| | | | اليمن السعيد...من أحزنه؟ ............................................................... بقلم كوكب الوادعي ...................... | | اليمن السعيد...من أحزنه؟ | |
اليمن السعيد...من أحزنه؟ المتتبع لأحداث اليمن يرى أن أبناء الوطن الواحد لم يعودوا يطيقون العيش مع بعضهم، لذلك سعت بعض الفئات لتقسيم اليمن إلى دويلات على أساس مذهبي أو مناطقي. ولو تعمق أكثر سيجد أن حاملي معاول الهدم في بنية الوطن الواحد وجدوا تربة خصبة نتيجة للانهيار الاقتصادي وتفشي الفساد وإهدار ثروات الوطن والمحسوبية على أساس قبلي وعائلي ومناطقي.
فرغم الثروات الكبيرة والمتعددة لليمن، زراعية وسمكية ونفطية ومعادن ...إلخ. إلا أن سكانه البالغ عددهم 22 مليون نسمة، منهم 59.9% يرزحون تحت وطأة الفقر كما قدرها تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2009.
والفقر مسبب رئيسي لكل الأمراض والأوبئة الاجتماعية والاقتصادية والاضطرابات السياسية، وبوابة للإرهاب والتطرف للشباب العاطلين عن العمل الذين تقدر نسبتهم بـ 40%. لم تستطع الحكومة إيجاد فرص عمل لهم ، والمفارقة العجيبة استقبال العمالة الأجنبية وتفضيلها على العمالة المحلية حيث ارتفع عددهم العام الماضي إلى 19 ألف عامل بزيادة قدرها 35%.
الفئة الشابة التي يعول عليها بناء وطنها لا تتوفر لها المعيشة الكريمة أو التعليم المناسب، وترتفع الأمية في الأوساط العمرية) 10-45) عاماً، ووصلت نسبتها إلى 49%، ولا تتوفر لهم أنشطة ثقافية ورياضية وتوعية دينية. معظمهم موجودون في الريف اليمني الذي يوجد به 73% من مجموع السكان، يعانون من الحرمان والفقر المدقع ولا تتوفر لهم الخدمات البسيطة من مدارس ومستشفيات ومراكز لمحو الأمية، وهؤلاء ولاؤهم للقبيلة والعشيرة، وتتجاذبهم كل القوى والجماعات السياسية والدينية المتطرفة التي تجعل منهم وقوداً لأهوائها ومصالحها وأطماعها.
وطفت على السطح خلال السنوات الأخيرة نتيجة للفقر والعوز تجارة البشر، كتهريب الأطفال إلى دول الخليج، واستغلالهم من قبل عصابات في التسول والدعارة والسرقة، وغيرها من الأعمال التي تنتهك آدميتهم. بالإضافة إلى تزويج الفتيات لطلاب المتعة، وتشغيلهن في أعمال غير أخلاقية. وتضاف لليمن معاناة وبؤس آخر، فأعداد اللاجئين الصوماليين تزداد يوماً بعد آخر، حيث يقدر عددهم بـ750.000 لاجئ. وهؤلاء منهم من يحمل الأمراض المختلفة ومنها الإيدز، ويحتاجون إلى رعاية طبية ومساكن وغذاء وفرص عمل في بلد يتحول مواطنوه إلى لاجئين بسبب المعارك التي تدور رحاها في صعدة، ويقدر عدد النازحين في المعارك الأخيرة بـ120.000.
اليمن بحاجة إلى جميع أبنائه ليلتفوا حوله، ويمسحوا عن محياه الكآبة والحزن وإعادته سعيداً بولائهم له، وليس للقبيلة والعائلة والمذهب والحزب، وبيد واحدة يبنون دولة النظام والقانون والمؤسسات، ويطبقون العدالة في توزيع الثروات على المحافظات، والقضاء على الفقر والأمية والفساد والمحسوبية. وتحت مظلة الوطن الواحد يحق للجميع أن يطالب بالحقوق والتغيير السياسي دون المساس بوحدة الشعب، لنستطيع الخروج من الدوامة التي نعيشها ونتجاوز المستنقع الذي يريد البعض إغراقنا فيه.
كاتبة يمنية06/11/2014
مصرنا ©
| | ..................................................................................... | |
| | | | |
|
|