مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 "المصالحة دي مش لازم تتم"!!.
...............................................................

 

أبوالغيط

 

سماك العبوشي
....................


كلما أتصفح خبراً عن رفض وزارة الخارجية المصرية لمبادرة لم الشمل وتقريب وجهات نظر طرفي الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، وأنعم النظر ملياً بإصرارها على تنفيذ شروطها المعلنة والمتمثلة بتوقيع حماس على الورقة المصرية لإتمام المصالحة تلك، فإنني أستذكر تلك العبارة الشهيرة "الجوازه دي مش لازم تتم"، والتي كانت ومازالت تردد في الأفلام المصرية التي تتحدث في الأمور العائلية، وأعود بذاكرتي إلى خمسينات وستينات القرن المنصرم، حين كانت والدتي "رحمها الله" تتعاطف مع أحداث قصة الحبيبين العاشقين اللذين يبغيان الزواج على سنة الله ورسوله وهي تتابع مشاهد تلك الأفلام عبر شاشة التلفاز، فكنت أرى علامات الألم والحسرة والحزن ترتسم على وجهها "رحمها الله" وهي تتفاعل مع مجريات أحداث تلك الأفلام، فتلعن تسلط وجبروت ولي أمر الطرف الأكثر سطوة وجاهاً وهو يتصدى لهذين الحبيبين واضعاً العصي في دواليب عربة عقد قرانهما، كما وتزداد امتعاضاً وغضباً كلما ردد على مسامعها العبارة الشهيرة تلك في كل مشهد حوار لتقريب وجهات النظر التي يبذلها سعاة الخير معه لإتمام الزواج، وللمفارقة والطرفة، فإن ذاك السيف المشهر بالرفض سرعان ما يتهاوى وينكسر أمام إصرار الحبيبين ومن يتعاطف معهما، لتعم الأفراح والليالي الملاح في آخر لقطات ذاك الفلم، لتذهب والدتي "رحمها الله" بعدها إلى فراشها قريرة العين سعيدة بانتهاء ذاك الرفض المجحف والظالم!!.

هكذا لعمري غدت ممارسات الخارجية المصرية حيال المصالحة الفلسطينية، فهي ما فتأت تمارس ذات الدور الذي مارسه ولي أمر الطرف الأكثر جاهاً وسطوة في الفلم، وذلك من خلال رفضها جمع طرفي الخلاف الفلسطيني وحل أزمتهما، حتى خـُيـّلَ إليّ وكأن لسان وزير خارجيتها يردد رفضه ذاك عند كل حراك سياسي وجهد طيب لتقريب وجهات النظر وتحقيق المصالحة الفلسطينية من خلال عبارة " المصالحة دي مش لازم تتم "، تلك المصالحة التي طال أمدها وتعقدت ظروفها نتيجة الدور الذي مارسه النظام المصري والذي بدا للقاصي والداني وكأنه وليّ لأمر أحد طرفي الخلاف الفلسطيني، في وقت تناست فيه الخارجية المصرية حقيقة دورها التاريخي والقومي المناط بها، والتي يفترض بها أن تلتزم جانب الحياد والشفافية وأن تكون على مسافة واحدة من طرفي الخلاف!!.

على امتداد الأيام المنصرمة، كانت وكالات الأنباء تتناقل أنباء عدم موافقة وزارة الخارجية المصرية، سواءً على ورقة لتفاهمات كانت قد جرت بين حركتي حماس وفتح، أو أن تكون تلك التفاهمات جزءا من الاتفاق الشامل، مفضلة مشترطة على أن يكون التفاهم بينهما عقب توقيع حماس على الورقة المصرية الخاصة بالمصالحة!!، هذا كما وسبق أن رفضت الخارجية المصرية مقترحا تركيا يقضي بأن تقوم أنقرة بتقريب وجهات النظر بين حركة المقاومة الإسلامية " حماس" وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وذلك من أجل تسهيل المهمة المصرية في التوصل إلى اتفاق مصالحة فلسطينية!!، هذا كما ولم تعر الخارجية المصرية بالاً لما حمله أمين عام جامعة الدول العربية السيد عمرو موسى في أعقاب زيارته لغزة من أفكار كان قد طرحها على مسامعه قيادات بعض الفصائل الفلسطينية!!، وإزاء ذاك الرفض المتواصل وإصرار الخارجية المصرية على ضرورة قيام حماس بالتوقيع على تلك الورقة، فإن أمر تفسير ذاك التشدد بات غريباً مريباً، إلا أنه رغم غرابته فإنه في حقيقة الأمر لا يحتاج لعناء تحليل، فالخارجية المصرية مرتبطة بمعاهدة سلام مع العدو الصهيوني، وهي لعمري تحترم ما التزمت به من بنود معاهدة كانت ومازالت تحقق للكيان الصهيوني أمنه وسلامة كيانه المغتصب، وأمن الكيان الصهيوني وسلامته لا يتحقق لعمري إلا باستمرار حالة الضعف العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً، والضعف الفلسطيني يتأتى من خلال استمرار نهج التسوية الاستسلامية وانضواء جميع الفصائل الفلسطينية تحت خيمتها، ولا يتحقق ذاك إلا باستمرار الضغط على الفصائل المعارضة لذاك النهج وديمومة حالة شرذمة المشهد الفلسطيني وتمزقه، لذلك نرى الخارجية المصرية تمارس دورها الطبيعي بالإنابة عن "إسرائيل" في تحقيق هدفها المرسوم في تشتيت الجهد الفلسطيني وإطالة أمد الانقسام والمراهنة على عاملي الزمن والحصار في تحقيق إركاع حماس ومن يحاكيها من الفصائل الفلسطينية الرافضة لنهج التسوية الذي سارت عليه السلطة الفلسطينية!!.

خلاصة الأمر ومربط الفرس عند الخارجية المصرية يكمن في إن "المصالحة دي لازم تتم" وفق منظورها وتوجهها واشتراطاتها، والذي يتناغم كلية مع اشتراطات الولايات المتحدة الأمريكية، وبما يحقق للكيان الصهيوني أهدافه وأحلامه وتطلعاته، ومن هذا المنطلق أيضاً، فإن "المصالحة دي مش لازم تتم" وفق ذاك المنظر والهدف غير المعلن مرفوضة جملة وتفصيلاً، لأنها ستعني:

1. التفريط بدماء الشهداء الذين تساقطوا في المشهد الفلسطيني طيلة العقود المنصرمة!!.
2. إنجاز ما فشلت "إسرائيل" على تحقيقه طيلة فترة حصارها لغزة وما تخللته من أحداث مجزرة دموية أطلق عليها عملية " الرصاص المنصهر"!!.
3. منح المتآمرين على القضية الفلسطينية والمسوفين صكوك البرا،ة والطهارة من دماء كل الشهداء الأطهار!!.
4. الانخراط التام في نهج التسوية والكف عن نهج المقاومة!!.
5. الاستسلام التام لإرادة المحتل ومن يقف وراءه والامتناع بالتالي عن المطالبة بالحقوق والثوابت الفلسطينية وأهمها حق العودة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس!!.
6. منح "إسرائيل" الذرائع اللازمة أمام الرأي العام الدولي على صواب ما مارسته من حصار وقتل وتهجير وتدمير!!.

وللحديث بقية.

simakali@yahoo.com
27/ 6 / 2010


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية