مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 البطلات الـ13.. نساء في صراع مع الفقر
...............................................................


حازم يونس
..............

 
استضافتهن لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصرية 

البطلات ال13 تناوبوا الجلوس على المنصة لعرض تجربتهن
المشروعات الصغيرة في ظل الأزمة المالية".. عنوان براق لندوة كفيل بجذب أي صحفي له اهتمامات تنموية.. من هذا المنطلق اتخذت قرارًا بحضورها منذ رأيت إعلانا عنها قبل عشرة أيام بلوحة الإعلانات الخاصة بنقابة الصحفيين المصرية.

ذهبت حيث الموعد المحدد، وأنا أضع في مخيلتي أن خبراء المشروعات الصغيرة الذين التقيت بهم أكثر من مرة، سيكونون نجومًا بها، ولكن كانت المفاجأة أن هؤلاء النجوم تنازلوا عن مقاعدهم بالمنصة، التي احتلتها سيدات بسطاء، تعرفهن بلغتهن قبل ملابسهن.

ظننت للوهلة الأولى أنني أخطأت الطريق إلى مكان الندوة، لولا أني سمعت صوت مديرها الكاتب الاقتصادي ممدوح الولي يأتي من ميكروفون بجوار المنصة، ليقول: "نحن هنا من أجل تكريم هؤلاء السيدات.. اللائي اخترن لأنفسهن طريق العمل من أجل تربية أبنائهن".

وربما كانت العلاقة الوحيدة بين عنوان الندوة ومضمونها، هو ما أضافه الولي بعد ذلك، عندما أطلق على هؤلاء السيدات قبل أن يترك لهن الفرصة للحديث: "إنهن أصحاب مشروعات متناهية الصغر".

عنصران مشتركان

رزقين السيد، خيرية الغريب، رضا غانم، رضا سيد، لوزة بشندي، انتصار مختار، فاكهة سعد، نحمده محمد، إيمان محمود، ميرفت سيد، عزة كامل، سحر جمال، أفكار محمد.. هؤلاء هن صاحبات تلك المشروعات، التي وإن اختلفت في طبيعتها، إلا أنها تشترك في عنصرين: الأول أنها قائمة على تمويل صغير جدا قوامه 200 جنيه، والثاني أن أصحابها جميعهن يعملن بالشارع.

رزقين تعمل في مجال بيع العرقسوس، وهي أم لثمانية أبناء، وزوجها غير قادر على العمل، وتشترك خيرية ورضا سيد في مشروع بيع الشاي والقهوة للإنفاق على الأبناء بعد وفاة زوجيهما، أما رضا غانم فهي مطلقة وترك لها زوجها مهمة تربية ثلاث بنات تعمل من أجلهن في بيع الولاعات، وتعمل انتصار التي لها من الأبناء خمسة في بيع الخردة، ولوزة وميرفت في بيع الشيبسي، واختارت فاكهة صناعة الرقاق المنزلي، أما نحمده فاختارت صناعة حلوى الزلابية، وكان بيع الصابون السائل هو وسيلة إيمان التي تعول بها ثلاثة أبناء، أما عزة وسحر فاختارتا لعب الأطفال، وتميزت أفكار بإعداد المفروشات اليدوية.

أحلام هؤلاء البطلات الـ13 التي ترددت عبر الندوة، تلخصت في عبارة واحدة "يا ريت أم محمد تزود مبلغ الـ200 جنيه"، ولم يحددن ما هي الزيادة الملائمة لهن، مكتفيات بتعديد مبررات طلبهن، والتي كانت تدور حول رغبتهن في زيادة حجم تجارتهن وتجهيز بناتهن للزواج، وإصلاح الغرفة التي تتخذها الواحدة منهن سكنا لها.

و"أم محمد" التي تردد اسمها عبر كلمات البطلات الـ13 هي وسيط بين المقرضين وهؤلاء السيدات، حيث يستغل المقرضون معرفتها بالفئات الأكثر حاجة، لتتولى مهمة توزيع القرض، وتحصيل 20 جنيها شهريا لسداده على عشرة أشهر.

بين الفكرة والقرار

وبرغم أن حالة من السعادة سيطرت على الحضور عندما استمعوا لهؤلاء السيدات، فإن ذلك لم يمنع بعضهن من انتقاد المشروع الذي ينفذه المقرضون ووسيطتهم "أم محمد"، ووصفه الباحث خالد عبد الفتاح بمعهد التخطيط القومي بـ "الكلام الفارغ"، وقال بعصبية وهو يشير لهن: "هؤلاء السيدات يستحققن زكاة مال.. لا أن تقرضهن وتسترد قيمة القرض".

وبلهجة مختلفة تماما عن سابقه، تساءل علاء الناظر خبير تنمية المشروعات الصغيرة عن سر عدم تحقيق رغبتهن في زيادة قرض الـ200 جنيه، وقال في هدوء تام: "ما دام أن هؤلاء السيدات أثبتن التزامًا في السداد، فيجب تحقيق رغبتهن في الزيادة".

وبين عصبية خالد وهدوء علاء، جاءت ردود الخبراء الذين دعتهم لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، الجهة المنظمة للندوة، مؤيدة تماما لما جاء بالتعليقين، وإن كانوا قد عابوا على خالد عصبيته.

ومن فوق المنصة التي اعتلوها بعد هبوط البطلات الـ 13، اتفق الخبراء الممثلون للجهات الحكومية، وهم: المهندس عزمي مصطفى مدير المكتب الفني بالصندوق الاجتماعي للتنمية، والمحاسب حسن إبراهيم البنا المدير التنفيذي لصندوق التنمية المحلية، على أن الـ200 جنيه يجب أن تدخل في إطار المساعدة التي لا ترد، وقالا: "نحن على استعداد لتمويل مشروعات ينفذها هؤلاء السيدات برأس مال أعلى من هذا المبلغ".

ولأن باقي الخبراء لا يملكون سلطة اتخاذ القرار التي يتمتع بها عزمي والبنا، جاءت كلماتهم في إطار طرح أفكار يمكن تنفيذها، فدعا عاصم عبد الحميد المدير الإقليمي لمعهد الشئون الثقافية "الشرق الأوسط وإفريقيا" إلى الاسترشاد بالتجربة التونسية في تخصيص يوم سنوي للتبرع لمساعدة الفئات المهمشة، كما طالب الجمعيات الأهلية بمساعدة هؤلاء السيدات على التوسيع في مشروعاتهن، ولكن بعد تقديم المشورة الفنية اللازمة، وضرب مثلا بالسيدة المتخصصة في إنتاج المفارش اليدوية.

وقال: "ما المانع أن نساعدها على التوسع في مشروعها بعد أن نساعدها على دراسة السوق لمعرفة اتجاهاته، كالألوان والخامات المطلوبة".

وأضاف: "كثيرا من المشروعات تفشل؛ لأنها تسير عكس اتجاه السوق".

ملحوظتان

وإذا كان عاصم قد وجه حديثه للجمعيات، فإن محمد حامد صالح مدير عام جمعية تنمية المشروعات الصغيرة وجهه للسيدات، وقال: أنا أعيب عليكن في أمرين: الأول أنكن عندما سألتن عن مقدار الزيادة التي ترغبنها، كان تعليقكن "اللي أنتو شيفينو"، وهذه مشكلة كبيرة؛ لأن من يبغي أن يتوسع، لا بد أن يكون لديه تقدير لحجم هذا التوسع وما يحتاجه من أموال.

أما الأمر الثاني فهو الخلط بين مبررات الحصول على القرض، فهل هو لتوسيع التجارة؟ أم لتجهيز البنات وإصلاح غرف السكن، ووجه حديثه للنساء قائلا: "القرض ينبغي أن يكون هدفه تجاريا بحتا، وما تحصلن عليه من أرباح فاستخدمنها في الحاجات الاستهلاكية مثل تجهيز البنات وغير ذلك".

وأضاف: "مشكلة القروض متناهية الصغر أنها تذهب في أغراض استهلاكية لا إنتاجية".

وبرغم أن ما قاله صالح لم يأتِ في مصلحة مطلب هؤلاء السيدات، فإن كونه آخر المتحدثين جعله حريصًا على ختم الندوة بقدر من التفاؤل قائلا: "نحن على استعداد لمساعدتكن، إذا عرفتن ما تحتجنه والتزمتن باستخدام القرض بشكل سليم".

هذا التوازن جعل صالح يحظى بزغرودة كبيرة أطلقتها هؤلاء السيدات، قبل أن يلملم الجميع أوراقه ولسان حالهم يقول: "أزمة مالية إيه اللي هنتكلم فيها مع هؤلاء البسطاء".

حازم يونس محرر بصفحة نماء، ويمكنك التواصل معه عبر البريد الإلكتروني للنطاق namaa@iolteam.com

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية