مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 سيناء.. هنا يباع الهيروين الإسرائيلي المدعم
...............................................................

كتب: محمد علي الدين
مصطفي سنجر ـ أحمد بلال

تل أبيب تغرق أسواقها بكميات كبيرة بأسعار مخفضة
دراسة لـ «باحث سيناوي»: إسرائيل تسعي لإغراق سيناء بالمخدرات.. وسعر كيلو الهيروين انخفض من 70 ألفاً إلي 27 ألف شيكل.. والجرعة وصل سعرها إلي 5 جنيهات !!باحث في شئون القبائل: في بعض الأحيان تتغاضي أجهزة أمنية عن حصول بعض البدو علي مخدرات من إسرائيل في مقابل معلومات إحدي الأمهات: ولداي الاثنان يتعاطيان الهيروين.. وكل ما نريده مصحة علاجية في سيناء لعلاج المدمنين.
......................................


عيد أبودردير، من أهالي سيناء، شاهد الكثير من أبناء بلده وهم يتساقطون بفعل المخدرات، وعايش معاناتهم الطويلة مع الإدمان. يحكي أبو دردير عن تجربة عاشها مع أحد أصدقائه الذي أدمن المخدرات لفترة طويلة ثم حاول الخروج من عالم الإدمان لكن جميع الأبواب كانت مغلقة في وجهه.. أبواب العمل والحياة وحتي العلاج. حاول أبو دردير مساعدة صديقه بكل الطرق الممكنة لكنه لم يجد أي مركز طبي أو وحدة صغيرة لمعالجة المدمنين في شمال سيناء حتي في أكبر مدنها، العريش. توكأ الصديق علي صديقه وتوجهوا إلي القاهرة لعل يكون فيها الشفاء، كانت المسافة من العريش إلي القاهرة بعيدة، ومدة العلاج طويلة، وكانت تكلفة العلاج أكبر منهما. ويضيف أبو دردير : "كان عايز يتعالج لكن مفيش فلوس وعنده 7 عيال.. والعلاج مرتفع التكاليف".

يعاني أبناء سيناء كغيرهم من المصريين من انتشار تعاطي المخدرات، خاصة بين الشباب وفقا لدراسة أجراها سعيد اعتيق حسان - باحث سيناوي- رصد فيها ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات، خاصة الهيروين بين شباب المناطق القريبة من الحدود في وسط سيناء. وينقل الباحث في دراسته قصصا مأساوية علي لسان أسر تعاني من إدمان أحد أفرادها، ويضيف أن بعض الأسر يوجد بها أكثر من متعاط مؤكدا أن قرية واحدة لا يتجاوز عدد سكانها 1500 نسمة بها 47 شابا يدمنون السموم البيضاء، بينما تضم قرية أخري يبلغ عدد سكانها 2000 نسمة 35 مدمنا شابا. ويورد الباحث السيناوي، مقيم بقرية شبانة التي تبعد 4 كيلومترات عن الحدود المصرية الإسرائيلية -شهادة إحدي الأمهات في الشيخ زويد عن تجربتها مع ابنيها المدمنين، وتقول: "لدي اثنان من أبنائي يتعاطيان الهيروين وكل ما أريده أن تنشئ وزارة الصحة مصحة علاجية في سيناء لعلاج المدمنين". الحاجة إلي مصحة لعلاج المدمنين في سيناء ملحة للغاية حيث لا يوجد أقسام لعلاج المدمنين في أي من مستشفيات سيناء سواء عاماً أو خاصاً.

هذا الشهادة التي قدمتها إحدي الأمهات في الشيخ زويد لا تبدو مقنعة للنائب فايز أبو حرب، الذي قال لـ"البديل": إنه لم يفكر في المطالبة بإنشاء مركز لعلاج مدمني المخدرات في سيناء، مبررا ذلك بأن أهالي دائرته لم يطلبوا منه ذلك. أما النائب نشأت القصاص، فلم ينكر أن سيناء ارتبط اسمها لفترة طويلة بتجارة وزراعة المخدرات،ويقول: "قديما اقترن اسم سيناء بالمخدرات لكن اليوم اقترن اسمها بالخرشوف والموالح والخوخ" مؤكدا أن سيناء خلال السنوات القليلة الماضية شهدت تراجعا ملحوظا في تجارة المخدرات وزراعتها، ويوضح: "شمال سيناء تبلغ مساحتها 29ألف كيلومتراً.. قد تكون بها بعض المزروعات الممنوعة لكنها محدودة للغاية.. فزراعة المخدرات لم تعد مربحة!!".

يتفق خليل جبر -الباحث في شئون القبائل- مع نائب الوطني، نشأت القصاص، حول مقولة إن زراعة المخدرات لم تعد مربحة في سيناء، خاصة البانجو لأن سعر الكيلو يقدر بـ 70 جنيها داخل سيناء فيما يتكلف تهريبه عبر القناة 70 جنيها أخري، وهو ما يعني أن البانجو سيصل إلي متعاطيه بأسعار تفوق أسعار البانجو القادم من خارج البلاد. ويضيف جبر أن البانجو كان المخدر الأكثر رواجا في سيناء منذ بداية التسعينيات حتي 2002، أما السنوات التالية علي ذلك فقد اتجه عدد كبير من مروجي البانجو للعمل في التهريب عبر الأنفاق بين مصر وغزة. ويشير الباحث إلي أنواع المخدرات التي يتم تداولها في سيناء، ويقول: "لا يصنعون الحشيش في سيناء.. توجد فقط كميات قليلة من الأفيون بينما الكميات الأكبر تكون من الهيروين القادم من إسرائيل"، ويضيف: "كيلو الهيروين بـ 8 آلاف دولار بينما كيلو الحشيش بألفي دولار.. إسرائيل توصل المخدرات إلي سيناء بأسعار خاصة ومخفضة لتدمير المجتمع السيناوي"، لكنه يستدرك: "في بعض الأحيان تتغاضي أجهزة أمنية عن حصول بعض البدو علي مخدرات من إسرائيل في مقابل معلومات قيمة". مخاوف جبر من مساعي إسرائيل لإغراق المجتمع السيناوي بالمخدرات تؤيده فيها نتائج الدراسة التي أجراها الباحث سعيد اعتيق حسان، حيث تشير إلي أن ثمن الكيلو جرام الواحد من الهيروين انخفض إلي 27 ألف شيكل اسرائيلي رغم أن سعره منذ فترة قريبة كان 70 ألف شيكل. ويتعجب الباحث في دراسته من تردي أسعار السموم البيضاء في منطقة الدراسة حيث وصل ثمن الجرعة إلي 5 جنيهات فقط، كما لا يتردد باعة الجرعات في بيع الهيروين ولو علي سبيل المقايضة، فالجرعة مقابل أي شيء حتي ولو كان "حديد خردة"، وهو ما يعتبره الباحث الشاب محاولة إغراق وإفساد لشباب المنطقة وليست تجارة فقط.

دليل آخر يؤكد مساعي إسرائيل لإغراق سيناء بالمخدرات، أهمها ما نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في عام 1996 عن عملية "النصل"، حينما كشف مراسل الصحيفة "عوزي ماحانيمي" عن خطة إسرائيلية تدعي "النصل" لتهريب المخدرات إلي مصر علي مدار عقود، التي بدأ تنفيذها منذ الستينيات، حتي الثمانينيات، وكانت الأوامر للتجار في هذه العملية أن تتم عملية البيع بأسعار مخفضة، علي أن تكون الأولوية للقاهرة ومدن القناة، بالإضافة إلي المجندين.
الحل كما يراه خليل جبر، هو زيادة عدد أفراد الشرطة الموجودين علي الحدود المصرية الإسرائيلية لضبط المنطقة والتقليل من عمليات التهريب التي تمتد علي طول الحدود، ويضيف: "اتفاقية كامب ديفيد تفرض علينال عدداً محدودا من الجنود لا يكفي لمراقبة ومنع عمليات التهريب". ويري جبر أن إضافة عناصر من قصاصي الأثر الموجودين من أبناء قبائل سيناء سيساهم في مطاردة مهربي المخدرات، مؤكدا أن الحدود التي تمتد لما يقرب من 200 كيلومتر يمكن متابعتها بواسطة 10 من قصاصي الأثر
.


 

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية