مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 كفاكم المفتي جمعة عبء تحرير القدس!!

 

جمعة

 

بقلم : سماك العبوشي
........................


لم يدر بخلدي يوماً، كما ولم أسمع من قبل أن نصرة قضية فلسطين، ومنع تهويد مقدساتها، وشد أزر أبنائها المقدسيين المرابطين المجاهدين، وتحرير القدس من براثن الاحتلال الصهيوني قد تحقق أخيراً ودفعة واحدة على يدي سماحة مفتي الديار المصرية الشيخ العلامة الدكتور "على جمعة" إثر زيارته الميمونة والكريمة لمدينة القدس الشريف، وصلاته ركعتي تحية المسجد داخل المسجد الأقصى (مسجد عمر والذي يدعى أيضاً المسجد القبلي) وفي قبة الصخرة المشرفة وفي كل من مسجد البراق والمصلى المرواني والأقصى القديم (الأقصى السفلي) وفي صحن الحرم القدسي الشريف!!.

ما أن ارتفعت أصوات الاحتجاجات والاستنكار الشعبي العارم لتلك الزيارة التي قام بها الشيخ العلامة الدكتور علي جمعة، حتى سارع الأخير لتوضيح أن زيارته للمسجد الأقصى كانت "غير رسمية"!!، ذاك لعمري أولاً، وأنها قد جاءت "نصرة وتضامنا مع قضية القدس الشريف" ثانياً، وأما ثالثة الأثافي فأن جواز سفره الدبلوماسي ظل طاهراً عفيفاً ولم ينجس بأختام صهيونية البتة!!، وهكذا أيها الأحبة الكرام، فقد بدا الأمر وكأن سماحة مفتينا قد كفانا عبء تحشيد الطاقات لتحرير القدس، كما وكفانا حقن دماء ما تبقى من أبنائها المجاهدين المرابطين، وتحقق على يديه البرتين حلم طرد محتليها، وذلك بزيارة واحدة "غير رسمية!!" له لأرض القدس الشريف!!.

أي استخفاف وعبط وهبل هذا الذي قيل على صفحة تويتر الخاصة بسماحة مفتي مصر في تبريره لتلك الزيارة، ثم كيف لا يكون تخبطاً واستخفافا بعقولنا إذا ما قلبنا الأمر من مختلف أوجهه:
أولاً. فأيهما أكثر تأثيراً وجدوى ونصرة للقدس، "زيارة رسمية" يقوم بها الدكتور علي جمعة بصفته (مفتي الديار المصرية)، أم "زيارة غير رسمية" يقوم بها الدكتور علي جمعة ( المواطن العربي المسلم المصري والمجرد من كل مناصبه الرسمية)!؟.
ثانياً. وعلى افتراض أن الزيارة كانت "غير الرسمية"، فهل يعقل أن تسمح قوات الاحتلال الصهيوني للمواطن العربي المسلم المصري "علي جمعة" المجرد من كل ألقابه ومناصبه الرسمية بزيارة القدس، أسوة بمنعها لغيره من العرب والفلسطينيين والمسلمين والمسيحيين دخول الضفة الغربية إلا بعد الحصول على تأشيرات دخول مسبقة!؟.
ثالثاً. وعلى افتراض أنها كانت "زيارة غير رسمية"، فما أوجه الدعم الذي قدمه المواطن علي جمعة لأبناء الرباط في القدس، وإن كانت زيارة رسمية فما الذي حققه سماحة المفتي!؟.
رابعا . وعلى افتراض أن الزيارة "غير رسمية"، فما الذي يجعل حكومة النتن ياهو ترحب بزيارة المواطن العربي المصري المسلم "علي جمعة"، فيما تمنع سلطات الاحتلال الصهيونية كل المتضامنين الأجانب مع الشعب الفلسطيني ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري، هذا كما وتمنع أيضاً أبناء البلاد من الفلسطينيين من دخول القدس ، لمجرد الصلاة في الأقصى!؟.
خامسا. ورداً على ما نشره سماحته بصفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أنه زار القدس ودخلها من الضفة الغربية عن طريق الأردن وليس من الجانب "الإسرائيلي" ودون الحصول على تأشيرة أو موافقة صهيونية، فإنني أذكر سماحته بأن تلك مجرد حجج واهية وفرية ساقها لتبرير فعلته، لأننا نعلم تماماً كيف تـُحـْكـِم سلطات الاحتلال قبضتها على المعابر من كل الجوانب، وأن دخول كبار رجال السلطة الفلسطينية للأراضي الفلسطيني لا يتم إلا بعد الحصول على الموافقات الأمنية الصهيونية، فأي كذب ودجل ذاك الذي ادعاه سماحة المفتي الإمام الأكبر العلامة الدكتور علي جمعة!!؟.
سادساًً. وإذا كانت المشكلة تكمن في منع إظهار التأشيرات الصهيونية على جواز سفر سماحة المفتي، فإن العادة قد جرت على حد علمنا بأن تعطى التأشيرات الصهيونية على ورقة منفصلة بعيداً عن جواز السفر، وذلك كي تتمكن من التغلب على فكرة مقاطعتها ولتسهيل أمر التطبيع، ذاك جانب، ومن جانب آخر، فأن سماحة المفتي المصري لن يحتاج بطبيعة الحال لتأشيرة دخول سواء على جوازه أو تمنح له على ورقة منفصلة، فهو ذو شأن كبير، ودخوله للقدس مصلحة صهيونية، وذلك تحقيقاً لهدفين:
1- ضربة موجعة وجهت لجهود مقاومة التطبيع مع العدو والتي نجحت طيلة العقود المنصرمة حتى يومنا، هذا إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار حجم تلك الضربة الموجعة المتأتية عن حجم مصر العربي والإسلامي والذي قام مفتي ديارها بعز قدره وجلاله بزيارة مدينة القدس وتأديته الصلاة في مساجدها التي تئن تحت حراب المحتل الصهيوني!!.
2- لقد اعتادت حكومات تل أبيب على انتهاز الفرص المتاحة في تلميع صورتها أمام الرأي العام العالمي، وليس بالغريب أبداً أن تقوم حكومة النتن ياهو باستثمار تلك الزيارة بالترويج لفكرها وخططها ورؤاها من خلال بث لقطات عن تلك الزيارة لسماحة مفتي الديار المصرية وتأديته للصلاة بمنتهى الحرية وبما يظهر الكيان الصهيوني وكأنه يرعى ويحمي ويصون حرية المعتقدات الدينية في المنطقة، وأنه بالتالي لا ضير أبداً من بقاء القدس "عاصمة أبدية" للكيان الصهيوني!!.

ختاماً أقول ...
إن ما قام به سماحة مفتي الديار المصرية، سواء أكانت ضمن إطار "زيارة رسمية" أو "غير رسمية"، وأنها جاءت لنصرة قضية القدس، فإنها لعمري كانت إقراراً منه لسيادة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، واعترافاً منه بشرعية هذا الاحتلال البغيض، ولا نلوم مفتي الديار المصرية على فعلته تلك إذا ما تذكرنا أنه كان مفتي نظام مبارك منذ عام 2003، كما وليس حال مفتي مصر بأفضل من حال اتحادات إسلامية وعربية تأسست كلها لنصرة قضية فلسطين والقدس الشريف والتصدي لحملات تهويدها بالكلام والخطب والشعارات، واكتفت تلك الاتحادات والفعاليات برفع شعارات طنانة رنانة، فيما استمرت حملات التهويد والحفر في أسس مسجد قبة الصخرة تمهيداً لتصدعها ومن ثم تهاويه!!.
إن دعم قضية القدس لا يكون بزيارتها وهي تحت الاحتلال، بل بالجهاد بالنفس والمال و السلاح ومقاطعة الاحتلال!!.
إنه لعمري زمن العهر والانحطاط العربي!!.
زمن أشباه الرجال ولا رجال!!.


simakali@yahoo.com
21/4/2012

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية