عبد الناصر وأردوجان وملحمة "يونيو"
...............................................................
| |
ملحمة يونيو | |
محيط - جهان مصطفى
رغم أن يونيو يرتبط في أذهان العرب بالنكسة وما ترتب عليها من كارثة احتلال إسرائيل للضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية ، إلا أن هذا لا ينفي أن هذا الشهر سطر أيضا نقاط تحول مضيئة في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي والمقصود هنا شجاعة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان .
ففي 9 يونيو / حزيران 1967 وبعد أربعة أيام من النكسة ، خرج عبد الناصر على الملأ وفي شجاعة منقطعة النظير ليعلن تحمله مسئولية ما حدث وأنه بناء على هذا قرر التنحي من منصبه ليعود فردا مصريا عاديا يقاتل العدو ، إلا أن الجماهير خرجت في مظاهرات حاشدة في 10 يونيو تطالبه بالبقاء والاستعداد للحرب .
وكان من أبرز الهتافات في تلك المظاهرات " نريد ناصر لننتصر " ، وبالفعل رضخ عبد الناصر لرغبة الجماهير واستمر في منصبه ، وعلى الفور ، شرع في إجراء تغييرات في القيادات العسكرية ، حيث أقال المشير عبد الحكيم عامر من قيادة الجيش وعينه نائبا له ، كما قام بتعيين الفريق أول محمد فوزى قائد عاما للقوات المسلحة بدلا من عامر والفريق عبد المنعم رياض رئيسا للأركان فى 11 يونيو 1967 .
وفي 21 يونيو 1967 ، لجأ عبد الناصر للاتحاد السوفيتى لإعادة تسليحه ، ووقعت بالفعل صفقات السلاح بين البلدين ووصل خبراء سوفييت لتدريب الجيش المصرى على السلاح الروسى ، وفي مارس 1969 ، انطلقت حرب الاستنزاف والتي أكدت لإسرائيل أن الجيش المصري لم يصبح جثة هامدة مثلما كانت تزعم ليل نهار بل ومهدت أيضا للنصر العظيم في حرب 6 أكتوبر 1973 .
ورغم مرور 43 عاما على ما حدث 9 يونيو وفي ذروة يأس كثيرين في العالم العربي تجاه تمادي بلطجة إسرائيل في المنطقة بدعم أمريكي ، خرج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان على الملأ في 5 يونيو 2010 وفي موقف شجاع لا يختلف كثيرا عما فعله عبد الناصر ليكسر حاجز الصمت العالمي تجاه جريمة الحصار على قطاع غزة عقب المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل ضد أسطول الحرية .