مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 هكذا أرى أسباب اختيار عمر سليمان!!!

 

 سليمان

 

سماك العبوشي
.................

أسترعي الانتباه بأنني لا أعرف خلفيات اللواء عمر سليمان، إلا من خلال ما قرأته عنه في مواقع الأخبار والصحف اليومية وما سمعته من نشرات الأنباء طيلة السنوات المنصرمة، غير أن ما دعاني لكتابة مقالي هذا، إن هو إلا استقراء لمعطيات الأمور وجملة شواهد سترد بنص مقالي، وأتمنى صادقاً بأن أكون مخطئاً بهواجسي ... وشكراً!!.

كما كان متوقعاً تماماً، أن يختار مبارك – إن أرغم - نائباً فخليفة له بمواصفات كمواصفات اللواء عمر سليمان، ولم أفاجأ البتة باختياره هذا، لاسيما بعد أربعة أيام على بدء انتفاضة شعب مصر العربي الأبي، وانتظار من مبارك لصدور تصريحات أمريكية، أقول بأنني لم أفاجأ لذاك الاختيار وذلك لجملة أسباب سنأتي على ذكرها سرداً!!.

ما أن أعلن عن تعيين عمر سليمان نائباً لرئيس جمهورية مصر العربية، حتى تناقلت وكالات الأنباء والفضائيات عن أنباء رفض جماهير المتظاهرين الغاضبين لذاك التعيين، ربما لشعورهم بأن عمر سليمان – مدير المخابرات المصري- هو ابن النظام الأمين، وحامل أهم وأخطر ملفات مصر السياسية والمخابراتية، لاسيما منها ملف الصراع العربي الصهيوني، وفوق هذا وذاك فهو رجل أمريكا بامتياز، ولكل تلك الأسباب مجتمعة وغيرها، فإن عمر سليمان لن يخرج أبداً عن سرب أمريكا، كما وأنه لن يبتعد عن نهج وسياسة نظام مبارك بعد رحيل الأخير إن عاجلاً أو آجلاً!!.

وعلى ضوء ذاك الاختيار (غير الغريب بالنسبة لي على أقل تقدير) فإنني أطرح جملة الحقائق التالية:

أولاً ... لا يعقل أن رجلاً بمواصفات وخلفية مبارك، كان قد حكم مصر المحروسة بالحديد والنار وقانون للطوارئ طيلة ثلاث عقود وأساء لتاريخ ومجد مصر العروبة، أن يقدم في آخر المطاف هكذا وببساطة متناهية ليختار من يأتي من بعده شخصاً يكشف عورات ما صنعه طيلة فترة حكمه، ويعرضه مستقبلاً للمساءلة والعقاب!!؟.

ثانياً ... كما ولا يعقل أيضاً أن رجلاً بمواصفات وممارسات مبارك، والذي كان قد جاهد طويلاً واجتهد في إبعاد مصر عن حاضنتها العربية الطبيعية وقزّم دورها بإلغائه لدورها الريادي القومي، خادماً بذلك الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، أن يأتي برجل بمنتهى البساطة فيعيد لمصر دورها ومجدها وألقها العربي!!؟.

ثالثاً ...ولا يدخل في عقل لبيب فطن أن تخرج مصر العروبة، مصر الكنانة، مصر أم الدنيا، مصر التاريخ والحضارة المجيدة، بمنتهى البساطة واليسر هكذا من قبضة الولايات المتحدة الأمريكية جراء "جمعة الغضب"، جراء اختياره شخصاً آخر لا توافق عليه تلك الدولة العظمى، كما ويعقل أن تفرط الولايات المتحدة الأمريكية بمكسب خروج مصر من دائرة الصراع العربي الصهيوني ودخولها ضمن الخيمة الأمريكية بعد اتفاقيات كامب ديفيد!؟.

لا يعقل ذاك أبداً، لاسيما وأن "دخول الحمّام الأمريكي مش زي خروجه"، هكذا يقول منطق المصالح الأمريكي، وهكذا يجب أن تسير عليه (بوجهة النظر الأمريكية) تطورات وتداعيات الأحداث في مصر، فخروج مصر من دائرة الصراع العربي الصهيوني، وفقدانها لدوري الريادي العروبي إنما هو لعمري كان بحد ذاته من أهم المكاسب التي حققتها تلك الدولة العظمى، ولقد حافظ الرئيس مبارك على المصالح الأمريكية والصهيونية "بكل اقتدار وهمة ونشاط يحسد عليه!!" طيلة سنوات حكمه الممتدة لثلاث عقود متواصلة، فلا يجوز من وجهة النظر الأمريكية التفريط بها تحت أي ظرف كان!!.

قد طبل وزمر، وهلل وكبر، البعض ممن رأى بتصريحات المسئولين الأمريكان على أساس أنها خطوة ونهج جديد ينم عن تخل أمريكي مبكر عن مبارك، حيث فات هؤلاء بأن أمريكا بتصريحاتها تجاه مبارك، وانتقادها لسياسته القمعية وادعاءها نصرتها لمظالم شعب مصر، إنما كانت قد صدرت منها لإدراكها ويقينها تماماً لجملة حقائق موضوعية لعل من أهمها:

1. احتراق أوراق مبارك وانتهاء دوره في مصر تماماً!!.

2. أنها بتعيين عمر سليمان نائباً وخليفة لمبارك، فإنها تكون قد رتبت الأمور مسبقاً فهيأت خير "خلف أمريكي" أدى ما عليه من التزامات لأمريكا، لخير "سلف أمريكي" قادم لحكم مصر سيضمن لأمريكا مصالحها ومكاسبها في مصر والمنطقة عموماً!!.

3. وإلحاقاً بالفقرة (2) آنفاً، فإن الاختيار أعلاه لم يأت بين ليلة وضحاها، فسياسة الولايات المتحدة الأمريكية والخاصة بإعداد طبخات تهيئة بدلاء لحكام عرب كانت قد احترقت أوراقهم وانتهى دورهم فإنها لعمري تمتد لسنوات وسنوات، يتم خلالها إنضاج طبخته وإعداده وتلميع صورته ليقفز إلى ساحة الأحداث عندما تحين الساعة!!.

ختاماً، أقول لمن تهلل وجهه باختيار مبارك لعمر سليمان، ليقرأ:

1. ما ورد بمقال افتتاحي للكاتبة الألمانية "بياتا سيل" بصحيفة دير تاجستسايتونغ (تاتس) حيث تقول وأقتبس نصاً "إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تتدبر الآن أمرها فيما يتعلق بكيفية إغلاق ملف حسني مبارك. وردات الفعل الرسمية التي تصدر في واشنطن تجاه ما يجري في مصر، ليس لها أي قيمة مقابل ما يجري خلف الأبواب المغلقة في الدوائر المعنية بواشنطن"... انتهى الاقتباس.

2. وهذا مقطع مما ورد في صحيفة هاآرتس بقلم "ألوف بن" يبدي فيه مخاوفه من سقوط نظام مبارك فيقول وأقتبس "أن سقوط النظام المصري يبقي (إسرائيل) بدون أي حليف إستراتيجي، بعد أن انهارت التحالفات السابقة مع إيران وتركيا، كما أن السلطة الفلسطينية والأردن لن تكونا حليفين بديلين لمصر"... انتهى الاقتباس، ثم أردف قائلاً "أنه رغم (السلام البارد) مع مصر فقد ظلت، ولا تزال، أهم حليف استراتيجي كان (لإسرائيل) في الشرق الأوسط. حيث ضمن مبارك حدود (إسرائيل) الجنوبية، والتي استطاعت أن تركز جهودها على الجبهة الشمالية والضفة الغربية وقطاع غزة"... انتهى الاقتباس!!.

لقد كان المطلب الشعبي المصري واضحاً لا لبس فيه، يتمثل برحيل النظام بكامل رموزه ومخلفاته وأعبائه، وإجراء التعديلات والإصلاحات السياسية، وعودة مصر لدورها الريادي القومي، وذاك ما لا يروق لأمريكا (برغم تصريحات مسئوليها!!) أولاً وما يخشاه قادة الكيان الصهيوني ثانياً!!، من هنا كان الالتفاف الأمريكي متمثلاً بقرار مبارك بتعيين عمر سليمان نائباً له، وهي لعمري عملية أمريكية إسرائيلية لضمان استمرار صورة النظام القائم، وعمر سليمان هو الوحيد الذي سيضمن استمرار المصالح الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية بالاستمرار لفترة طويلة قادمة!!.

فيا أبناء مصر الغيارى، أيها المنتفضون على الظلم والجور والاستبداد، أيها المتطلعون لدوركم الريادي العربي القومي، إنما هي لحظات حرجة يراد الالتفاف على ثورتكم من خلال تغيير الوجوه، فخذوا حذركم، وتنبهوا لما وراء أكمات مطبخ أمريكا وتخوفات وخشية الكيان الصهيوني!!!.

حفظ الله مصر وشعبها، وأبعد عنها الطامعين بها، المتربصين لها ولدورها العروبي القادم بإذنه تعالى!!.

اللهم آمين.





 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية