فضائح سجن ابو غريب
...............................................................
|
أهالي المعتقلين الفلسطنيين في السجون المصرية |
غزة المحاصرة - مدونة نيوز فلسطين
هل تذكرون الصور الواردة من سجن "أبو غريب" لمعتقلين شبه عرايا يتعرضون للصعق والشبح؟! ما رأيكم لو أبدلتم تلك الأجساد النحيلة بأخواتها من الفلسطينيين ليكتمل الفصل الثاني من مسرحية "الوحش والضحية"!.
وفجّرت الروايات الأخيرة على لسان المعتقلين في السجون المصرية قنبلة الغضب من وحشية المحققين مع معتقلين أبرياء كانوا في طريق العودة من رحلة علاج أو دراسة.
وانتقد كل من رمضان شلّح الأمين العام للجهاد الإسلامي وصلاح البردويل القيادي في حماس تعذيب أجهزة الأمن المصرية للمعتقلين الفلسطينيين متسائلين عن هدفهم من انتزاع معلومات عن المقاومة.
ويشعر ذوو المعتقلين في مصر أن أبناءهم فوق قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت ليسمعوا نبأ موت أبنائهم.
ووصف درويش الغرابلي أحد نشطاء الجهاد الإسلامي المفرج عنهم السجن المصري بـ"غوانتنامو العرب" خلال "رحلة الموت" التي استمرت 51 يوما له ولزملائه الخمسة.
ونشرت وسائل الإعلام على لسانه آلية التعذيب التي تنوعت بين الصعق الكهربي والشبح والضرب المبرح وهم معصوبي الأعين في زنازين نتنة تسكنها كافة أنواع الحشرات .
وأشار أن المحققين حاولوا انتزاع معلومات عن شاليط ونقاط رباط المجاهدين والهيكلية العسكرية لحركته في الداخل والخارج، ورأيه في الحسم العسكري و"الجدار الفولاذي".
وانتقد د. رمضان شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الوحشية التي تعامل بها المصريون مع المعتقلين الفلسطينيين.
وأضاف في تصريحات صحفية:" لن نقبل أن نحاصر ونجوع ونمنع من السفر ونضرب بالغاز السام"، مشيراً إلى أن العلاقات مع مصر ليست على ما يرام، و بحاجة إلى المصالحة .
وتساءل عن أهداف مصر من وراء تعذيب الفلسطينيين العائدين من رحلة العلاج لخمسين يوما في سجونها بوسائل وحشية.
أما صلاح البردويل القيادي في حماس فأبدى استغرابه من حملة الاعتقالات والتعذيب المصرية .
وأضاف في تصريح صحفي: "نناشد الرئيس مبارك بالتدخل لوقف هذه الحملة، ومازلنا نطالب الرئيس المصري أن يضع حدا لهذه التجاوزات من أمن الدولة بحق أبناء شعبنا، وأن يشكل لجان تحقيق لما تعرض له (يوسف أبو زهري) من تعذيب أودى بحياته و لا نرغب أن تتغير صورة مصر في أذهان شعبنا فنحن على استعداد لفتح حوار إستراتيجي مع القاهرة لإزالة كل الشكوك " .
بعد دقائق من استشهاد يوسف أبو زهري رقص السجّانون المصريون على وقع الأغاني قبل أن تبرد أطراف ضحيتهم تماما.
وعلمت الرسالة من مصادر خاصة أن الشهيد أبو زهري حمل رقم المعتقل "19" في سجنه حيث تمنح إدارة السجن كل معتقل رقما اعتقاليا .
وأضاف المصدر: "تناوب على تعذيب الشهيد أبو زهري اثنان حملا اسم حمزة وعلي-أسماء مستعارة لمحققين-مارسا بحقه الصعق الكهربائي والشبح لمدة طويلة" .
وشدد على أن أسئلة المحققين ركزت على مصادر تمويل حماس وبنيتها وأنهم زادوا في تعذيبه حين عرفوا أنه شقيق الناطق باسم حماس د.سامي أبو زهري .
وأكد شاهد عيان للرسالة أن أبو زهري صرخ صرخة مدوّية قبل أن يفارق الحياة إثر صعقه بالكهرباء سمعها كافة المعتقلين في الحجرات المجاورة حيث أدرك المعتقلون أن أمرا جللا أصاب أبو زهري.
وأضاف: "أخذت الغرف المجاورة بالهتاف الله أكبر وثارت حالة اضطراب في السجن فقام السجّانون بفتح جهاز تسجيل على أغاني ماجنة بصوت مرتفع جدا للتغطية على جريمتهم وبهدف السيطرة على المعتقلين الذين ازداد صوتهم بالتكبير" .
وأكد شاهد عيان أنه رأى أبو زهري يخرج من حجرة التعذيب على حمّالة فعلم حينها أنه استشهد لأنه رآه جثة هامدة .
وتنفي المعلومات الخاصة التي حصلت عليها الرسالة رواية الجانب المصري حول استشهاد أبو زهري بتدهور حالته الصحية في المستشفى مشيرة أن الشهيد قضى خلال تعذيب شديد بالكهرباء في السجن.
وفي قضية أخرى علمت الرسالة من مصادر خاصة أن ضباط التحقيق المصريين مارسوا التعذيب الشديد في شهر 9-2009 بحق عدد من المعتقلين الفلسطينيين والقيادات الفلسطينية لانتزاع معلومات عن الشهيد محمود المبحوح.
وأضاف المصدر: "كانت الأسئلة تنصب على شخصية المبحوح وتحركاته ودوره في عملية التمويل وجلب الأسلحة ومع من يتصل" .
و قدمت المعلومات على طبق من ذهب للمخابرات الإسرائيلية التي نفذت عملية الاغتيال بعد شهرين مستفيدة من بعض ما انتزعه المصريون تحت التعذيب والصعق بالكهرباء.
ويتحلى المحققون في السجون المصرية بشهية مفتوحة للنيل من أجساد وكرامة ضحاياهم من المعتقلين الفلسطينيين فيمارسون بحقهم الصعق الكهربي والشبح ويكيلون لهم شتائم تمس الشرف وتمزّق الحياء.
وذهب كثير من المعتقلين المفرج عنهم لتشبيه سجون أمن الدولة المصري بسجن أبو غريب وهو ما فاق في الفظاعة سجون الاحتلال من حيث الوحشية وطرق انتزاع المعلومات .
وأكد درويش الغرابلي أحد المفرج عنهم أنه تعرض للاعتقال وعصب الأعين .
وأضاف:" كبَّلوا يدي وشدوا العصبة بقوة فقلت للضابط: خففها فشدها أكثر، وقال لي: "اسكت يا ابن الـ..."، وكانت أول شتيمة من نوعها أسمعها في حياتي، ثم لكمني أربع لكمات قوية على وجهي وصدري، وأمرني وزملائي بالتعرِّي وبدأت عملية الصعق بالكهرباء".
وتابع:" استمر التحقيق ساعتين بعد الظهر، وثلاث ساعات في المساء لمدة 20 يومًا.. عند كل سؤال صعقة بالكهرباء و اللكم والضرب والشد والهز"
وأكد أن المحققين انهالوا على السجناء الستة بالأسئلة الأمنية والسياسية المكثفة والخطيرة، وقال: "كانوا يسألون بما يشير إلى أنهم مرتبطون بالكامل مع أجهزة المخابرات الصهيونية والأمريكية".
وأوضح أن المحققين سألوه وزملاءه عن تحرُّكات الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" رمضان عبد الله شلح ورقم سيارته ولونها، وطلبوا معلومات عن قيادات سياسية وعسكرية من الحركة، وأماكن وجودهم، وأماكن بيوتهم، ومرافقيهم وأماكن سكناهم، وأماكن تصنيع الصواريخ والمعدات العسكرية وتخزينها في غزة.
وعاش المعتقلون الستة واحدة من قصص الخيال بين الحشرات والروائح النتنة وحرموا الاستحمام والطعام وتعرضوا لاهانات جسدية ومعنوية قبل أن يخرجوا من القبر المصري .
وأكد عماد السيّد المنسق العام لتجمع أهالي المعتقلين في السجون المصرية أن أهالي المعتقلين يعيشون حالة من القلق على حياة أبنائهم الواقعين تحت تعذيب السجّان المصري .
وطالب مؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر بالتدخل السريع لإنقاذ حياة عشرات المعتقلين الفلسطينيين من بطش السجون وأجهزة الأمن المصرية .
وأشار إلى أن عدد المعتقلين المعروفين لدى التجمع 26 معتقلا ويتوقع وجود المزيد ممن انقطعت أخبارهم ولا يدري احد عن مصيرهم شيئا.
وأبدى خوفه على مصير شقيقه محمد محمود السيّد 27 عاما المعتقل في مصر بعد تدهور حالته الصحيّة للغاية ودخوله مرحلة الخطر الشديد .
وأضاف للرسالة: "اعتقلوه فجأة وهو على وشك التخرّج من قسم الهندسة الكهربائية بجامعة 6 أكتوبر أثناء إعداده لبحث التخرّج وعذّبوه بشكل فظيع لدرجة أنه الآن ومنذ 22 يوما في سجن أبو زعبل ينزف ويقذف الدم من فمه ولا يقوى على الوقوف" .
وكانت أجهزة الأمن المصرية اعتقلت السيّد في الثالث من أيار 2009 حيث انقطعت أخباره لثلاثة شهور قبل أن يعرف ذووه أنه في سجن أبو زعبل .
ونقل شهود عيان لعائلة السيّد حالة ابنهم المعتقل مؤكدين أنه بحالة صحية سيئة جدا وفي مرحلة الخطر.
وأضاف عماد: "روى لنا بعض من رأوه أنه لا يستطيع الوقوف وقد قال لهم إنه على وشك الموت في السجن وأن ما تعرض له من صعق كهربائي لو وزّع على غزة لأضاءها بالكامل-على حد قوله" .
ومارس السجّانون وسائل تعذيب مؤذية أبرزها الصعق الكهربائي على الأماكن الحساسة في جسده والشبح لأيام متواصلة والإبقاء على عينيه معصوبتين طوال التحقيق وخلال الأكل.
وحمّل السلطات المصرية المسئولية عن حياة كافة المعتقلين في سجون مصر واصفا ما يتعرضون له بالتعذيب الممنهج منتقدا الصليب الأحمر الذي زاره بعيد إدلائه بهذا التصريح للرسالة حيث رفض التعاطي مع القضية مبررا ذلك بأنها ليست من صميم اختصاصهم .
كما ألجمت مؤسسات حقوق الإنسان كافة أمام قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية فلم تدلي بأي من تصريحاتها أو أقوالها.
وأضاف:"لدينا اثنان من المعتقلين هما عبد الرحمن النجار وعلاء المنسي من سكان غزة لا نعرف عنهم شيئا منذ سنة ونصف وقد انتاب أهالي المعتقلين القلق بعد سماعهم لقصة استشهاد يوسف أبو زهري بالصعق الكهربائي ورواية المعتقل الغرابلي" .
والمعتقل السيد صاحب واحدة من قصص التعذيب في السجون المصرية التي تعرض لها العشرات بدرجات متفاوتة لعل من أقدمها ما تعرض له القيادي في كتائب القسام أيمن نوفل والمعتقل حاليا في سجن المرج .
وكانت السلطات المصرية اعتقلت أيمن نوفل منتصف يناير 2008 وعذّبته بشكل فظيع مستخدمة الصعق الكهربي والشبح المتواصل حتى تدهورت حالته ونقص وزنه كثيرة.
واستقر المقام بنوفل منذ أكثر من سبعة شهور في سجن المرج حيث زارته أسرته هناك للمرة الأولى.
وأكدت زوجة نوفل للرسالة أنها قلقة بشأن ما تسمعه من وحشية التعذيب التي كشفها المفرج عنهم الأسبوع الماضي.
وأضافت: "أخباره منقطعة بالكامل ولا نعرف عنه شيئا وقد تحدثت لكثير من قادة حماس مؤخرا فقالوا لي إن مسألته لم تشهد أي تطور وأن المصريين يربطونها بالمصالحة".
وكانت أجهزة الأمن المصرية عذّبت نوفل للحصول على معلومات حول "شاليط" وبنية كتائب القسام وأبقت عليه معتقلا لليوم كورقة للضغط على حماس .
وأشارت زوجته أن القضاء المصري أصدر قرارا بالإفراج عن نوفل لكن امن الدولة عقب كل محاولة لإخراجه يعيد اعتقاله لثلاثة أيام ثم تدور الدائرة من جديد بين أمن الدولة وقرار بالإفراج وهكذا .
وتذكرنا قصص التعذيب الواردة من سجون مصر بكتاب "البوّابة السوداء" لأحمد رائف فمن يقرأه لا يستوعب مقدار البشاعة التي تعرض لها المعتقلون في السجون المصرية من تنظيمات مختلفة وحتى بسطاء القوم الذين وشى بهم امن الدولة .
واليوم من يسمع روايات المعتقلين الفلسطينيين ممن ابتلعتهم "البوّابة السوداء" بعد عشرات السنين يدرك أهداف جهاز أمن الدولة التي تبحث عن شاليط وبنية المقاومة في قلب وعقول وذاكرة المسافرين لمصر .