مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

لماذا الإصرار على عودة مرسي ?!

 

عرفة

 

بقلم : شرين عرفة
......................

في ملعب رياضي تقابل فريقان و دارت بينهما خمسة أشواط كاملة كان الفوز الساحق فيها من نصيب الفريق الأول , ... وفجأة و قبل إنتهاء المباراة نزلت جماهير الفريق الخاسر إلى أرض الملعب ثائرة معترضة على تلك الخسارة الفادحة , ثم قام مدرب الفريق الخاسر بوضع ماسورة سلاحه في مؤخرة رأس الحكم لتهديده , فما كان من الأخير إلا أن أعلن نهاية المباراة بفوز الفريق الثاني والذي قد سبق وخسر جميع الأشواط , ثم أطفأ أنوار الملعب و حبس جماهير الفريق الأول داخل مقصورتهم , ومنعهم حتى من الإعتراض على تلك النتيجة الظالمة ...

لا أعرف لم تخيلت ذلك المشهد وأنا أستمع لكلامها وهي تسألني مستنكرة : لم الإصرار على عودة مرسي ?! لم لا تتقبلون الهزيمة بروح رياضية ?!
ألم يسقط شرعية مرسي تلك الملايين التي نزلت معترضة عليه ومطالبة له بالرحيل في الثلاثين من يونيو ?!
ألم يقم بعزله الجيش الذي يملك القوة والسلاح وهو المسئول عن حماية البلاد وقد عزله كما عزل مبارك من قبل ?!

أجبتها : أولا .. أنت من حقك أن تتظاهري ضد الرئيس المنتخب (محمد مرسي) في اي وقت و في اي حين , ولكن ليس من حقك مصادرة العملية الإنتخابية التي أتت به كرئيس للجمهورية وشارك فيها الملايين من الشعب المصري وارتضاها العالم كله كآلية محترمة لإختيار منصب الرئيس , ولو كان منصب رئيس الجمهورية يتحدد وجوده وعزله من خلال حشد الناس في الشوارع والميادين , فسيقضي المصريون عمرهم كله في الشوارع , وإذا خرج ملايين من المتظاهرين في الثلاثين من يونيو رافضين للرئيس مرسي ..فهذا هو الطبيعي , فلقد انتخب الرئيس 13 مليون مصري , بينما رفضه 11 مليون آخرين انتخبوا شفيق , فلو خرج هؤلاء جميعهم في الشوارع مطالبين بعزل الرئيس الذي لم ينتخبوه , هل يحق لهم ذلك , هل يصبح الشارع هو الحكم ..?! إذن لم أجرينا عملية إنتخابية بالأساس وأنفقنا عليها المليارات طالما الأمر يحسم بالحشود ..??!

فإذا ارتضينا أن يعزل الرئيس مرسي من خلال حشد المعارضين له في الميادين , فهل يمكن أن يأتي رئيس واحد لمصر يتفق عليه كل أفراد الشعب ?!
و هل إذا جاء رئيس من خلال اي عملية انتخابية فيما بعد , ألا يمكن أيضا إسقاطه ( من خلال حشد معارضيه ) بعد أسبوع واحد من انتخابه ?!

أما إذا ارتضينا أن يتم عزل الرئيس مرسي بقرار من الجيش وقائده كما حدث في ذلك الإنقلاب فهل ستصبح للإنتخابات أي قيمة في حياتنا بعد اليوم ?!

وهل يتساوى ما حدث مع الطاغية ( مبارك ) في 2011 م مع ما حدث مع الرئيس ( مرسي ) في 2013 م ?!

ففي 11 فبراير 2011 م حمى الجيش حق الشعب في إجراء انتخابات حرة ونزيهة , وهو الحق الذي أغتصبه مبارك ثلاثين عاما وحرم منه الشعب المصري , وحينما حصلنا على ذلك الحق بعد ثورة عظيمة أشاد بها العالم أجمع ودفعنا ثمنها من دمائنا , وأجرينا إنتخابات حرة واختار الشعب المصري بمحض إرادته رئيسا للجمهورية ( أيا كان هذا الرئيس ) , أيحق للجيش في 3 يوليو 2013 م أن يغتصب ذلك الحق في الإختيار و يقرر هو عزل الرئيس بما معه من القوة والسلاح , ويقوم بتعيين رئيس لم يختره الشعب ولم يوافق عليه , بل ويلغي حقوقه في خمسة انتخابات حرة اختار فيها من يمثله في برلماني شعب وشورى ورئاسة جمهورية ووضع دستور وإقراره , ويلقي بنتائجها جميعا في سلة المهملات ?!

فنحن إذا أرتضينا بعزل الرئيس مرسي بقوة الجيش وسلاحه ( والتي ندفع ثمنها من جيوبنا _ نحن أفراد الشعب _ ) , فإنه يتحتم علينا أن نجد أجوبة لتلك الأسئلة :

وهي : ما حاجة المعارضة بعد الآن أن تدخل أي انتخابات إذا كان يمكنها أن تتحالف مع الجيش لإسقاط كل من نجح فيها ?!
( ألم تتحالف جبهة الإنقاذ مع الجيش لإسقاط الرئيس مرسي والإسلاميين بعد أن أنهزموا أمامهم شر هزيمة في خمسة إنتخابات متتالية , وها هم يشكلون الحكومة ويضعون الدستور , بينما التيار الإسلامي الذي نجح في جميع الإنتخابات السابقة بنسبة تقارب الثلثين لا يمثله سوى عضو واحد في لجنة الخمسين المعينة لوضع الدستور وليس له ممثل واحد في الحكومة أو حركة المحافظين !!!! )

و ما حاجة أي مرشح مستقبلا لمنصب رئيس الجمهورية لأن يسترضي الجماهير أو يحصل على موافقتها أو يعمل من أجلها ?! إذا كان أمر مجيئه و بقاءه مرهون فقط بقوة الجيش ورضاه عنه !!!

بل أن سيادة مبدأ القوة وحكم السلاح في البلاد كمبدأ عام قد يثير أمامنا تساؤلات أخرى :

فانت إذا أعجبك مثلا قصر رائع ..وأردت الحصول عليه ...لم تدفع اموالا طائلة لشرائه إذا كان يمكن بالقوة والسلاح سرقته والسطو عليه ?!

أو إذا أعجبت مثلا بفتاة جميلة , فما الحاجة للتقدم للزواج منها إذا كان يمكنك بالقوة والسلاح إرغامها على ما تريد ?!

إن سيادة مبدأ إغتصاب الحقوق من خلال القوة هو ما يشكل الفرق بين الدولة والغابة , ففي الدولة تكون القوة هي لحماية الحقوق وليس إغتصابها .

ولأن مبدأ السطو على الحقوق بقوة السلاح مبدأ مرفوض بين دول العالم ..لم يتم الإعتراف بالإنقلاب العسكري ..وتم طرد مصر من منظمة الإتحاد الإفريقي , كما تم إلغاء عضوية مصر في الإتحاد البرلماني الدولي .

وعلى الرغم من محاولات السلطة الإنقلابية المستميتة ومعها الدول راعية الإنقلاب لإنتزاع ذلك الإعتراف , وآخرها التعاقد مع شركة ( جلوفر بارك جروب ) وهي شركة لوبي امريكية للترويج الإعلامي والسياسي من أجل تحسين صورة الإنقلاب في واشنطن والغرب , وهي من أغلى شركات اللوبي السياسي في العالم وتصل تكلفة عقودها لمئات الملايين من الدولارات , قد دفعها الإنقلابيون من جيوبنا .

ومع ذلك لم يعترف بهذا الإنقلاب في العالم كله سوى حكومات خمسة دول هي التي رعته وأنفقت عليه من أجل مصالحها الشخصية , منهم اربع دول عربية لا تعرف أساسا الديمقراطية و تخشى من انتقال ثورات الربيع العربي إليها وتحصل الآن على فاتورة دعمها من أراضينا ومشاريعنا التي وهبها لهم الإنقلابيون , ودولة خامسة هي عدو ابدي لمصر وللدول العربية كلها حتى ولو اعتبرت قائد جيشنا ( عبد الفتاح السيسي ) بطلا قوميا لها , فستظل إسرائيل دوما وابدا هي العدو ومن ترضى عنه وتحتفي به من بلادنا هو الخائن والعميل .

وسيظل الرئيس ( محمد مرسي ) { حتى وإن خطفوه أو سجنوه } هو الرئيس الشرعي للبلاد , و هو رمز لإرادتنا التي انتهكت و وطننا الذي سرق , و عودته هي عودة لحق الشعب في إختيار من يمثله , و عودة لمنطق سيادة الشعب وليس منطق سيادة القوة .


شرين عرفة
shireen.3arafah@gmail.com


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية