مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 استغاثة لإنقاذ أقدم ميناء بحري في العالم
...............................................................

بقلم : حسام عبدالقادر
........................

  

 أقدم ميناء بحري في العالم

  

منطقة الميناء الشرقي بمدينة الإسكندرية المصرية واحدة من أهم المناطق الأثرية في العالم، فقد صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" كمحمية أثرية، وإلى جانب هذا البعد التاريخي فهي قبلة لعشاق السياحة والغوص، حيث يأتون إليها ليستمتعوا باستكشاف أعماق أقدم ميناء في العالم، ويروا الإسكندرية القديمة والآثار الغارقة بالإضافة إلى بقايا قصر كليوباترا؛ ورغم أهمية هذه المنطقة ووضعها الإستراتيجي فإنها تعاني من تلوث بيئي شديد يهدد بفقدان أهميتها التاريخية والسياحية في آن واحد.

من أجل ذلك، قامت جمعية محبي الغوص والحفاظ على البيئة البحرية برئاسة الدكتور أشرف صبري بتنظيم احتفالية تحت عنوان "يوم لإنقاذ الميناء الشرقي"؛ وذلك بهدف إحياء البيئة البحرية والحفاظ عليها، وقد تم خلال الاحتفالية تنظيف الميناء الشرقي واستخراج بعض المخلفات الموجودة في قاع المياه، وذلك في يوم 12 مايو 2009.

وقال الدكتور أشرف صبري المتخصص في طب الأعماق: "بحكم عملي الدائم مع السياح الذين يعشقون الغوص تحت مياه البحر، أعانى من تراكم القاذورات والمخلفات التي استخرجها بشكل شبه يومي من مياه الميناء الشرقي، هذا الميناء التاريخي الذي اعتبره اليونسكو محمية أثرية لاحتوائه على أهم قطع أثرية وآثار".

وأضاف: "رغم تحويل الصرف الصحي بمدينة الإسكندرية إلى البر منذ عدة سنوات، فإن قاع البحر ما زال يعانى من التلوث؛ لأن هناك تراكمات من مئات السنين في القاع، وخاصة أن الميناء الشرقي ليس به أمواج مثل المياه في عرض البحر، وكل ذلك أثر على البيئة البحرية فماتت أنواع عديدة من النباتات والأسماك، وانقرضت "الترسة" أو السلحفاة المائية وأصبحت نادرة، فالترسة مثلا تأكل قنديل البحر وتتغذى عليه، وأكثر المخلفات الملوثة في المياه هي الأكياس البلاستيك، وتظهر هذه الأكياس تحت الماء في شكل قنديل البحر فتظنها الترسة وجبة دسمة فتأكل الأكياس بدلا من القنديل وتموت".

اختفاء الأعشاب البحرية


هناك كارثة أخرى وهي اختفاء الأعشاب البحرية من منطقة الميناء الشرقي؛ تلك الأعشاب كانت تقوم بعمل فلتر للمياه وتنظفها، لكنها ماتت بسبب التلوث، ونحن نحاول -والكلام للدكتور أشرف- إعادة إحياء هذه النباتات من جديد، ونحاول زيادة جرعة الأكسجين من أجل زيادة الأسماك في هذه المنطقة، ونقوم بشكل دوري بمسح هذه المنطقة من بقع زيت عائمة على سطح الماء أو أكياس بلاستيك أو كاوتش قديم وأنواع من البلاستيك، ونقوم من خلال الجمعية بجهود يومية من أجل تنظيف الميناء من تلك المخلفات.

ويضيف د. أشرف قائلا: "لقد اخترنا هذا اليوم ليكون احتفالية نحاول إلقاء الضوء على أهمية نظافة الميناء الشرقي لأن الموضوع له أبعاد اقتصادية هامة؛ فالأفواج السياحية تنتقد هذا الكم من القمامة والتلوث الموجود في المياه سواء العائمة على الماء أو الغاطسة في القاع ويكون مظهرنا سيئ للغاية، ومن الممكن أن يؤثر سلبا على وجود السائحين في هذه المنطقة وذهابهم للغوص في مناطق أخرى".

خطة إنقاذ

من جهة أخرى، أكد المهندس ماجد جورج وزير البيئة في الكلمة التي ألقتها نيابة عنه الدكتورة منى جمال الدين رئيس جهاز شئون البيئة بالإسكندرية أن هناك خططا مستقبلية لإدارة المناطق الساحلية تعتمد على تنفيذ خطة عمل تشمل التعاون والتنسيق بين جميع الأجهزة والهيئات الحكومية المعنية على أساس التحديد الواضح لدور ومسئوليات كل منها بهدف ضمان مساهمتها بفعالية؛ كلٌ في مجال تخصصه، وهو ما نلمسه اليوم من مخرجات العمل البناء لمشروع الإدارة الساحلية المتكاملة لمنطقة بحيرة مريوط.

وأوضحت د. منى أن وزارة الدولة لشئون البيئة قد أولت اهتماما بالغا بحماية مصادر المياه في مصر من التلوث وذلك بإيقاف الصرف الصناعي ومصادر الصرف الصحي والزراعي بالتنسيق مع الوزارات المختلفة؛ لذا فقد تم تشكيل لجنة تسمى "اللجنة القيادية للإدارة المتكاملة للمناطق السياحية"، وقد تم من خلال الدراسات المختلفة والتقارير والمشاهدات التعرف على المشاكل البيئية التي تواجه استغلال موارد المناطق الساحلية، من أهمها تآكل أو ردم الشواطئ، وتغيير نمط تحرك كتل المياه والرواسب، والإدارة غير الواعية للموارد، والصيد الجائر، ونقص وتلوث الموارد المائية، والتنمية الحضارية والسياحية، كذلك أنشطة التعدين والصناعة، وفقدان الأحياء المهددة بالانقراض والأحياء المهاجرة.

وأضافت أن وزارة البيئة تعمل جاهدة للحد من تلوث حوض البحر المتوسط وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية حيث يتم التفتيش البيئي على المنشآت التي تقوم بالصرف المباشر وغير المباشر على البحر المتوسط للوقوف على مدى مطابقة صرف المنشآت من عدمه، وذلك طبقا لحدود معايير القانون، ويتم إلزام المنشآت بتقديم خطة زمنية لتوفيق أوضاعها البيئية ومتابعة هذه الخطط عن طريق جهاز شئون البيئة.

وقد قدم د. أشرف صبري اقتراحا للدكتورة منى جمال الدين بوجود "صندل مائي" يقوم بدور جامع القمامة، مهمته تتمثل في جمع المخلفات من المراكب، بحيث يمكن أن تباع هذه المخلفات للشركات وتدر ربحا يستغل، خاصة مخلفات الزيوت، وأكد أنه على استعداد أن يتحمل تكلفة العاملين على هذا الصندل، على أن تقوم وزارة البيئة بتوفير الصندل المائي، وقد وعدت الدكتورة منى جمال الدين بدراسة الاقتراح لرؤية إمكانية تنفيذه.

 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية