من هي جماعة أنصار بيت المقدس
|
«أنصار بيت المقدس» |
بقلم : محمد مقلد
.................
لفتت جماعة «أنصار بيت المقدس» الأنظار إليها بتبنيها محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ثم محاولة تفجير مديرية أمن الدقهلية .. وتأكيدها في بيان أطلقته في الفضاء الإلكتروني استمرارها في استهداف شخصيات مصرية أخرى.. على رأسها: الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع.. انتقاماً لعزل الرئيس السابق محمد مرسى.
فما هي حقيقة تلك الجماعة؟ ومتى نشأت؟ وما طبيعة استراتيجياتها ومعتقداتها الدينية؟ ومن أين تحصل على تمويلها وتدريباتها؟
بحسب مصادر جهادية فإن جماعة "أنصار بيت المقدس" تضم عناصر فلسطينية مسلحة بسيناء.. تمكنت في الفترة الأخيرة من تطوير تكتيكاتها بشكل ملحوظ، حتى وصل إلى إتقان العمليات التفجيرية بالسيارات المفخخة والأساليب الانتحارية، ولأول مرة منذ ظهورها تتبنى إحدى العمليات الإرهابية خارج حدود سيناء، في تطور نوعى خطير يهدد الأمن القومي المصري.
وذكرت المصادر أن:
جماعة «أنصار بيت المقدس» دأبت على أن تطلق على عملياتها الإرهابية اسم «الغزوة»، وهذا ما جاء في بيانها الأخير بشأن استهداف وزير الداخلية يوم الخميس الماضي.. تماماً كما تطلق على عملياتها ضد الكيان الصهيوني!
أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» عن نفسها بشكل رسمي عقب ثورة يناير بحسب المصادر، بانضمام عناصر فلسطينية تسللت من غزة تطلق على نفسها اسم "أنصار بيت المقدس" للعناصر التكفيرية بجماعة «التوحيد والجهاد» بسيناء والاندماج في كيان واحد، توافقوا على تسميته جماعة "أنصار بيت المقدس" وكان أول ظهور للجماعة بتبنيها تفجير خط غاز العريش الذي يغذى إسرائيل خلال عام 2011م.. ثم عادت في 20 نوفمبر 2012 لتتبنى إطلاق صاروخ جديد على مدينة «إيلات الإسرائيلية».
ونشرت وقتها «مقطع فيديو» لشرح كيفية تنفيذ العملية، وخلال عام 2013 عادت «أنصار بيت المقدس» لتقصف مدينة «إيلات الإسرائيلية» بصاروخين استهدفا مخزناً للوقود ومدينة سكنية.
بدا واضحاً أن الجماعة تقصر عملياتها على العدو الإسرائيلي، حتى سقط الرئيس المعزول مرسى في 3 يوليو الماضي فغيرت بوصلة عملياتها نحو أهداف في الأراضي المصرية، فاستهدفت الأكمنة الأمنية والمؤسسات الشرطية بسيناء وطورت من أساليبها فتدربت بالتنسيق مع حركة حماس على استخدام الأساليب الانتحارية والتفجيرات عن بُعد للعبوات الناسفة والسيارات المفخخة.
مصادر جهادية أكدت أن:
جماعة «أنصار بيت المقدس» تعتنق عقيدة أهل السنة والجماعة، وتقوم أفكارها على شقين؛ شق خاص بعبادة الله وحده لا شريك له والدعوة إليه.. وتكفير أي شخص لا يؤمن بذلك.
وثانيهما النهى عن الشرك في عبادة الله، والمعاداة فيه.. فهي مجموعة تميل بصورة كبيرة لأفكار التكفيريين.
بحسب المصادر الجهادية فإن جماعة «أنصار بيت المقدس» توجد على الشريط الحدودي بين مصر وغزة بمدينتي رفح والشيخ زويد.. لاسيما بقرى المقاطعة والمهدية والظهير جنوب الشيخ زويد التي استهدفتها قوات الجيش مؤخراً.. كما أن لها تمركزاً، وإن كان بأعداد قليلة وسط سيناء.
تشكيل الجماعة ليس كبيرا ً، بحسب المصادر.. حيث لا يزيد على 750 فردا ً فقط، منهم نحو 150 عنصرا ً فلسطينيا ً تلقوا تدريبات عسكرية متطورة من خلال حركة حماس.. بجانب 600 عنصر آخرين تابعين لما يسمى بجماعة "التوحيد والجهاد بسيناء" التي كانت تعتمد في عملياتها على أسلوب الهجوم المسلح المباشر في عملياتها الإرهابية قبل أن تطور عملياتها بالانضمام للعناصر الفلسطينية وتشكيل جماعة «أنصار بيت المقدس» ليحدث تطور كبير في تكتيكها المسلح بدأ بإطلاق الصواريخ وانتهى بالتفجير عن بُعد والسيارات المفخخة.
وذكرت المصادر أن :
معظم تلك العناصر تنتمي للقبائل العربية في سيناء ولا سيما قبيلتي السواركة والترابين.
وجماعة «أنصار بيت المقدس» حسب المصادر الجهادية تتهم الحاكم بالكفر لأنه لا يطبق شرع الله في الحكم ويعتمد على السيادة الشعبية، وهم يرون أن السيادة لا بد أن تكون لله وحده، وشريعته هي القوانين التي يجب أن تطبقها الشعوب.
وتؤكد المصادر أن:
اختلاط قيادات جماعة التوحيد والجهاد بسيناء بدأ عقب ثورة يناير، عندما تسلل ما يقرب من 150 جهادياً من غزة لسيناء، كانوا يطلقون على أنفسهم «أنصار بيت المقدس» الذين تسللوا لداخلها عبر الأنفاق هرباً من ملاحقات حماس عقب ثورة يناير.. ولاسيما أن حماس كانت ترفض توجيه أي ضربات للعدو الإسرائيلي.. خاصةً بعد وصول الإخوان للحكم في مصر.. واكتشفت الجماعتان أنهما يعتنقان نفس الأفكار، فقررتا التوحد في جماعة واحدة، وكونتا تشكيلاً جهادياً واحداً أطلقتا عليه اسم جماعة "أنصار بيت المقدس"، التي أصبحت خلال عامين فقط من أشهر الجماعات الجهادية المسلحة بشبه جزيرة سيناء، رغم أن عددهم لم يتجاوز الـ1000 عنصر مسلح.
بدأ الظهور الفعلي لتلك الجماعة الجديدة، خلال عام 2011 بإعلان مسئوليتها عن تنفيذ إحدى عمليات تفجير خطوط الغاز في سيناء الواصل لدولة إسرائيل، ومن خصائص تلك الجماعة أنها دائماً ما تعلن عن أي عملية تقوم بها مهما كانت خطورتها.
ويعتبر محمد كمال أبو هاشم الفلسطيني المسجون حالياً بقطاع غزة، من أحد قيادات تلك الجماعة والذي شارك في تفجير خط الغاز.
وأكدت مصادر جهادية في سيناء أن:
حركة حماس تواصلت مع بعض عناصر جماعة «أنصار بيت المقدس» في سيناء، عقب إعلان حركة تمرد يوم 30 يونيو الماضي التظاهر ضد المعزول مرسى.. لتقريب وجهات النظر بينهم وبين جماعة الإخوان والتأكيد على أن سقوط محمد مرسى من شأنه أن يقضى على أي محاولات مستقبلية لتطبيق الشريعة، وقدموا لهم الدعم المادي وأمدوهم بالأسلحة والقذائف والصواريخ، وكان لوجود العناصر الفلسطينية بجماعة «أنصار بيت المقدس» كبير الأثر في تدريب أعضاء التوحيد والجهاد بالجماعة على كيفية قصف الصواريخ واستخدام العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، والقيام بأعمال التفجيرات عن بعد.
وتابعت المصادر أنه:
منذ سقوط الرئيس المعزول محمد مرسى تعمل تلك الجماعة ومعظم الجماعات التكفيرية والجهادية في سيناء لحساب جماعة الإخوان التي أغدقت عليهم بالمال وأمدتهم بأحدث الأسلحة عن طريق حركة حماس.. والتي هربت لهم كميات كبيرة من السلاح في الفترة من 25 مايو حتى 26 يونيو، مدللين على ذلك بتصريحات القيادي الإخوانى محمد البلتاجي التي ربط فيها وقف العنف في سيناء بعودة مرسى إلى منصبه.
كانت سيناء قد شهدت في الأشهر الأخيرة إعلان عدد من الحركات المرتبطة بتنظيمات جهادية فلسطينية عن وجودها بشكل رسمي، وإعلان بعضها مسئوليته عن تنفيذ بعض العمليات داخل الحدود الإسرائيلية.
وتعتبر «أنصار بيت المقدس» من أبرزها، ومعها جماعة «مجلس شورى المجاهدين - أكناف بيت المقدس» التي تمثلها جماعة السلفية الجهادية ويصل عددهم إلى نحو 1500 عنصر، وارتبطت بشكل أساسي بفكرة الجهاد ضد العدو الإسرائيلي والدفاع عن القضية الفلسطينية، قبل أن تعلن الحرب على مصر انتقاماً لعزل مرسى.
06/11/2014