مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الاحتقان الطائفي يقلل عدد المصلين في الكنائس والجوامع المصرية
...............................................................

 

البابا شنودة

 

ميدل ايست اونلاين

القاهرة - أعرب الفاتيكان الجمعة عن تضامنه مع الأقباط المصريين بعد الهجوم المسلح الذي استهدف قداساً في صعيد مصر الأربعاء. وذكرت وسائل إعلام إيطالية ان رئيس المجلس البابوي لوحدة المسيحيين الكاردينال فالتر كاسبر، بعث الجمعة رسالة إلى البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أعرب فيها عن تضامنه "في أعقاب الهجمات على الجماعة المسيحية في نجع حمادي (صعيد مصر) بعد قداس عيد الميلاد".

وقال إن "على جميع المسيحيين أن يبقوا متحدين في وجه الظلم، وأن يسعوا معاً إلى السلام الذي يبقى المسيح الوحيد الذي يمكن أن يعطينا إياه".

وبعد الإشارة إلى الأخبار "المأساوية" عن وفاة وجرح العديد من الأقباط، أكد الكاردينال"وحدته في الصلاة مع قداسة البابا (شنوده) والجماعة القبطية في هذا الوقت".

وقال كاسبر ان الفاتيكان يشارك المصريين الأقباط الألم والصلاة من أجل السلام، وختم بتمني "الشفاء العاجل للجرحى وإحلال العدالة".

وكان 7 أشخاص بينهم ستة من الأقباط قتلوا في هجوم على كنيسة في قداس عيد الميلاد (بحسب تقويم الكنائس الشرقية) بمدينة نجع حمادي بمحافظة قنا بصعيد مصر فيما أعلنت الداخلية أنها ألقت القبض على ثلاثة يشتبه في ارتكابهم الحادث.

ودانت كندا "الاعتداء" على المسيحيين الاقباط الذي اوقع سبعة قتلى خلال عيد الميلاد في مصر، حسب ما اعلن وزير الخارجية الكندي.

وقال لورانس كنون في بيان ان "هذا الاعتداء هو مأسوي كون الضحايا كانوا مدنيين ابرياء يشاركون في احتفال ديني".

واضاف "نشجع الحكومة المصرية على مواصلة جهودها من اجل احالة منفذي هذه الجريمة الى القضاء وكذلك لاعادة فرض الامن والهدوء في المنطقة. نحث الشعب المصري بمجمله على التعاون من اجل وضع حد للعنف الطائفي".

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن قتلة ستة مسيحيين في مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا في جنوب البلاد سلموا أنفسهم للسلطات الجمعة.

وقالت الوكالة "قام كل من محمد أحمد حسن الكومي وقرشي أبو الحجاج محمد علي وهنداوي السيد محمد حسن صباح الجمعة بتسليم أنفسهم لأجهزة الأمن بعد تضييق الخناق عليهم في حادث نجع حمادي".

لكن مصادر أمنية في محافظة قنا قالت إن ضابطا كبيرا في الشرطة تربطه صلات قرابة بالرجال الثلاثة أقنعهم بتسليم أنفسهم.

وينتمي المقبوض عليهم لنفس القبيلة التي تنتمي إليها الطفلة التي يحاكم الشاب المسيحي بتهمة خطفها واغتصابها.

ويقضي القانون في مصر بالإعدام شنقا لمن يخطف أنثى ويغتصبها.

وقال شهود عيان في مدينة نجع حمادي إن المسلمين في المدينة أدوا صلاة الجمعة تحت حراسة أمنية مشددة.

وقال شاهد "أعداد المصلين أقل من المعتاد".

وأضاف أن المسيحيين ارتادوا الكنائس لصلوات الصباح بأعداد أقل أيضا.

وتابع الشاهد في اتصال هاتفي أن مسيحيين رفعوا رايات سوداء على بيوتهم في المدينة حدادا.

وكانت الشرطة أطلقت الرصاص في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع الخميس لتفريق نحو ألف مسيحي قذفوا بالحجارة مستشفى نجع حمادي العام وحطموا سيارات تابعة للمستشفى وسيارات شرطة وسيارات خاصة وأشعلوا حرائق محدودة وأخذوا جثث القتلى من المستشفى عنوة وتوجهوا بها إلى المطرانية حيث أقيم قداس عليها ثم دفنت وسط إجراءات أمن مشددة.

وقالت مصادر قضائية إن النائب العام عبد المجيد محمود الذي انتقل إلى نجع حمادي من القاهرة عاين مواقع الأحداث في المدينة وتابع ما أجري من تحقيقات.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط "تقوم النيابة العامة بمباشرة التحقيق مع المتهمين (بقتل المسيحيين) لمعرفة ملابسات الحادث".

ونحو 30 في المئة من سكان مدينة نجع حمادي مسيحيون.

ومحافظ قنا مجدي أيوب هو المحافظ المسيحي الوحيد بين 29 محافظا في مصر لكن مسيحيين يطالبون بإقالته قائلين إنه لا يوفر حماية للمسيحيين.

ولدى إطلاق النار على المسيحيين قتل شرطي مسلم كان يحرس المطرانية.

ويشعر الاقباط المصريون اكثر فأكثر بالغربة والتهميش نتيجة انتشار مظاهر الاسلمة في المجتمع خلال السنوات الثلاثين الاخيرة، بحسب المحللين.

ويعتقد المحللون ان الشعور بالقلق لدى الاقباط في مصر، الذين يشكلون قرابة 10% من سكان البلاد البالغ عددهم 80 مليونا مرشح لان يصبح اكثر حدة بعد الهجوم المسلح الذي اوقع ستة قتلى اقباط مساء الاربعاء.

وقال الخبير في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشبكي ان "هناك شعورا متزايدا بالغربة لدى قطاع كبير من المسيحيين نتيجة حالة الاسلمة الشكلية التي شهدها المجتمع المصري خلال الثلاثين سنة الاخيرة".

واضاف ان "هذا الشعور جعلهم ينسحبون من المجال العام والسياسي ودفعهم الى العزلة خلف اسوار الكنائس كما ادى الى تأثر بعضهم بخطاب متطرف تتبناه بعض جماعات اقباط المهجر خصوصا في الولايات المتحدة".

واوضح الشبكي ان "هيمنة الخطاب السلفي وهو خطاب ظلامي واستبعادي (للاقليات الدينية) ولد رد فعل لدى الاقباط تمثل في العزلة وتصاعد خطاب التطرف لدى بعضهم".

ويشكو الاقباط منذ اكثر من عشرين عاما من تعرضهم للتمييز والمضايقات بشكل منهجي. كما يحتجون على استبعادهم من بعض المراكز الاساسية في الجيش والشرطة والقضاء والجامعات.

وجرت صدامات في السنوات الاخيرة بين المسلمين والاقباط في عدة مناطق في مصر وكان سببها في معظم الاحيان رفض المسلمين السماح للاقباط ببناء كنائس جديدة او توسيع اخرى قائمة اصلا.

كما حصلت نزاعات طائفية في حالات عديدة بسبب علاقات عاطفية تربط شبان وشابات اقباط ومسلمين.

وكان الاقباط من بين اهداف الجماعات الاسلامية المسلحة التي وقفت وراء موجة عنف شهدتها مصر طوال تسعينات القرن الماضي.

ويرى نبيل عبد الفتاح، الباحث في مركز الاهرام ان "هناك عمليات انقسام راسي في المجتمع تقسم المجتمع الى مسلمين واقباط".

ويتابع "على مدى ثلاثة عقود ومنذ انهيار الموحدات القومية التي ارتبطت بالعقد الاجتماعي السياسي التاريخي الذي تاسس مع ثورة 1919 في مصر التي رفعت شعار الهلال مع الصليب، باتت الشجارات العادية تتحول الى مشاحنات طائفية وظهرت نزعة لدى الاقباط للانغلاق على انفسهم وبالمثل لدى المسلمين".

ويعتبر عبد الفتاح ان "الجماعات السلفية ذات الجذور الحنبلية الوهابية نجحت في التمدد في المجتمع من خلال التركيز على الزي والعلامات الدينية المميزة الامر الذي ادى كذلك الى بعض مظاهر التمييز على مستوى التعاملات اليومية تجاه المواطنين الاقباط في قطاعات الدولة المختلفة".

ويؤكد عبد الفتاح ان "الدولة سمحت بانتشار السلفية في المجتمع بل انها سمحت بالخروج على القانون"، موضحا انها "فضلت تحويل المنازعات والشجارات المدنية والجنائية التي تقع بين مسلمين واقباط الى لجان المصالحات المحلية العرفية بدلا من احالتها الى القضاء، حتى يفلت المسؤولون عنها من المحاكمة".

من جانبه يقول الشبكي ان "الدولة هي المسؤول الاول عن تصاعد الاحتقان الطائفي لانها تعاملت معه باعتباره ملفا امنيا وتركت الخطاب الاسلامي السلفي ينتشر على شاشات التلفزيون الرسمي وفي المساجد والزوايا طالما انه لا يتجاوز الخط الاحمر الذي حددته، اي لا يتطرق الى القضايا السياسية".

ويؤكد الشبكي ان "عمليات القتل الجماعي للاقباط تظل استثنائية في مصر رغم تصاعد الاحتقان الطائفي" ويدلل على ذلك ان اخر اعتداء خطير راح ضحيته اقباط وقع قبل عشر سنوات عندما قتل 20 مسيحيا في قرية الكشح بصعيد مصر في العام 2000.

وكانت مصادر امنية مصرية رجحت ارتباط هجوم نجع حمادي "بتداعيات اتهام شاب مسيحي باختطاف فتاة مسلمة باحدى قرى المحافظة".

وحصلت تلك الحادثة في قرية فرشوت القريبة من نجع حمادي وقد اثارت غضب عدد من المسلمين في المنطقة اقدموا في حمأة غضبهم على حرق منازل وصيدلايات تابعة لاقباط.

واذا صحت فرضية الانتقام بسبب قيام شاب مسحيي بخطف فتاة مسلمة فان الحادث يشكل بسبب الشبكي "مؤشرا خطيرا ومقلقا للغاية لانها ستكون المرة الاولى التي يوظف فيها مسلمون قاتلا محترفا للاعتداء على مسيحيين ابرياء بغرض الانتقام".

وقد قتل سته اقباط وشرطي في صعيد مصر ليل الاربعاء-الخميس في هجوم مسلح اندلعت على اثره مواجهات بين قوات الامن والاف الاقباط الغاضبين.

واعلن مصدر امني ان الهجوم، الذي اصيب فيه تسعة اقباط اخرين، استهدف مسيحيين مصريين كانوا متجمعين عشية عيد الميلاد لدى هذه الطائفة في مدينة نجع حمادي الواقعة على بعد 700 كلم جنوب القاهرة.

وافادت مصادر امنية وشهود عيان ان اكثر من ثلاثة الاف قبطي تجمعوا في مستشفى نجع حمادي الخميس حيث نقلت جثث الضحايا واخذوا يهتفون "لا للاضطهاد، بالروح بالدم نفديك يا صليب".

وتم تشييع جثامين الضحايا في جنازة شارك فيها 5 الاف قبطي وحرص على السير فيها كذلك محافظ قنا مجدي ايوب وكبار المسؤولين الامنيين في المحافظة.

وبعد الجنازة، وقعت مرة اخرى صدامات متقطعة بين المتظاهرين والشرطة.
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية