جمال عبد العزيز من حي السيدة زينب إلي قصر العروبة
| |
جمال عبد العزيز | |
عاد من الكويت علي طائرة مبارك حين كان نائبا لرئيس الجمهورية وتحول إلي كبير السكرتارية في عصره صباح يوم الأحد الماضي توجه الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية إلي مكتبه بقصر عابدين قادما من لقاء مسئول كبير بوزارة الدفاع ليجمع متعلقاته الشخصية من مكتبه ويطلب من مساعده اللواء عصام شحاتة أن تقوم سيارته بتوصيله إلي منزله بالقطامية وأعطاه جميع مفاتيح مكتبه ليغادر رئيس ديوان الرئيس المخلوع مكتبه دون أن يعود إليه صباح اليوم التالي كما هو معتاد منذ 30 عاما .
وفي مساء ذات اليوم خرج جمال عبد العزيز سكرتير الرئيس المخلوع مبارك من منصبه كرئيس السكرتارية بعد 12 عاما من خروجه الرسمي إلي المعاش عام 1999 لبلوغه سن الستين واستمراره في العمل بعقد يجدد كل 6 أشهر طوال 11 عاما بمكتبه بشارع الاستاد البحري، حيث مكتب سكرتارية رئيس الجمهورية داخل مقر الحرس الجمهوري تحت مسمي اخترعه له رفيق رحلته في السلطة والثروة زكريا عزمي وهو منصب كبير سكرتارية الرئيس لتنتهي بذلك اسطورة زكريا عزمي وجمال عبد العزيز اللذين كانا السبب الأول والأخير في كل ما جري لمصر ولمبارك طوال 30 عاما بعد أن نجحا في عزله عن حقيقة ما يجري في مصر خاصة في السنوات العشر الأخيرة، وفي ذات اليوم تم تصفية سكرتارية رئيس الجمهورية إلي الابد بقرارات من المشير طنطاوي، فقد احيل للمعاش كل من تجاوزوا سن الستين، أما من لم يصل منهم إلي السن فتم نقله إلي ديوان رئيس الجمهورية بعابدين، وتم نقل الحراسة الخاصة بالرئيس المخلوع إلي الحرس الجمهوري.
وانتقل مصطفي شاهين وحسين محمد المسئولان عن تحويل تليفونات الرئيس إلي قصر عابدين كموظفين إداريين، وترك محسن عبد العليم منصبه كسكرتير لجمال مبارك أما جلال أبو القاسم سكرتير علاء مبارك فعاد مرة اخري إلي رئاسة الجمهورية، لكن في قصر عابدين ،ليكون يوم الأحد الماضي هو يوم نهاية دولة اسمها سكرتارية رئيس الجمهورية التي صنعها جمال عبدالعزيز وحولها إلي ديناصور يدافع عن مبارك وعائلته ويقود خطة التوريث إلا أنه كان ديناصورا بلا عقل وكان أول ضحاياه الرئيس وعائلته.
جمال عبدالعزيز من حي السيدة زينب ولد لاسرة متوسطة، حصل علي مجموع بسيط في الثانوية العامة ليلتحق بمعهد التربية الرياضية، وكان شكله اقرب إلي الأجانب منه إلي المصريين فضلا عن لياقته البدنية التي جعلته يجتاز اختبار القبول بالكلية الحربية ويتخرج منها بعد 6 أشهر كضابط مؤهلات عليا، ونظرا لأناقته تم اختياره مشرفا رياضيا بنادي هليوبوليس حيث صفوة مصر وكبار رجال السياسة والمال والأعمال، وهناك تعرف علي ماجدة البنداري لاعبة الباسكت بول وابنة عبد الفتاح البنداري محافظ القاهرة الأسبق واشتعلت بينهما قصة حب ساخنة انتهت بالزواج وعقب الزواج تم اختياره سكرتيرا لرئيس أركان القوات الجوية حسني مبارك إلا أنه كان يبحث عن دخل مالي أكبر وهنا ظهر عديله الدكتور حسن زاهر صاحب مستشفي القاهرة التخصصي الآن والذي كان يعمل في الكويت وقتها وبنفوذه استطاع نقل جمال عبد العزيز في نهاية السبعينيات للعمل كسكرتير بالمكتب العسكري المصري في الكويت، وفي اول زيارة لمبارك للكويت بعدما صار نائبا للسادات التقي بجمال عبد العزيز الذي طلب منه ان يعود معه علي الطائرة لمصر لانه يرغب في العمل معه وعاد مع مبارك كسكرتير له.
وحينما جاء مبارك رئيساً للجمهورية انتقل معه ليلتقي بزكريا عزمي رئيس الديوان وكأن كل منهما وجد نصفه الاخر ليشكلا ثنائيا قاد الرئيس ومصر طوال 30 عاما إلي الهاوية. مع بداية عمل الدكتور احمد بهجت في مصر في منتصف التسعينيات ظهر اسم جمال عبد العزيز ولكن من خلال زوجته ماجدة البنداري التي كانت شريكة احمد بهجت وقدمت له الكثير خاصة بعدما تمت تصفية صناعة التليفزيونات المصرية الوطنية واختفت تليمصر من السوق إلي الابد ودخلت منتجات احمد بهجت من التليفزيونات خاصة جولدي إلي كل مصر، وفي عام 2000 انسحبت من العمل مع احمد بهجت وباعت حصتها في اطار الحصة التي اشتراها البنك الاهلي المصري وقتها مع تعثر احمد بهجت في المرة الأولي، لتتفرغ ماجدة البنداري لاعمال البيزنس الخاص بها في جميع المشروعات العاملة في مصر بما فيها صناعة مستحضرات التجميل، وبعكس زكريا عزمي فإن جمال عبدالعزيز لا يرغب في الظهور في الاضواء أو السياسة أو حتي المناسبات العامة ورغم ابتسامته المعتادة إلا أن المحيطين به يعرفون ان خلف هذه الابتسامة وحش يمزق كل من يحاول ان ينقل لمبارك خلاف ما يصله من تقارير من زكريا عزمي وجمال عبد العزيز بأن كله تمام والدنيا بمبي وان الاخوان المسلمين هم سبب كل مصائب كان جمال عبدالعزيز يصل مكتبه ظهرا لكونه لا يستيقظ مبكرا مطلقا بعكس زكريا عزمي، وحينما خرج إلي المعاش عام 1999 اقنع زكريا عزمي مبارك بعمل منصب جديد في السكرتارية هو رئيس السكرتارية ليكون لجمال عبد العزيز مع التجديد له بعقد كل 6 أشهر وهو الجميل الذي رده رئيس السكرتارية حينما غرقت العبارة السلام وجاء اسم زكريا عزمي كصديق لممدوح اسماعيل صاحب العبارة ووقف بجوار زكريا لدي الرئيس مبارك واقنعوة بأن زكريا بريء منها وعمل جمال بصفته رئيس السكرتارية علي أن تصل كل المعلومات لمبارك عن العبارة كما يريد زكريا وليس كما يريد الرئيس، وكذلك المعلومات عن ابراهيم سليمان كانت تصل للرئيس علي هوي هذا الثنائي.
في الخمس سنوات الأخيرة كان الثلاثة في زجاجة واحدة الرئيس المخلوع وزكريا عزمي وجمال عبد العزيز، خاصة بعد ان تولي جمال عبد العزيز ملف التوريث وتصعيد جمال مبارك وسط الشعب وإدارة خطة هذا التصعيد والتي كان مفترض ان تبدأ في مارس القادم، واستحوذ جمال عبد العزيز علي جمال مبارك لدرجة أن مبارك الاب ومبارك الابن ترك امرهما تماما لهذا الثنائي بدأ من التخلص من كل المخلصين وآخرهم أبو الوفا رشوان رفيق مبارك علي مدار 40 عاما والذي خرج في عيد الاضحي الماضي بقرار إحالة للمعاش علي درجة وكيل وزارة وليس سكرتير رئيس جمهورية ووقعه زكريا عزمي وليس مبارك رغبة من جمال عبد العزيز في التشفي في رجل كان يرفض ان تصل للرئيس عبارة كله تمام وكان الوحيد الذي قال للرئيس المخلوع يا افندم احمد عز مش سياسي وها يضيع البلد وهي الجملة التي نقلت لجمال مبارك فكان خروج ابو الوفا رشوان بعدما تم اتهامه بأنه عين المشير وأنه ضد التوريث، السيناريو تكرر مع اللواء الطوبجي وشفيق البنا ومحسن صوفي وحامد شعراوي وحلمي حجازي.
كان جمال عبدالعزيز حينما يجلس مع زكريا عزمي بعيدا عن العمل يسأله.. تفتكر يا زكريا لو انت بقيت رئيس جمهورية اول قرار لك ها يكون ايه؟؟ ويرد زكريا علي الفور إحالة جمال عبد العزيز لمفتي الجمهورية.. بعدها تنطلق الضحكات من الاثنين لتهز جدران المكان.