المنظمة الصهيونية العالمية
...............................................................
|
مجموعة من الصهاينة يمثلون قادة الصهيونية العالمية ومنهم المحافظون الجدد الذين احتلوا البيت الأبيض، وتحكموا بكل نشاطات أمريكا السياسية لخدمة هدفهم |
عملت المنظمة الصهيونية العالمية بجد منذ صدر قرار تأسيسها في المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 على إقامة وطن لليهود, وهو ما تحقق على أرض فلسطين عام 1948.
النشأة والأهداف
نجح ثيودور هرتزل في الترويج لفكرة العودة إلى فلسطين وإقامة وطن لليهود هناك, وتبلور ذلك النجاح في عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا عام 1897 وكان من أهم نتائجه إقامة المنظمة الصهيونية العالمية لتنفيذ البرنامج الصهيوني الذي ينص على أن "هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام".
أجهزة المنظمة
اتخذت المنظمة لنفسها عدة مؤسسات وأجهزة داخلية تقوم على تنفيذ هدف إقامة الدولة، من هذه الأجهزة رئيس المنظمة ونائب الرئيس ومكتب التوجيه المركزي واللجنة التنفيذية والمجلس العام (شبه التنفيذي شبه التشريعي) والمؤتمر الصهيوني وهو السلطة التشريعية العليا في الحركة الصهيونية. أما الأجهزة المحلية في المنظمة في كل بلد على حدة فقد ترك تقرير شكلها النهائي وشكل العضوية فيها للظروف المحلية السائدة في ذلك البلد.
أعضاء المنظمة
فتحت المنظمة باب العضوية فيها لكل من يؤمن بالأفكار الصهيونية ويعمل على الإسراع بتحقيق أماني وتطلعات الشعب اليهودي، ونمت هذه العضوية بشكل كبير، ففي المؤتمر الصهيوني السادس الذي انعقد عام 1903 وصل عدد أعضائها إلى 600 عضو وكان عدد الجمعيات الصهيونية 1572 جمعية موزعة على بلدان مختلفة، ثم ازداد بصورة كبيرة أثناء ترؤس حاييم وايزمان فأصبح في عام 1939 تعداد الأعضاء قرابة 1.5 مليون عضو.
الصهيونية العملية والسياسية
برز داخل المنظمة الصهيونية العالمية اتجاهان كادا يعصفان بوحدتها.
الاتجاه الأول: يقوده ثيودور هرتزل ويؤمن بأن الخلاص لليهود لا يمكن تحقيقه عبر عملية متقطعة لإقامة المستعمرات وإنما عبر عمل سياسي كامل محمي على الصعيد العالمي، ولذا فقد كرس أصحاب هذا الاتجاه جهودهم للحصول على موافقة الدول الكبرى وبالأخص تركيا بوصفها بلد الخلافة الإسلامية ليكون لليهود موطئ قدم في فلسطين.
الاتجاه الثاني: يعتبر الصهيونية العملية التي يقودها حاييم وايزمان وديفيد بن غوريون مهمتها العمل بكل جدية على تهجير أكبر عدد ممكن من اليهود إلى فلسطين وزيادة المستوطنات بها.
العلاقة مع بريطانيا
تأثرت المنظمة الصهيونية بالحرب العالمية الأولى تأثرا سلبيا في بعض جوانبه وإيجابيا في جوانب أخرى. فقد دبت الفوضى الإدارية في صفوفها وانقطعت مكاتبها المركزية عن الأجهزة والوحدات المحلية والأعضاء, وتعرضت الأجهزة الصهيونية في فلسطين إلى هزات قاسية أدت إلى حل الكثير منها وهجرة الكثير من الصهيونيين إلى خارج فلسطين, لكنها في المقابل وبجهود حاييم وايزمان أعادت إبراز أهدافها وتحديدها في النقاط الأربع التالية:
ضرورة انتصار الحلفاء.
إقامة انتداب بريطاني في فلسطين.
يسهل هذا الانتداب دخول مليون يهودي أو أكثر إلى فلسطين.
وأسفرت جهود المنظمة ورئيسها حاييم وايزمان عن الحصول على وعد بلفور عام 1917 ثم التفت إلى إعادة ترتيب أوضاعها واستكمال الناقص من أجهزتها التأسيسية، فأنشأت الصندوق التأسيسي لفلسطين الذي اختص بنشاطات الهجرة والاستيطان، و"الوكالة اليهودية الموسعة" التي ضمت غير الصهيونيين بعد أن تأكدت من سيطرتها على هذه الوكالة.
المنظمة بعد قيام إسرائيل
عادت الصراعات الداخلية تدب في صفوف المنظمة بعد قيام دولة إسرائيل إذ رأى البعض أن وجودها أصبح غير ذي جدوى ويجب أن تندمج في مؤسسات الدولة، في حين رأى البعض الآخر أن تظل المنظمة مستقلة وتنشط في خدمة إسرائيل في الخارج.
وقد تغلب أصحاب الاتجاه الأول وزاد تأثيرهم بعد انتخاب ناحوم غولدمان رئيسا للمنظمة عام 1949.
أهداف المنظمة بعد قيام إسرائيل
عدلت المنظمة الصهيونية من أهدافها بعد قيام إسرائيل، ثم عادت إلى بلورة أهدافها من مرة ثانية بعد هزيمة العرب عام 1967.
ففي المؤتمر الصهيوني السابع والعشرين الذي عقد عام 1968 صدر "برنامج أورشليم" ونص على أن أهداف الصهيونية هي:
وحدة الشعب اليهودي ومركزية أرض إسرائيل.
جمع الشعب اليهودي في وطنه التاريخي عن طريق الهجرة من كل بقاع الأرض.
المحافظة على أصالة الشعب بتنمية التعليم اليهودي واللغة العبرية وبث القيم الروحية والثقافة اليهودية.
كما ورد في ذلك البرنامج نصوص واضحة تؤكد الغلبة الحاسمة لإسرائيل على المنظمة الصهيونية، وقد رحب المؤتمر الصهيوني (أعلى سلطة تشريعية) بسلب إسرائيل واحدا من أهم اختصاصات المنظمة ألا وهو استيعاب المهاجرين اليهود وذلك باستحداث وزارة الاستيعاب، كما أقر المؤتمر تحويل المنظمة إلى "حركة عامة" تفسح المجال أمام انضمام الفئات والجماعات التي لا تنتمي إلى أحزاب صهيونية. فتبنى المؤتمر قرارا بتأسيس "حركة الهجرة" لإنجاز هجرة اليهود إلى "الوطن التاريخي"، وكان ذلك إيذانا بتخلي المنظمة الصريح عن دورها التاريخي لدولة إسرائيل، وساعد على ذلك سقوط غولدمان في الانتخابات التي جرت عام 1972.