت الأصوات فرحه مبتهجه وبدأ الفاصل الثاني من المشهد الدرامي .. كلا منهم يحمل حجره ويقذف بها الكلب وكلما أصابته حجره علا صوته بالصراخ والأنين وعلت أصواتهم أيضا بالصراخ طربا و فرحا وكلما اختفي الكلب تحت المياه كلما ازدادوا صراخا وتهليلا …

ويعود الكلب للظهور فوق سطح المياه مصدرا أنينا مكلوما وقد أثخنته الجراح وهكذا .. استمرت طقوس الاحتفال الدموي والتي مهما حاولت أن أصفها فلن يوفيها قلمي حقها ... مرت بذاكرتي مشاهد أفلام أكلي لحوم البشر والطقوس التي كانوا يؤدونها احتفاءا بضحيتهم وسعاده وتلذذ بالامها وأنينها ... ولم ينتهي الاحتفال الا بعد أن اختفي الكلب الصغير تماما تحت المياه وتأكد الأطفال من غرقه وموته حيث هدأت أصواتهم وثورتهم وقفلوا راجعين من حيث أتوا ربما للبحث عن ضحيه جديده ...

أصابتني صدمه عنيفه سرحت .. شردت .. تعجبت .. تساءلت !!

هل هؤلاء نبته المستقبل وبأي شيئ ترتوي تلك النبته .. بالدماء !!!!

أول درس يتعلموه من الشارع هو القتل وبدم بارد والطرب لمنظر دماء الضحيه البريئه فان قتلوا في هذا السن كلبا فماذا هم فاعلون عندما يشبوا علي الطوق …

أي مستقبل ينتظر هولاء الأطفال بل وأي مستقبل ينتظر البلد علي يديهم ؟

من أي أسر جاءوا وأي أب وأم انجبوهم وكم شيطان نخسهم ونخس أرحام أمهاتهم وأي قيم تعلموها وأي تنشئه نشأهم عليها أولياءهم ؟

هل سيعرف هؤلاء الأطفال يوما معني أو مفهوم الرحمه أو هل سيرحموا أحدا في المستقبل ؟

عندما نطالع صفحات الحوادث يوميا نجدها تمتلئ بأخبار قتل الأباء والأمهات قبل قتل الأخرين …

ماذا لو تشاجر أحدهم مع طفل أخر .. الن يكون من السهل عليه قتله ؟

ماذا لو تولي أحدهم يوما حكم مصر .. ماذا سيصبح مصير رقاب العباد علي يديه ؟

وماذا .. وماذا .. والف ماذا …

لا شيئ سوي علي مصر السلام .. ولا عزاء للانسانيه والرحمه …
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية