مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الحاجة سمية: فقر ووحدة وحياة "بدائية" وسط عاصمة الأردن !
...............................................................

عن صحيفة الغد الأردنية

 

الحاجة سمية: فقر ووحدة

 

سنوات العمر بدت غائرة بوضوح على وجه الحاجة الستينية سمية حسين الطلاق، لترسم معاناة أضناها التعب وفاقمها العوز وسط وحدة موحشة.

هموم الحاجة سمية دُفنت لسنوات بين جدران متآكلة، وعلى أرض تشبعت من رطوبة المياه العادمة، وهي المقيمة من دون أن يدري عنها بشر في "براكية" قرب دوار الصناعة بمنطقة صويلح في العاصمة الأردنية عمان.

"لا تؤنس وحدتي سوى أصوات كسارات المحاجر بجواري، ولا يسكت خواء معدتي يوميا سوى بعض (الأجاويد)" بحسب تعبيرها.

تسكن سمية تلك "البراكية" منذ وفاة زوجها سليمان المعاني العام 1995، حيث ضاقت بها الدنيا وتراكمت ديون أجرة منزل جبل الجوفة التي كانت تقطنه سابقاً، لترتحل وأبناءها الثلاثة إلى منطقة صويلح، لتعيش سنوات عجافا في ظروف معدمة.

وتعاني الحاجة الستينية من مياه بيضاء في كلتا عينيها تمنعها من الرؤية بوضوح، ما يستدعي إجراء عملية لهما لا تملك تكاليفها.

وتذكر سمية، لـ "الغد"، المرة الوحيدة التي راجعت فيها مستشفى البشير الحكومي قبل أشهر، حيث أشار عليها الأطباء هناك بضرورة إجراء العملية من دون تأخير.

بيد أن فقرها، وعدم وعيها لم يسعفاها في طلب العلاج، حتى لو من خلال تقديم طلب إعفاء من الجهات الرسمية.

وإن كانت تقبع هذه العجوز اليوم في صمتها حبيسة الفقر والمرض وعدم المعرفة، فإن ما يزيد حياتها صعوبة غياب ولديها الأصغرين نصر وعبد عنها منذ أشهر وانقطاع أخبارهما، حيث يقضيان أحكاماً بالسجن لمدد متفاوتة في مركزي إصلاح وتأهيل قفقفا والجفر.

أما ابنها الأكبر محمد، فيعاني هو الآخر من ضيق ذات اليد، إذ يحاول جاهداً زيارة والدته يوميا ليطل عليها ببعض الفتات، إذ يعيش وعائلته على مياومات يحصلها من عمله المتقطع.

تقول الحاجة سمية إن عيشتها "على الله وعلى كرم (الأجاويد)"، ولا تعرف في الدنيا سوى أبنائها، في وقت ما تزال تترحم فيه على أيام زوجها الحاضرة في ذهنها لغاية الآن.

بعد أن أشارت إلى أنها وحتى وفاة زوجها كانت تتلقى معونة مقدارها 35 ديناراً، تتساءل اليوم عن حقها في مثل هذا العمر بالعيش في مأوى تتوفر فيه الحدود الدنيا من الخدمات.

كما تتساءل عن اليوم الذي ستتوقف فيه عن "استجداء ماء للشرب" من جيرانها في المحاجر المجاورة، الذين لطالما أبدوا انزعاجهم من تواجدها!

تقترب حياة سمية، وهي تعيش في قلب العاصمة المدينة، إلى حياة بدائية تخلو من أبسط الأساسيات، وتنتابها الفرحة قليلا حين تدرك بسمعها، أن ثمة زائرا ألقى عليها التحية ذات نهار، جالبا معه ما قسمه الله من مأكل ومشرب.

تعتبر الحاجة الستينية نفسها "مقطوعة من شجرة"، فرغم وجود أخ لها، فهي لا تعرف عنه شيئا، ولا تستجدي منه السؤال كما تقول. وكذلك هو الحال مع أقاربها الآخرين، فلا قريب ولا أهل ولا سائل.

ينحصر قوت يومها، غالبا، بشرب الشاي الذي تصنعه على نار الحطب، ومعه بعض الخبز والبندورة إن توفرت.. "فحالتها على الله" كما تقول. ولا تطمح سوى بمسكن آمن يخلو من روائح العفن والرطوبة، ومن "غزو الفئران" ليلا، ومن مضايقات الجيران نهارا.

وتتجاوز مضايقات جيرانها من عمال المحاجر، إلى رمي النفايات خلف دارها في أحيان كثيرة.

ورغم ضنك عيشها، فإن الحاجة سمية لا تتوقف عن دعائها إلى الله، أملا في أن تحظى ببيت، أسوة بغيرها من الأسر العفيفة، علها تقضي فيه ما تبقى لها من عمر من دون ألم ومعاناة ومهانة.

عن صحيفة الغد الأردنية

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية