مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 كي لا تسرق أحلامنا بذريعة برنارد لويس!!.

 

برنارد لويس

 

سماك العبوشي
....................


ما أن انطلق المارد العربي من قمقمه الذي حبس فيه طويلاً معلناً عن نفاد صبر أبناء شعبنا العربي ضد فساد أنظمتهم التي أطبقت على أنفاسهم عقودا طويلة، حتى راحت بعض الأقلام ووسائل الإعلام المقروءة والمنظورة الخبيثة تتحدث عن مخططات الصهيوني الفرنسي برنارد لويس الهادفة لتفتيت المفتت من أقطارنا العربية المجزأة أصلاً، في محاولة خبيثة منها لتشويه صورة ربيع التغيير العربي وزرع حالة من اليأس والإحباط في النفوس العربية التواقة والعطشى لإحداث تغيير جذري في أنظمتها السياسية المتهرئة المرتهنة بسياسات الغرب وأجنداتها المعروفة!!.

وأتساءل ها هنا ... من منا نحن أبناء العروبة كان قد سمع ببرنارد لويس هذا قبل انطلاق شرارة التغيير العربي المباركة في تونس وما تلاها من ثورة مصرية عظيمة انطلقت شرارتها المباركة في 25 يناير!؟، والجواب أقولها يقيناً واثقاً ... لا أحد إلا اللهم القلة القليلة من بعض الأكاديميين العرب المختصين بالصراع العربي الصهيوني وما يدور في فلكه، من مخططات استعمارية غربية خبيثة ساعية وطامحة لتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ، وذلك لاستمرار الهيمنة على مقدرات شعبنا العربي المغيبة إرادته طوعاً أو قسرا!!.

وبالمقابل، فإننا - بقولنا آنف الذكر - لا ننكر أن برنارد لويس كان قد وضع عام 1983 خارطة جديدة لوطننا العربي، كما ولا ننكر البتة أن حلم الغرب إنما يتمثل بتجزئة المجزأ وتفتيت المفتت واستمرار الهيمنة على مقدرات شعبنا العربي والعمل الدؤوب على كبح طاقاته الخلاقة، غير أن من المعيب علينا أن نشوه بأيدينا مشهد ربيع التغيير العربي من خلال ربط ثورة الشعب العربي وحلمه بتغيير واقعه الفاسد والمزري بمخطط هذا الرجل وخارطته أو بمسعى دول الغرب الخبيثة، متناسين تماماً أننا بعملنا ذاك إنما نكون قد استهنا بدماء الشهداء الذين تساقطوا من أجل إسقاط أنظمة عربية فاسدة تواطأت على الدوام وارتهنت للإرادة الغربية والصهيونية بشكل أو بآخر!!.

وتأسيساً لما ذكرته آنفاً عن ربيع التغيير العربي وبرنارد لويس هذا، فإنني أتساءل كرة أخرى وصولاً للحقيقة، كل الحقيقة ...
· من ذا الذي لا يوافقني الرأي بفساد تلك الأنظمة العربية التي طالها التغيير حتى يومنا هذا!؟، وأن صبر أبناء شعبنا العربي قد نفد فقرروا أن يطيحوا وإلى الأبد بتلك الأنظمة الفاسدة التي ارتهنت طويلاً بالسياسات الغربية والصهيونية وعملت على الدوام على تحجيم قدرات أبناء شعبها وكممت له الأفواه!؟.
· ومن ذا الذي لا يجاريني رأيا بأن سبب تخلف شعبنا العربي للعقود المنصرمة إنما كان بسبب هيمنة تلك الأنظمة العربية الفاسدة على مقدرات شعبنا العربي!؟.
· ومن ذا الذي لا يشاطرني الرأي بأن سبب تراجع دور مصر العروبي والإقليمي والأفريقي على سبيل المثال لا الحصر إنما كان بسبب سياسات اللامبارك حسني وخضوعه طوعاً للابتزاز الصهيوأمريكي!؟، وما ينطبق على اللامبارك حسني من قول إنما ينطبق جملة وتفصيلا على غيره من قادة أنظمة عربية طالها التغيير العربي!؟.
· أم تناسى هؤلاء المشككون بجدوى وعظمة هذه الانتفاضة الجماهيرية العربية أسباب حدوث تلك الانتفاضات والمظاهرات واندلاع شراراتها على امتداد وطننا العربي، غاضّين الطرف تماماً عن حقيقة أن شعبنا العربي قد رزح لعقود طويلة تحت نير وهوان وقهر واستبداد واستعباد حكامه الطغاة والفاسدين، الذين تلذذوا خلالها بسطوتهم ونفوذهم وجبروتهم، وزرعوا خلالها التخلف والمرض في مجتمعاتهم، فيما ساعدتهم في ذلك دول الغرب المارقة التي كانوا يأتمرون بأمرها وينفذون أجنداتها المتمثلة بسياسات جعل شعبنا العربي متخلفاً، مسلوب الإرادة والكرامة!!.

غير أنني وفي المقابل، لا أنكر حقيقة أن الدوائر الغربية والصهيونية قد سعت جاهدة لسرقة ربيع التغيير العربي وحاولت جاهدة كي تستثمره على أقل تقدير من خلال تأييدها الكاذب لما يجري تحت عنوان الديمقراطية وحقوق الفرد وذلك من أجل امتصاص زخم التأييد العربي له و سرقة جهد شباب التغيير العربي وتحريف وجهته وتشويه صورته خدمة لإغراضها المبيتة والخبيثة لمنع انطلاق القدرات العربية الخلاقة من عقالها الذي حاولت أنظمتنا العربية الفاسدة أن تبقيه مكبلاً !!.

إن هي إلا إرادتان تتصارعان في حراك ربيع التغيير العربي من أجل إثبات الذات، ذاك لعمري ما كنت قد تطرقت إليه مبكراً من عمر حلم التغيير العربي الجميل، في مقالة لي نشرتها بتاريخ 15 آذار 2011 بعنوان " مسامير وأزاهير 232 ... تشويه لأهداف الانتفاضات العربية!.":
1- إرادة الشعب العربي المقهور والمظلوم والمغيبة إرادته لعقود طويلة خلت، الطامح لنيل واستعادة كرامته وحريته وتأمين مستقبل أجياله.
2- وإرادة الغرب من خلال مخططه الخبيث في تفتيت هذه الأمة إلى دويلات ضعيفة هزيلة لا إرادة لها، واستثمار هذه الهبة الجماهيرية الغاضبة.

من هنا علينا أن نقف هنيهة لنعترف إذن بحقيقتي تلكما الإرادتين، إرادة الخير ممثلة بربيع التغيير العربي، وإرادة الشر ممثلة بمخطط برنارد لويس ومن يسير بركابه من أنظمة عربية رجعية معروفة للقاصي والداني، وأنه لا رابط بين تلكما الإرادتين البتة، فكلاهما يسعى لغايته حثيثاً، فهل يعقل أن نجهض حلم التغيير العربي لوجود إرادة أخرى كإرادة برنارد لويس مثلاً!؟، وأن نسيء الظن بشباب ربيع التغيير العربي وأهدافهم التي انطلقوا من أجل تحقيقها!؟.

آن لنا اليوم أن نحذر من الخلط المتعمد بين الإرادتين، وأن نحذر لتداعيات ما تجر أرجلنا إليه من خلال سعي دوائر الغرب والصهيونية ومخططاتها الخبيثة لسرقة الأضواء من ربيع التغيير العربي وتشويه صورتها الناصعة، فلا يعقل أن نجهض حلم التغيير العربي العظيم القادم، بذريعة ومخافة جملة من التساؤلات كانت قد أطلقت من أقلام مسيسة مرتبطة بالأجنبي وأجندته راحت بخبث تطرح جملة تساؤلات وتتحدث عن سر هذه الانتفاضات والمظاهرات وتوقيتات تزامن حدوث بعضها مع البعض الآخر، فيما راح البعض الآخر منها ينعش ذاكرتنا بسرد تفاصيل مخطط "برنارد لويس" الاستعماري الذي تبنته وأعلنته الصهيونية والصليبية العالمية والهادف لتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ من دولنا العربية موحياً ذاك البعض من أن ما يجري في ساحتنا العربية من حراك جماهيري ثوري إنما هو في حقيقته تنفيذ لذاك المخطط المبيت، فيما تساءل آخرون إن كان ما يجري في الوطن العربي من تشابه أحداث مكررة مجرد محض صدفة بحتة؟، أم أنها كانت إثارة "للفتن بين الشعوب والحكام" كما جاء ذلك على لسان مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الذي وصف تلك المظاهرات بتلك العبارة المقتبسة نصاً في خطبة له بإحدى جمعه، مضيفاً أنها مؤامرات أعداء الأمة يراد بها تقسيم الأمتين العربية والإسلامية وإضعافهما، فجاء تصوير مفتي السعودية بحديثه ذاك وكأن أمتينا العربية والإسلامية تعيشان في حلم وردي تحسدان عليه، وأنهما تتيهان فخراً وزهواً بحكامهما وقادتهما وبما تمتلكانه من ناصية القوة والمنعة ورفعة الشأن وحكمة القيادة الرشيدة!!.

ختاماً أقول، إثم عظيم لو أننا ربطنا بين أهداف ومبررات ثورات وانتفاضات جماهيرنا العربية وبين إرادة الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية!!، وخطأ فادح أن ننساق لما يردده البعض منا من أن ثورات ربيع تغييرنا العربي ما كانت لتتم لولا مباركة ومساندة الولايات المتحدة الأمريكية والدوائر الصهيونية!!، وجرم كبير أن نغفل حقيقة ودواعي ربيع التغيير العربي وأنها كانت تحصيل حاصل لحالة الإحباط واليأس الجماهيري العربي من فساد وظلم وطغيان حكامه!!.

فلنمض قدما نحو مستقبل عربي منشود وزاهر بعيدا عن إملاءات الغرب من خلال تغيير واقعنا العربي الفاسد، علينا أن نحذر في الوقت ذاته من امتطاء دوائر الغرب والصهيونية لصهوة ذاك التغيير النبيل أو السقوط سهواً أو عمداً في شراك مخططات برنارد لويس وغيره، ولنحسن الظن بشبابنا، كي لا تسرق أحلامنا من خلال خبث ومكر برنارد لويس ومن يسير على نهجه وارتبط بمخططاته الخبيثة.

سماك العبوشي
simakali@yahoo.com


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية