غزة.. "إنتاجنا" تُحاصر بضائع الأنفاق في رمضان
...............................................................
بقلم : شيماء مصطفى
...........................
| |
أحد ملصقات الحملة | |
غزة- عصائر.. مربي.. أجبان وألبان.. زيت زيتون.. حلاوة.. أرز وعدس.. حلويات ومسليات.. اصطفت هذه المنتجات المحلية على طول الأرفف في المحال التجارية والأسواق بقطاع غزة معلنة حضورها بقوة مع حلول شهر رمضان المبارك، ليس لمحاربة المنتج الإسرائيلي المفقود ولكن لمنافسة المنتج العربي الذي احتل الأسواق مع سطوع نجم الأنفاق في ظل حصار ممتد منذ 3 سنوات.
وفي محاولة لترويج المنتج الوطني وتجاوز التضييق الذي اشتد من جانب السلطات المصرية على الأنفاق أطلقت شركة حلول للتنمية الاستشارية حملة بعنوان "إنتاجنا" شملت كلا من الضفة الغربية وقطاع غزة.
ووفقا لهذه الحملة التي تم إطلاقها الثلاثاء 18-8-2009 فقد ألصقت شعارات على الجدران وفي الأسواق بالقطاع، حتى يراها الغزاويون حيثما وجهوا أنظارهم، من بينها "تمهل وأعطِ إنتاجنا حق الأولوية", "منتجنا الوطني أمانة بين يديك", "لا تذهب بعيدا.. منتجنا ينتظرك".
وتهدف الحملة لترويج ودعم المنتجات المحلية وزيادة حصتها في السوق الفلسطينية في مواجهة المنتجات المصرية والسورية والتركية وغيرها التي غزت أسواق القطاع بقوة عبر الأنفاق على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة.
من خير بلدي
الفلسطيني "أبو فادي" راح يشتري حاجيات رمضان من أحد المحال التجارية قائلا: "سأشتري كل أغراضي من المنتجات الوطنية.. فهي قادرة على منافسة المنتجات الأخرى.. وإن لم نشجعه نحن أبناء البلد فمن سيشتريه؟!".
وبثقةٍ استدرك: "من خير بلدي سأفطر وأتسحر في رمضان.. ومنه سأصنع الحلوى وأطعم أطفالي.. سأشتريه من أجل بناء وطنٍ أجمل.. واقتصاد أقوى".
"أم سامي" التي اعتادت على شراء الأجبان المصرية والزيوت التركية ولم تكن تستغني عن الحلويات الشامية غيرت هذه المرة عادتها الشرائية وودعت هذه المنتجات قائلة: "ليت كل المحال التجارية تمتلئ بالمنتجات الوطنية.. فواجبنا أن نشجعها ونحميها من الضياع والانكسار.. بدءا من رمضان سأغير كل عاداتي الشرائية.. ولن يدخل بيتي إلا ما يحمل شعار صنع في فلسطين".
صُنع في فلسطين
وفي جولة لـ"إسلام أون لاين.نت" بين أروقة عدد من المحال والأسواق وسط مدينة غزة, تبين تصدر المنتجات الفلسطينية واستئثارها بنصيب الأسد من إقبال المواطنين.
صاحب سوبر ماركت الرمال وسط مدينة غزة أكد ذلك بقوله: "انضممت لحملة (إنتاجنا) حتى أكون من أوائل مشجعي المنتج الوطني والذين يضعون اللبنة الأولى في بناء اقتصاد بلدنا".
وأشار إلى المنتجات الوطنية المصطفة من حوله قائلا: "لقد وضعتها في واجهة المحل وبين الزوايا والأرفف في السوبر ماركت حتى تكون في متناول يد المواطنين حيثما تنقلوا بدلا من البضائع المستوردة".
أما صاحب سوبر ماركت "النخيل" فقد رأى أن "الحصار والحرب على الأنفاق ستُجبر المستهلك الغزاوي على الاستعاضة عن المنتج العربي بالوطني، ليس فقط لتشجيعه بل لأنها ستملأ الأسواق وستكون أرخص ثمناً وفي متناول الجميع"، مشيرا إلى أن "وهج المنتجات المصرية بدأ يخبو في الأسابيع الماضية بسبب ما تشهده الأنفاق من تضييق ومحاربة من قبل إسرائيل والسلطات المصرية".
آن أوان التغيير
بدورها أكدت ناهد فريج مديرة حملة "إنتاجنا" أن "الحملة تعتبر تحديا صعبا إذ ترتكز على إدارة الشركات المشاركة ووعي المستهلك, وتحتاج إلى العمل والتطوير لتحقيق أهدافها، وكسب ثقة المستهلك ورضاه عن المنتج الفلسطيني وتفضيله على المنتجات الإسرائيلية والمستوردة، خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها فلسطين".
وأردفت: "آن الأوان للاستغناء عن المنتجات المستوردة، والاعتماد على المنتج الفلسطيني، كخطوة أساسية في حل مشاكل التبعية للدول المصدرة لهذه المنتجات".
من جهته أكد محمد الإفرنجي مدير حملة "إنتاجنا" في قطاع غزة أن الحملة "تستهدف بالدرجة الأولى تقوية ومساندة الشركات الفلسطينية الصغيرة ومتوسطة الحجم وزيادة حصتها في السوق المحلية عبر تحسين نظرة المستهلك المحلي تجاه المنتجات الوطنية، بالإضافة إلى بناء وتعزيز القدرات التنافسية للمنتج الوطني وتقديم استشارات للشركات وتطوير مستوى معرفتها بالسوق المحلية".
ونوه الإفرنجي إلى وجود 35 نقطة بيع موزعة في أنحاء قطاع غزة تعمل على ترويج المنتجات المحلية من خلال حملات دعائية مختلفة وملصقات تملأ الشوارع والأزقة.
06/11/2014