مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 «صعايدة» الكيلو 4.5..فقراء «تحت السلك»
...............................................................


الصعايدة يعيشون تحت أزيز كهرباء الضغط العالي ويشاهدون شررها الأزرق في الظلام
"بنسمع صوت خروشة الكهرباء في السلك طول النهار، بس في الليل صوتها يفضل يعلي ويعلي، و ساعات نشوف شرار أزرق في الأيام اللي بتكون ضلمة قوي، بيجيلي صداع فظيع طول اليوم مش بيفارقني، بس هانعمل ايه مفيش حل تاني" هكذا بدأت رضا حديثها معنا.

بين الحواري والطرق غير الممهدة في الكيلو 4.5 قرية كاملة تحت السلك، وقد تجد تلك الأسلاك الخطرة تنسدل علي أسقف عشرات البيوت، بينما تقبع أبراج الكهرباء بجوار نوافذ غرفهم وأحيانا تخترق أسوار بيوتهم وقد تعودوا علي ذلك لدرجة أن صغارهم يلعبون عندها وأصبحوا يعلقون "الغسيل" عليها أمام الشمس!.
في البداية قال لنا أحد المارة: هؤلاء لا يبالون بأضرار تلك الأسلاك ولكنهم تعودوا علي العيش تحتها، لأنهم لم يجدوا أمامهم اختيارا آخر، فتلك المساحات هي أملاك دولة ومن استولي عليها بـ"وضع اليد" باعها لهم بأثمان زهيدة جدا ومنذ عشرين عاما وأكثر أصبحت تنتمي لهم.

شخص ما أمامنا كان يجلس دون حراك وينظر لنا فذهبنا لسؤاله فوجئنا بأنه أخرس، فقال لنا السكان من حوله إنه فقد صوته منذ مدة، وهو يسكن مع أسرته في هذا المكان منذ ما يزيد علي 10 أعوام، قابلنا زوجته التي قالت: "إحنا ساكنين هنا من فترة ومفيش شغل ولا أي حاجة ، جئنا من المنيا علي أمل إنه يلاقي شغل هنا بس ملقاش وعايشين هنا وملناش مكان تاني".

حمدي أحد سكان "تحت السلك" قال: إن الحي لا يهتم بهذه المنطقة، وربما لا يعلم أغلب سكانها الحي الذي تتبعه، ولم يجرب أحد التقدم بشكوي حول ما يعانونه هنا.
ومن الواضح أن السكان يعلمون كل الأضرار التي قد تلحق بهم، فتقول سمية: "لا.. مش هايحصلنا حاجة احنا صحتنا زي البمب وخدنا علي كده خلاص وبقالنا كتير قاعدين ومحدش حصله حاجة، بس مشكلتنا الوحيدة في المياه، ياريت يوصلوا الميه بسرعة بدل ما نشتريها بالجراكن"!.

كانت بعض النساء يتجمعن حول بائعة للحلوي، جلسن أمام باب بيتها الصغير، كن يتحدثن عن أمور خاصة بأسرهن، سألناهن عن أحوال المنطقة، فقلن إن الإيجار هنا أقل بكثير من أي مكان آخر، ومعظمنا اشتري الأرض التي بنينا عليها هذه البيوت، ولم نتوجه للشكوي في الحي لأنه لن يفعل لنا شيئا فكل هذه الأراضي وضع يد ولم يجبرنا أحد علي البناء عليها والسكن تحت الضغط العالي لكن ظروف أغلبيتنا صعبة جدا فأجبرتنا علي الإقامة هنا.

أغلب من "تحت السلك" أميون، جاءوا من محافظات الصعيد، التي يفضل المهاجرون منها السكن في الكيلو 4.5 عامة، وتعتبر منطقة جاذبة للهجرة الداخلية بسبب انخفاض تكاليف المعيشة فيها سواء في الإيجارات أو المأكل والمشرب وغيرها.

لا يذهب الأطفال إلي المدارس باعتبارها رفاهية ليست بمقدور هؤلاء البسطاء، وإذا حدث وذلك نادرا فيذهب الأطفال إلي المدرسة الابتدائي البعيدة نسبيا مشيا علي الأقدام، وبعد اجتيازهم للمرحلة الابتدائية لا يكملون تعليمة بعدها لأن المدارس الإعدادي والثانوي غير موجودة إلا في الحي العاشر الذي يبعد كثيرا عنهم، ويفضل السكان بدلا من ذلك، تعليم أطفالهم أي عمل آخر، فأغلب الأطفال يعملون في ورش تصليح السيارات في شارع الورشة بالكيلو 4.5
.
 

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية