مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 رجل الظل القوي ومحرّك الدُمى .. عُمَر سليمان
...............................................................

كتب ـ نبيل شرف الدين:

     
     

عمر سليمان

حتى العام 2003 لم يكن رئيس المخابرات العامة المصرية عمر سليمان معروفاً سوى في أوساط المخابرات ولحفنة من كبار المسؤولين في المنطقة، فالرجل الذي يدير أقوى وأهم جهاز استخبارات في العالم العربي منذ سنوات حافظ على الصورة التقليدية لرئيس المخابرات، التي تتسم بالغموض والابتعاد عن الأضواء، ولكن العالم بأسره شاهده وهو يتنقل بين غزة ورام الله والقدس وتل أبيب، وقد بدا سليمان الشخص الوحيد القادرعلى التوصّل إلى حد أدنى من التفاهم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .

وطيلة السنوات الأخيرة ظل ينظر لسليمان في مصر باعتباره الرجل القوي بعد الرئيس حسني مبارك، وهو الرجل الثقة والساعد الأيمن له، ويميل بعض المراقبين إلى اعتباره نائبا لمبارك عمليا، حتى وان لم يعين في المنصب رسميا، ويرى البعض أنه رجل الظل الذي يمسك بالكثير من أطراف خيوط اللعبة السياسية الداخلية والخارجية في مصر .

أما في الواقع الامني والسياسي الحاليين فإن عمر سليمان، هو المسؤول عن ملف إدارة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي من جانب مصر، فهو المسؤول الأول عن تقديم المشورة للفلسطينيين، سواء في التقديرات السياسية أو بشأن تنفيذ الاصلاحات الأمنية، ووكانت فكرة توحيد أجهزة الامن، الجيش والمخابرات الفلسطينية، في ثلاثة أو اربعة أطر فقط هي فكرة مصرية وتحديداً فكرة سليمان شخصياً .
ولا يبالغ المرء إذا أشار إلى أن هناك ما يشبه الاتفاق الضمني غير المعلن بين شتى الفرقاء والاتجاهات السياسية في مصر على اعتبار أن سليمان رجل وطني قبل كل شيء، يؤمن تماماً بأن مصر ينبغي أن تلعب الدور الأساسي في الشرق الاوسط، لهذا يعتبر الإرهابَ تهديداً رئيسياً ليس لاستقرار الشرق الأوسط فحسب، بل ولاستقرار النظام المصري ذاته .

المخابرات المصرية

وفي مصر فإنه على الرغم من أن الناس يتحسبون كثيراً في التطرق لأي شأن يخص المخابرات العامة، غير أن عمر سليمان يكاد يكون المسؤول الوحيد في مصر الذي لا تهاجمه الصحف، ولا تمتدحه ولا تتملقه ولم تكن تشير إليه من قريب ولا من بعيد، قبل أن يظهر للعلن عقب مهامه في الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل .

وتختلف المخابرات العامة المصرية عن مثيلاتها من أجهزة الاستخبارات الغربية كونها ليست قوية خارج مصر فحسب، ولكنها أيضاً مرعبة داخل حدودها بصفة خاصة، ومع ذلك فإنه خلافا لرؤساء جهاز المخابرات السابقين الذين كانت شخصياتهم مجهولة إلى حد كبير للمصريين ولم يعرفوها إلا بعد رحيلهم عن مناصبهم، فإن شخصية عمر سليمان أصبحت معروفة لحد كبير لأغلب المصريين بعد أن قرر الرئيس مبارك أن يعهد إليه بمهام الوساطة في تسهيل المفاوضات والاتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين .

وبدأ سليمان بلعب دورٍا سياسيا شبه علني حينما اندلعت"انتفاضة الأقصى"، واستدعت مصر محمد بسيوني سفيرها حينئذ لدى إسرائيل لإجراء مشاورات معه في نوفمبر من العام 2000، لكنه لم يعد مرة أخرى، وانتهى عمل عمرو موسى كوزير لخارجية مصر في مستهل العام 2001 وعين أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، وحينها زعم البعض أن الكيمياء غير الإيجابية بين موسى وسليمان كانت ضمن الأسباب التي أدّت إلى إبعاد الأول عن منصبه .

وفي تحقيق لصحيفة "هيرالد تريبيون" رسمت "بورتريه" كامل له، قالت فيه إن سليمان من مواليد 1935، وعين رئيسا لجهاز المخابرات العامة في العام 1993، وقد لمع نجمه في العام 1995، بعد أن أشار على الرئيس مبارك أن يصحب معه سيارته الليموزين المصفحة ضد الرصاص والقنابل وهو في طريقه لزيارة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور مؤتمر القمة الإفريقي .

وتمضي الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها الذي ترجمه الزميل بيير عقل قائلة إن عمر سليمان نفسه كان مع الرئيس مبارك داخل السيارة عند تعرضها للهجوم بالنيران من مجموعة من الأصوليين المتطرفين، بعد مغادرتها مطار أديس أبابا بقليل، وقد فشلت المحاولة ولكن صدقت نصيحة سليمان لمبارك وأصبح الرئيس مدركا بعدها أن أمنه يستقر في أيد أمينة، وأن الرجل موضع ثقة لا حدود لها .

الرجل الغامض

وترجع جذور اللواء عمر سليمان إلى محافظة (قنا) في أقصى جنوب مصر، فقد ولد عمر سليمان عام 1935، وتوجه للقاهرة عام 1954 ولم يكن عمره قد تجاوز 19 عاماً ليلتحق بالكلية الحربية، وبعد تخرجه أوفده جمال عبد الناصر للحصول على تدريب مُتقدم في أكاديمية فرونز العسكرية بموسكو. ومُنتصف الثمانينيات أثبت تفوقه كخبير استراتيجي عسكري وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعتي عين شمس والقاهرة ، بعدها تولى ادارة المخابرات الحربية، قبل أن يتولى لاحقاً رئاسة جهاز المخابرات العامة الذي يتبع رئاسة الجمهورية مباشرة .

وفي ملف خاص عنه وصفته صحيفة "هآرتز" الإسرائيلية بأنه يبدو للوهلة الأولى "ضابط مخابرات تقليدياً" أصلع الشعر، متوسط الطول، لا يثير الانتباه بصورة خاصة، لكن الذين التقوه يقولون إن المرء يلاحظ عينيه السوداوين ونظرته الثاقبة، وأنه لا يميل إلى الكلام كثيراً، و عندما يتحدث فصوته هادئً ومنضبطً وكلماته متزنة، وتنسب الصحيفة الإسرائيلية إلى من تصفه بشخص تعرّف عليه، قوله إنه"شخص يترك إنطباعاً قوياً يملك ما يسميه العرب الوقار أو السمو ويتمتع بحضور قوي ومصداقية واضحة" .

وتمضي الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها قائلة إن سليمان "يتصرّف بطريقة رئاسية، ويعبّر عن اعتداد بالنفس يندر مثيله في أوساط كبار الموظفين في العالم العربي، ويبدو أنه اعتاد على أن يتعامل الناس معه بوقار واحترام، والمحيطون به يعرفون ما يريد وما هي حاجاته حتى قبل أن يطلبها هو وتُقدّم له حاجاته في وقتها بالضبط، تصل القهوة أو الطعام أو المشروبات غير الكحولية أو السجائر إلى مكتبه وفق مواعيد دقيقة تماما، ومن دون الحاجة إلى إصدار تعليمات، فهذا الأمر يجري كأنه أمر بديهي"، على حد تعبيره .

وتنسب الصحيفة الإسرائيلية إلى دبلوماسي إسرائيلي سابق التقى سليمان في مكتبه قوله : "إن مكتبه يتسم بفخامة غير مألوفة، حتى يكاد يظن المرء أنه في قصر ملكي يجمع بين الفخامة والذوق الرفيع"، كما تنسب ذات الصحيفة إلى مصدر بجهاز استخبارات غربي زاره مراراً، قوله إنه حتى على مستوى الرؤساء العرب، فمكتبه ملفت للنظر ويشير بوضوح إلى مكانته الرفيعة، وإلى الطريقة التي ينظر الناس بها إليه في مصر، وإلى رؤيته شخصياً لنفسه .. إن مكانته أعلى من مجرد مكانة رئيس جهاز مخابرات .. إنها أعلى بكثير"، على حد ما نسبته الصحيفة إلى الدبلوماسي الإسرائيلي .

وحسب الصحيفة فلا يقتصر عمل سليمان على الشرق الأوسط وحده. فهو يقيم علاقات وثيقة مع أجهزة استخبارات غربية أخرى، مثل "السي آي أي" التي وجّه لها تحذيراً بأن بن لادن ينوي توجيه ضربة لم يسبق لها مثيل داخل الأراضي الأميركية..قبل 8 أيام من 11سبتمبر.
ونسبت ذات الصحيفة إلى من وصفته بمصدر مطّلع على الشؤون الاستخبارية قوله إنه "لم يكن تحذير سليمان مستغرباً، لأن الجناح العسكري لابن لادن يتألف من عناصر تنتمي بالأساس لتنظيمات مصرية كانت تسعى للإطاحة بالنظام في مصر وقد نجح سليمان وجهاز المخابرات العامة في اختراق تلك المنظمات خارج حدود مصر مراراً".

وأضاف: "لا أعتقد أن مدير أي جهازآخر يعرف أدق التفاصيل عن خصمه كما يعرفها هو، كما أن تحليله عن نوايا بن لادن وخططه لا ينبغي التهوين من أهميته، أو التشكيك فيه".

سليمان .. سيرة ذاتية

أولاً : بيانات عامة

1. اسم العائلة: سليمان .
2. الاسم: عمر محمود سليمان .
3. تاريخ الميلاد: 2/7/1935م .
4. الجنسـية: مصري . الديــانة: مسلم .
5. الحالة الاجتماعية: متزوج . عدد البنات: ( 3 ).
6. تاريخ الترقي إلى رتبة لواء: 1/1/1984م.
7. المنصب الحالي: رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية .

ثانياً: المؤهلات العلمية والعسكرية

1. بكالوريوس في العلوم العسكرية.
2. ماجستير في العلوم العسكرية.
3. ماجستير في العلوم السياسية، من جامعة القاهرة.
4. زمالة كلية الحرب العليا.
5. دورة متقدمة، من الاتحاد السوفيتي.

ثالثاً: المناصب التي تولاها

1. قائد لواء.
2. قائد فِرقة.
3. رئيس فرع التخطيط العام، في هيئة عمليات القوات المسلحة.
4. رئيس أركان منطقة.
5. نائب مدير المخابرات .
6. رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، بدءاً من 4/3/1991م، حتى الآن.

رابعاً: الأعمال البارزة

1. المشاركة في حرب اليمن.
2. المشاركة في حرب يونيه 1967م.
3. المشاركة في حرب أكتوبر 1973م.

خامساً: الأوسمة والأنواط والميداليات

1. وسام الجمهورية، من الطبقة الثانية.
2. نَوْط الواجب، من الطبقة الثانية.
3. ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة.
4. نوط الواجب، من الطبقة الأولى.
5. نوط الخدمة الممتازة
 

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية