ثامن مرشدي الإخوان.. بيطري ينتقد نظام مبارك ولا يعارضه
...............................................................
| |
محمد بديع يفضل العمل الدعوي والتربوي على السياسي كوسيلة لترسيخ وجود الحركة في المجتمع | |
القاهرة - من سامر الاطرش
محمد بديع، المرشد الثامن للاخوان المسلمين هو احد ممثلي الجناح المحافظ في الجماعة الذي يعطي الاولوية للعمل الدعوي والتربوي كوسيلة لترسيخ وجود الحركة في المجتمع على العمل السياسي في مواجهة النظام القائم.
ويبلغ محمد بديع من العمر 67 عاما وهو غير معروف لدى الرأي العام ولكنه وقف السبت بلحيته الرمادية الصغيرة مرتديا حلة داكنة امام الكاميرات ليكرر "تعريف الناس بنا وبمبادئنا وثوابتنا ومواقفنا من القضايا المطروحة".
تحدث بديع بصوت قوي وبنبرة حرص على ان تكون حماسية داعيا الى الديموقراطية وفصل السلطات ومدينا العنف وخصوصا العنف الطائفي.
وقال ان "النصارى يمثلون مع المسلمين نسيجا اجتماعيا وثقافيا وحضاريا واحدا تداخلت خيوطه وتآلفت الوانه وتماسكت عناصره عبر القرون".
ولد محمد بديع في مدينة المحلة بدلتا النيل عام 1943، وحصل على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة القاهرة قبل ان يصبح استاذا جامعيا في هذا الفرع من الطب. وهو متزوج وله ثلاثة ابناء، ولدان وبنت.
تتلمذ بديع في الاخوان على يد سيد قطب، القيادي التاريخي للجماعة الذي كان يدعو الى الجهاد لاقامة الدولة الاسلامية، وكان عضوا في التنظيم السري للجماعة الذي اتهم في العام 1965 بتدبير محاولة لقلب نظام الحكم انذاك.
ويقول الخبير في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان ان "بديع ينتمي الى هذا التيار ولكنه ليس من العناصر المتشددة فيه".
القي القبض على بديع عدة مرات وحوكم مرتين الاولى في العام 1964 وامضى بعدها تسع سنوات في السجن، والثانية عام 1999 حيث حكم عليه بالسجن 5 سنوات لكنه خرج من السجن بعد ان امضى ثلاثة ارباع المدة.
وكان بديع حتى الان مسؤولا عن التربية الايديولوجية في جماعة الاخوان وهو بذلك يميل الى العمل الاجتماعي للحث على الالتزام الصارم بتعاليم الاسلام في المجتمع اكثر منه الى العمل السياسي التقليدي.
اما موقفه من نظام الرئيس المصري حسني مبارك، فعبر عنه السبت موضحا انه من منتقديه وان لم يكن من المعارضين على طول الخط.
وقال انه بشان "موقفنا من الانظمة القائمة في بلادنا، فنحن نؤكد ان الاخوان لم يكونوا في يوم من الايام خصوما لها وان كان بعضها دائم التضييق عليهم" مشيرا الى ان الاخوان مع ذلك "لا يتأخرون في توجيه النصائح وتقديم الاقتراحات للخروج من الازمات المتلاحقة التي تتعرض لها بلادنا ويربون ابناء وبنات الامة على الاخلاق والفضائل والنفع للغير".
وشدد على ان "الاصل في موقف الاخوان من الانظمة انهم يؤيدون الحسن ويعارضون السيء ومن ثم فهم لا يعارضون لمجرد المعارضة".
06/11/2014